A+ A-

باحث كويتي يكشف عن وثيقة بريطانية نادرة تتناول معلومات تاريخية عن البلاد

الباحث باسم اللوغاني
الباحث باسم اللوغاني

من عماد الحملي

الكويت - 18 - 11 (كونا) -- كشف الباحث في تاريخ الكويت باسم السعد اللوغاني عن وثيقة جديدة تتناول حقبة من تاريخ البلاد تتحدث عن زيارة أحد المسؤولين الانجليز ومجموعة معه الى الكويت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتوفر معلومات تاريخية تنشر للمرة الأولى.
وقال الباحث اللوغاني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم إنه اطلع على الوثيقة للمرة الأولى قبل عدة أسابيع في سجلات الهند البريطانية المحفوظة في المكتبة البريطانية في لندن أثناء بحثه عن وثائق هناك.
وأفاد بأن الوثيقة تتضمن يوميات كتبها الحاجي أحمد المنشي وهو موظف في مكتب المقيم البريطاني في مدينة بوشهر الايرانية وتعود الى عام 1863 وذلك قبل سنتين من الرحلة الشهيرة للمقيم البريطاني في تلك المدينة آنذاك الكرنل لويس بيلي التي قام بها الى الكويت ثم الى نجد.
وأضاف أن الرحلة التي كان على رأسها المقيم بيلي شملت البصرة والكويت والفلاحية والمحمرة و امتدت من 24 فبراير الى 21 مارس عام 1863 وصفها الحاجي أحمد يوما بيوم في 13 صفحة إضافة الى تقرير اقتصادي عن المناطق الرئيسية الأربع التي توقف فيها.
وعن أهم ما ورد في يوميات الرحلة أوضح أن اليوميات تشير الى أسماء كويتية وعربية وأجنبية كثيرة منها على سبيل المثال التاجر الشيخ محمد بن رزق والتاجر الكبير يوسف بن بدر وأبنائه والتاجر ابراهيم بن سالم والتاجر موسى بن جوعان وغيرهم.
وذكر أن الوثيقة تتضمن معلومات جديدة مثل وجود قلعة أو قصر في قرية الجهراء يتميز بأبراجه كما تظهر وجود قصر في سفوان غير مأهول وقتها فضلا عن معلومات سابقة كوجود مربط للخيل للتاجر يوسف بن بدر في الجهراء وتوثق أسماء بعض النواخذة القدماء كالنوخذة سالم الهولي والمعلم عبدالله المطيري.
وقال الباحث اللوغاني إن اليوميات التي كتبها الحاجي أحمد كتبت باللغتين العربية والانجليزية وأشارت الى صفة وليس اسم رئيس الرحلة وهو الكرنل لويس بيلي ومن المعروف أن بيلي عين في منصبه في بوشهر عام 1861 حتى عام 1866.
وبين أن بيلي يعد أول انجليزي يصل إلى قلب نجد في مهمة سياسية والتقى بالإمام فيصل بن تركي آل سعود عام 1865 أي بعد رحلته الأولى للكويت عام 1863 التي كتب يومياتها الحاجي أحمد أما يوميات رحلة عام 1865 فقد كتبها بالانجليزية الكرنل بيلي نفسه ونشرت بالانجليزية منذ مدة طويلة ثم ترجمت الى العربية عدة مرات.
ولفت الى أن يوميات الرحلات التي قام بها رحالة عرب أو أجانب قديما الى الكويت والمناطق المجاورة تعتبر من أهم المصادر التي توثق الأحداث التي مرت بها المنطقة وتقدم تفاصيل كثيرة عن المجتمعات الخليجية والعربية في تلك الفترات.
وأشار الى أولى الرحلات التي ذكر فيها اسم الكويت وهي رحلة المؤرخ السوري مرتضى بن علوان عام 1709 الذي توقف في البلاد في طريق عودته من الحج الى بلاده الشام وتحدث فيها عن مدينة الكويت وتجارة أهلها.
وقال الباحث اللوغاني إن كتابات كريستن نيبور الدانمركي عام 1765 تعتبر أيضا من الكتابات المهمة عن ماضي الكويت كما كتب أيضا بكنغهام البريطاني كتابات مهمة عن الكويت التي زارها عام 1816 وكذلك الرحالة ستوكويلر عام 1861 والكرنل لويس بيلي عام 1865.
وفي ما يتعلق بالوثيقة الجديدة قال المؤرخ اللوغاني إن الحاجي أحمد كاتب يوميات الرحلة دون أيضا تقريرا من صفحة واحدة في السنة نفسها على ما يبدو تحدث فيه عن الحالة الاقتصادية للكويت وضمنه معلومات مهمة كأنواع البضائع التي تدخل الى الكويت وقيمتها وأنواع الصادرات الكويتية وقيمتها.
وبين أنه سينشر تفاصيل يوميات الحاجي أحمد قريبا بعد قراءتها بتمعن وتحقيقها تاريخيا مشيرا الى أن الوثائق الانجليزية في المكتبة البريطانية مصدر غزير للمعلومات حول المنطقة ومتاحة للباحثين. (النهاية) ع ح / ت ب