بان كي مون يدعو الى انهاء القتال في غزة باسم الانسانية

نيويورك - 28 - 7 (كونا) -- دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إلى تجديد الهدنة الإنسانية في غزة مشددا على ضرورة تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار باسم الانسانية بما يمهد الطريق لبدء المفاوضات الشاملة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال بان كي مون للصحفيين عقب عودته من جولة في الشرق الاوسط استمرت ستة ايام زار خلالها عددا من الدول بهدف ارساء السلام في المنطقة "فيما يحتفل العالم بعيد الفطر فقد حان الوقت لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النهار.. باسم الانسانية يجب وقف العنف فلا يمكن الاستمرار بقتل الناس على هذا النحو".
وتأتي دعوة الأمين العام بعد ساعات من دعوة مجلس الأمن الدولي في بيان لضرورة وقف اطلاق النار في قطاع غزة لأغراض انسانية وتأييده القوي لدعوة بان كي مون لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية الضرورية وحماية المدنيين من سكان القطاع.
وأعرب بان كي مون "عن خيبة أمله بعد استئناف الأعمال العدائية الخطيرة أمس والتي هدأت في المساء" لافتا الى أنه منذ عودته إلى نيويورك فقد استأنف الاتصالات مع قادة العالم ومن بينهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتصل به هاتفيا في وقت سابق اليوم وجدد دعوته لوقف القتال.
وأضاف أن على جميع القوى القائمة بالاحتلال التزامات قانونية دولية تحتم عليها حماية المدنيين مؤكدا في الوقت نفسه "انه لا توجد دولة تقبل تهديد الصواريخ" في اشارة الى اسرائيل.
وأشار الى أن الهدنة المؤقتة للقتال بين الجانبين سمحت للمدنيين الذين أنهكتهم الحرب بفترة راحة قصيرة كما كشفت عن حجم الدمار الذي خلفه الهجوم الإسرائيلي "على حياة سكان غزة وقد رأينا مشاهد تدمير عشوائي".
وحول الهجوم على مدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في قطاع غزة الخميس الماضي والذي أسفر عن مقتل 16 فلسطينيا قال الأمين العام ان "تواصل اعمال القتال لم تكشف بشكل قاطع عن المسؤول عنها ولكن لابد من المساءلة عن تلك الجريمة الفاحشة وغيرها من الجرائم التي ترتكبها جميع الاطراف".
وأشار إلى أن سكان غزة "ليس لديهم مكان يفرون اليه فهم محاصرون في قطعة محددة من الأرض وكل مناطق القطاع اماكن مدنية وقد تحول كل بيت ومدرسة وملجأ الى هدف عسكري" مبينا أن عدد القتلى والمصابين وحجم الدمار في غزة يثير تساؤلات جادة حول مبدأ استخدام القوة المتناسبة.
وجدد بان دعوته "لإسرائيل وجميع الأطراف لفعل المزيد لضمان سلامة مواقع الأمم المتحدة وأمن الناس الذين يحتمون بها وعلى الإسرائيليين والفلسطينيين مسؤولية تحتم عليهم وقف القتال الآن وبدء الحوار ومعالجة الأسباب الجذرية لإنهاء دائرة المعاناة التي لا معنى لها".
وبين "يعني هذا تأمين السلام من خلال الاحترام المتبادل وإنهاء الخنق الاقتصادي لغزة والاحتلال الممتد لنحو نصف قرن".
وأضاف بان كي مون أن المزيد من المعاناة وظروف الحصار في غزة لن يؤديا إلى شيء سوى الإضرار بالمدنيين الأبرياء وعزل إسرائيل بشكل أكبر وتمكين المتطرفين من جميع الجهات وجعل العالم أقل أمانا".
وردا على سؤال حول السبب وراء عدم الالتزام بوقف إطلاق النار قال بان كي مون ان السبب هو "غياب الإرادة السياسية" داعيا الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني للاستماع إلى دعوته وغيرها من "الأصوات الأخلاقية".(النهاية) س ج / أ م س