A+ A-

مسؤول بريطاني كبير.. لندن ترحب بالدعوة الامريكية الروسية لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا

 من حسني إمام

لندن - 10 - 5 (كونا) -- أعربت الحكومة البريطانية هنا اليوم عن ترحيبها بالاتفاق الامريكي الروسي بشأن عقد مؤتمر دولي لإنهاء الصراع في سوريا بحلول نهاية هذا الشهر.
وقال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان بريطانيا ترحب بالاتفاق الامريكي الروسي الذي يسعى الى عقد مؤتمر دولي لانهاء الصراع في سوريا مؤكدا ان بلاده تقدم "الدعم الكامل لأي مناسبة سياسية تشكل فرصة للمساعدة في حل الصراع وكلما كان الأمر أكثر سرعة كان أفضل".
وأضاف بيرت "أعتقد أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري متأثر للغاية بالوضع الإنساني الملح في سوريا ولقد تأثرنا جميعا بهذا الوضع وكيفية تدهوره خاصة بالنسبة للدول الواقعة حول سوريا في ظل تزايد عدد اللاجئين هناك بجانب أن القتال على الأرض لا يبدو أنه يؤدي إلى تحسن أفضل للوضع".
وأكد أن الجميع يريدون حلا سياسيا وليس عسكريا للأزمة في سوريا مقترحا بأن تلعب موسكو وواشنطن دورا رئيسيا في الجهود الرامية إلى تسوية الوضع المتدهور.
وابدى المسؤول البريطاني حذرا إزاء النتائج التي ستسفر عنها المشاورات التي تجريها الولايات المتحدة مع روسيا التي رفضت بدورها الى جانب الصين دعوات إلى بحث فرض عقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد واستخدمت حق النقض (فيتو) لعرقلة ثلاثة قرارات في مجلس الأمن الدولي كانت تدين قمعه لجماعات المعارضة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت المملكة المتحدة ستشارك في الاجتماع الدولي المقترح حافظ بيرت مرة أخرى على أسلوبه الدبلوماسي الذي يتميز بضبط النفس قائلا "إنه من السابق لأوانه الحديث عن التفاصيل خاصة وأننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد".
لكن الوزير البريطاني أوضح "نحن حريصون بالتأكيد على دفع أي شيء جديد يمكن أن يمثل انفراجة للوضع الذي نحن فيه".
واتفق وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة الامريكية جون كيري خلال اجتماعهما بموسكو الثلاثاء الماضي على عقد مؤتمر دولي حول سوريا على قاعدة اتفاقية جنيف التي تم التوقيع عليها نهاية يونيو الماضي وتنص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة للعمل على تنفيذ خطة لمرحلة انتقالية في سوريا على ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة من دون التطرق الى مسالة تنحي الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان اختلاف موقفي واشنطن وموسكو إزاء الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين من العوامل التي عرقلت جهود الأمم المتحدة لتسوية الصراع لكن مدى استعداد الاطراف المتحاربة للتفاوض غير واضح على الإطلاق في ظل تأزم الوضع في سوريا بعد مقتل اكثر من 70 ألف شخص في الصراع.
وتشدد الولايات المتحدة على ضرورة عدم مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في اي عملية انتقالية وهو ما اكده وزير خارجيتها في روما اليوم بالقول ان الجميع بصدد العمل على بلورة "تشكيل حكومة انتقالية كثمرة للقبول المتبادل وذلك يعني بوضوح من وجهة نظرنا ان الرئيس الاسد لن يشارك في حكومة انتقالية".
ومن المقرر ان يجتمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن الاثنين المقبل مع الرئيس الامريكي باراك اوباما حيث من المنتظر بحث الدعوة الامريكية الروسية لعقد مؤتمر لانهاء الصراع في سوريا.
وفيما يتعلق بالتقييم المتضارب حول استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا أكد وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية أن بلاده لا تزال عند رؤيتها بأنها "تعتقد بأنها استخدمت على الأرجح من جانب الحكومة السورية وقدمت بريطانيا أدلة على هذا الانطباع لدى الامم المتحدة".
ووصف بيرت هذه قضية بأنها "خطيرة للغاية" ولابد من التحقق منها بشكل صحيح قائلا "لن نعرف النتيجة حتى انتهاء الأمم المتحدة من تحقيقاتها".
وأشار إلى أن بريطانيا تدرك أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة لم تعلن رسميا نتائجها وأنها ليست في وضع يمكنها من القيام بذلك حتى الآن.
وجدد بيرت تحذيره من أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية من جانب أي طرف في الحرب الأهلية سيشكل تطورا خطيرا للغاية "وهذا هو السبب في أهمية الانتظار حتى يتم التحقق بشكل سليم".
وكان البيت الأبيض قد رجح استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيماوية وهو ما وصفته حكومات غربية بأنه "خط أحمر" سيعطي تفويضا لتحرك أكثر صرامة وسط تبادل الاتهامات بين الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة باستخدام الغاز السام وهو ما نفاه الجانبان.
وردا على سؤال حول الجمود الحالي في الأزمة السورية قال الوزير في الخارجية البريطانية أن بلاده انخرطت بالفعل "بشكل كبير خلال العامين الماضيين في العمل مع عناصر المعارضة والمبعوث الخاص المخلص لهذا العمل الأخضر الإبراهيمي وعملنا مع الائتلاف الوطني وساعدنا على تأسيس مجموعة أصدقاء سوريا وقدمنا الدعم لهذا الائتلاف الوطني لتحسين مصداقيته وشرعيته على أرض الواقع في سوريا".
وتناول بيرت تدابير أخرى تعهدت بها بريطانيا لتسوية الوضع المأساوي الحالي من بينها تقديم مساعدات إلى السكان في المناطق التي انسحب منها النظام السوري بجانب مساعي إدخال تعديلات على حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا مشددا على التزام المملكة المتحدة بدعم العناصر التي تسعى لحماية السكان المدنيين من هجمات الحكومة.
وكانت بريطانيا بدأت مسعى جديدا لرفع حظر الأسلحة الأوروبي عن مقاتلي المعارضة السورية معتبرة ان ذلك سيدعم المعارضة المعتدلة ويضمن للاتحاد الأوروبي إمكانية التعامل بمرونة مع أي هجوم بالأسلحة الكيماوية.
وما زال الاتحاد الأوروبي منقسما بشدة حيال تخفيف حظر الأسلحة لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية فيما طرحت بريطانيا وثيقة لمناقشتها من قبل وزراء خارجية الاتحاد في 27 مايو الجاري تتضمن خيارين لتعديل العقوبات الحالية بحيث تسمح بتزويد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالأسلحة.(النهاية) ح ا / ط م ا كونا100921 جمت ماي 13