A+ A-

غارات اسرائيلية على قطاع غزة تخرق اتفاق الهدنة الجديدة

غزة - 14 - 8 (كونا) -- شنت طائرات الحرب الاسرائيلية فجر اليوم سلسلة غارات جوية اطلقت خلالها عدة صواريخ شديدة الانفجار على مناطق مختلفة من مدن وبلدات قطاع غزة بعد الاعلان عن اتفاق هدنة جديد يتواصل خمسة ايام.
وجاءت الغارات في وقت اعلنت فيه القاهرة اتفاق الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على هدنة جديدة تستغرق خمسة ايام في قطاع غزة والتي بدأت منتصف الليلة الماضي.
وذكرت مصادر امنية في غزة ان "الغارات التي استهدفت مناطق زراعية واخرى خالية في القطاع شكلت خرقا للهدنة الجديدة المعلنة برعاية مصرية مشيرة الى تضرر بعض المنازل القريبة دون وقوع اي اصابات بالارواح".
وكان الوفد الفلسطيني المفاوض الذي يقوده عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الاحمد قد اعلن قبل منتصف الليلة الماضية من العاصمة المصرية القاهرة عن اتفاق جديد للتهدئة في قطاع غزة يستمر خمسة ايام وبدأ تطبيق هذا الاتفاق بعد اعلان اسرائيل عنه في الوقت ذاته..
واعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها الليلة الماضية عن " اتفاق الطرفين لتمديد التهدئة لمدة خمسة ايام قبل وقت قليل من انقضاء تهدئة سابقة تواصلت ثلاثة ايام لاتاحة المزيد من الوقت لمواصلة المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة للتوصل لاتفاق شامل ودائم".
واتبع الاعلان عن هذا الاتفاق تجديد الرئيس الامريكي باراك اوباما تأكيده دعم الولايات المتحدة لجهود الوساطة في مصر خلال مكالمة هاتفية اجراها مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الليلة الماضية".
وجاء الاعلان عن اتفاق الهدنة الجديد هذا بعد قليل من تأكيدات متطابقة فلسطينية واسرائيلية اكدت فشل مجمل المحادثات التي جرت امس واول امس بين الطرفين في القاهرة للتوصل الى هدنة طويلة الامد.
ومن ناحيته كشف عضو اللجنة المركزية في حركة (فتح) عزام الاحمد في تصريحات له عن "حاجة الاطراف في محادثات القاهرة لمزيد من الوقت لمناقشة بعض النقاط الخلافية مع اسرائيل للتوصل لاتفاق هدنة دائم".
واشار الى ان "هناك مفاوضات مستمرة في مصر بين الجانبين من اجل التوصل لتثبيت وقف إطلاق النار يؤدي لوقف العدوان وانهاء الحصار برا وبحرا على قطاع غزة".
وعبر عن امله ب"العودة للقاهرة في المرة القادمة من اجل اعلان اتفاق لتثبيت وقف اطلاق النار انهاء العدوان على غزة" متهما الوفد الاسرائيلي المفاوض "بالوقوف وراء تأخر انجاز الاتفاق".
من جهتها اعلنت اسرائيل "ان رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو وافق على عرض الهدنة الجديد الذي اقترحته مصر والذي سيستمر خمسة ايام".
واشارت الاذاعة الاسرائيلية صباح اليوم ان "نتنياهو طلب من جيشه الالتزام بهذا الامر مع الرد فورا على أي عمليات اطلاق نار او صواريخ من قبل الفلسطينيين".
في ذات السياق تحدثت وسائل اعلام فلسطيني عن "ضغوط تعرض لها الوفد الفلسطيني في القاهرة للموافقة على هدنة دائمة وذلك دون ان تقدم اسرائيل أي استجابة لاي من طلباته خاصة لجهة رفع الحصار عن القطاع".
واضافت ان "اسرائيل عمدت يوم امس وقبل الكشف عن فشل محادثات القاهرة الى الحديث عن تحريك قوات جيشها نحو الحدود مع القطاع بزعم الاستعداد لاي طارىء بعد الاعلان عن فشل محادثات القاهرة".
وترددت انباء عن مقترح مصري جديد عرض على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يوم امس يقضي "برفع تدريجي من قبل اسرائيل للحصار المفروض على قطاع غزة وتسليم المعابر في هذه المنطقة لقوات امن الرئاسة التابعة للسلطة الفلسطينية".
كما يدعو المقترح الى "تأجيل البحث في قضية اقامة ميناء بمدينة غزة كما يريد الفلسطينيون على ان يجرى اعادة البحث في هذا الطلب بعد شهر من الان".
وفي المقابل ينص هذا المقترح الذي قبلته اسرائيل والذي لم يجب عليه الفلسطينيون حتى الان على تأجيل البحث في طلب الاخيرة اعادة جثث جنودها المفقودين في الحرب الاخيرة على غزة.
وكان الوفد الفلسطيني المتواجد في القاهرة قد اعلن الليلة الماضية عن تأجيل مؤتمر صحافي كان سيعقد مساء امس للاعلان عن فشل المفاوضات في القاهرة بشأن وقف اطلاق النار.
وجاء التأجيل قبل ان يجرى الاعلان بعد نحو ساعتين عن اتفاق جديد يقضى بتمديد الهدنة المؤقتة في القطاع لخمسة ايام اخرى دون الاشارة الى انجاز أي اتفاق.
واستبقت اسرائيل الاعلان عن هذا الاتفاق بالحديث عن اطلاق صواريخ عدة من شمال قطاع غزة نحو مناطق عدة في جنوبها الا انها تراجعت عن تلك الرواية فيما بعد حيث ذكر المتحدث باسم الجيش ان دوي صافرات الانذار الذي سمع في جنوب اسرائيل جاء جراء بلاغ غير صحيح.
وتزامن الاعلان عن اطلاق هذه الصواريخ مع الاعلان عن وصول الفريق الاسرائيلي المفاوض الى تل ابيب قادما من القاهرة بعد الفشل في احداث أي اختراق في المحاثات التي دارت هناك.
ومن جهتها كان المتحدث باسم حركت حماس سامي ابو زهري قد نفى في بيان صحفي مقتضب الليلة الماضية ما "ذكرته مصادر اسرائيلية عن اطلاق صواريخ من قطاع غزة يومي الاربعاء والخميس قبل انتهاء الهدنة المؤقتة".
في سياق اخر اعلن صباح اليوم الخميس عن وفاة شاب فلسطيني دهسته سيارة تابعة لاحد المستوطنين بالقرب من مستوطنة (بركان) في محافظة سلفيت بشمال الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت محطات اذاعة محلية ان "مستوطنا تعمد دهس المواطن محمد ابو اسليم (23 عاما) بسيارته ما تسبب في وفاته على الفور.(النهاية) م ت / خ ن ع