A+ A-

تحديان رئيسيان يواجهان المجتمع الدولي في مكافحة عودة فيروس شلل الاطفال

جنيف - 24 - 10 (كونا)-- تستقبل دوائر الطب الدولية اليوم العالمي لمكافحة شلل الاطفال الذي يوافق اليوم وهي تواجه تحديين اثنين رئيسيين اولهما عودة شبح هذا المرض في المناطق التي كان من المفترض ان يكون اختفى منها وثانيهما امكانية تحقيق القضاء عليه نهائيا في العالم حتى عام 2018.
   ووفق وثائق منظمة الصحة العالمية الخاصة بمكافحة شلل الاطفال فقد عاد المرض يدق ناقوس الخطر في عشر دول على الاقل متنقلا من بلد الى آخر حيث زحف من سوريا الى العراق ومن باكستان الى افغانستان ومن الكاميرون الى غينيا الاستوائية ثم ظهرت حالات في كل من اسرائيل واثيوبيا والصومال ونيجيريا.
   ويحاول الخبراء في منظمة الصحة العالمية البحث عن سبل تنسيق افضل لمواجهة هذا الفيروس لاسيما وان تلك المناطق مصنفة على انها مناطق ازمات تنتشر فيها اما الحروب والصراعات او الكوارث الطبيعية او كلاهما معا ما يجعل المواجهة تحديا قاسيا للغاية ولكن يجب التغلب عليه.
   وفي حين يؤكد خبراء منظمة الصحة العالمية ان وتيرة الاصابة قد تراجعت في الفترة بين عامي 1988 و2012 بنسبة 99 بالمئة الا ان حتى نسبة الواحد بالمئة المتبقية لا تزال تمثل عنصر خطر لا يجب التهاون معه اذ تتمسك المنظمة بشعار ان "ظهور حالة اصابة واحدة يعني ان اطفالا آخرين مهددون بالاصابة".
   وتخشى منظمة الصحة العالمية من "خطر عودة الانتشار السريع للفيروس في الدول التي تصنفها على انها معاقل عتيدة له لاسيما في نيجيريا وباكستان وافغانستان مع ظهور بؤر جديدة له في سوريا والعراق اذ يمكن ان يؤدي الفشل في مواجهة انتشاره الى إصابة حوالي مئتي ألف حالة جديدة تعم أرجاء العالم في غضون عشر سنوات".
   ووفق منظمة الصحة العالمية فان شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن وأكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض هم الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى.
   ويدخل الفيروس جسم الإنسان عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء وتتمثل أعراضه  الأولية في الحمى والارهاق والصداع والتقيؤ وتصلب الرقبة والشعور بألم في الأطراف.
   وتقول منظمة الصحة العالمية ان الوقاية من هذا الفيروس هي السبيل الوحيد للافلات من بلاء الاصابة به لاسيما وانه لا يوجد علاج لشلل الأطفال ولذا تحث المنظمة على ضرورة متابعة التلقيح ضده على دفعات متعددة اذ من الثابت علميا ان حالة اصابة واحدة من بين مئتي حالة يمكن ان تتحول الى شلل كامل وان ما بين خمسة الى عشرة بالمئة من المصابين يقضون نحبهم بسبب وصول الفيروس الى عضلات الجهاز التنفسي.
   وكانت الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية قد اعتمدت في عام 1988 قرارا باستئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم وقد أدى ذلك إلى إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال برعاية كل من الحكومات ومنظمة الصحة العالمية منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبدعم من مؤسسات خيرية خاصة .
   واستندت المنظمة في الحشد الى تلك الحملة الى نجاح حملتها في استئصال الجدري في عام 1980 والتقدم المحرز خلال الثمانينيات في التخلص من فيروس شلل الأطفال في الأمريكتين والذي تكلل باعلان التخلص منه هناك في عام 1994 فضلا عن التزام الجهات المانحة الخاصة بتسديد ما وعدت به من اموال.
   وتقول المنظمة ان هذا النجاح يعني بلغة الارقام ان خطة المواجهة قد انقذت ما لا يقل عن عشرة  ملايين طفل من الاصابة وانقاذ حوالي 5ر1 مليون طفل من الوفاة.
   في الوقت ذاته تؤكد المنظمة ان عودة الفيروس مجددا الى الانتشار سيكبد الاقتصاد العالمي خسائر تتراوح ما بين 40 و50 مليار دولار على مدى السنوات العشرين المقبلة معظمها في البلدان المنخفضة الدخل.(النهاية)  ت ا  / م ع ع