دمشق - 21 - 10 (كونا) -- واصل المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي محادثاته مع القيادة السياسية السورية واحزاب سياسية وتيارات معارضة في اطار مساعيه للتوصل الى اعلان لوقف اطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى المبارك.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الابراهيمي اجتمع الى الرئيس السوري بشار الاسد اليوم بحضور الوفد المرافق للمبعوث الدولي ووزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم.
وعقد الابراهيمي امس جولتين من المحادثات مع المعلم تركزتا حول اخر تطورات الازمة السورية وامكانية التوصل الى وقف لاطلاق النار في عيد الاضحى المبارك وكذلك استعراض نتائج جولة الابراهيمي الاخيرة في عدد من العواصم العربية والاقليمية.
كما التقى الابراهيمي مع وفد من هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا برئاسة حسن عبدالعظيم وممثلين عن احزاب وقوى مؤتمر الانقاذ الوطني تم خلاله تبادل الاراء حول اخر تطورات الاوضاع في سوريا وامكانية التوصل الى تهدئة بين الاطراف المعنية ووقف لاطلاق النار خلال عيد الاضحى الذي يصادف يوم الجمعة المقبل.
وذكرت هيئة التنسيق في بيان لها اليوم ان انه تم خلال اللقاء استعراض الوضع الداخلي والاقليمي والدولي وتعقيداته حيث كان هناك تطابق تام بين مقترحات الابراهيمي وما قدمه وفد المعارضة الداخلية ما اضفى على الاجتماع روحا ايجابية وشيئا من التفاؤل.
ولفت الابراهيمي الى الصعوبات التي تم حلها ومن شأنها ان تسرع بحل الازمة ولخصها في تشتت المعارضة بالرغم من وحدة الهدف وتشبث جناح منها بالتدخل العسكري الذي لم يعد احد من الاطراف الدولية يقتنع بجدواه.
واشارت الهيئة الى ان هناك تصورا جامعا بوجود بوادر هامة ومؤشرات تفضي بان جميع الاطراف الدولية باتت اكثر اقتناعا بوجوب التمسك بالحل السياسي للازمة السورية ضمن اطار اقليمي شديد التعقيد والخطورة.
وقالت ان التصور العام للحل يأتي عبر البناء شيئا فشيئا على خطوات يتم تطبيقها من اجل التوصل لهدنة بين الاطراف لايقاف العنف من جميع الاطراف وعندما تتحقق يجب فورا العمل على ضمان استمراريتها ومن ثم البناء عليها لتنفيذ بعض شروط المعارضة الداخلية وما يطلبه الحراك من اجل اطلاق مرحلة تفاوض سياسي يمكن ان يتمخض عنها شكل ما من التوافق حول حكومة انتقالية.
واضافت ان تلك الحكومة الانتقالية يجب ان "تكون ذات صلاحيات كاملة دستورية تشريعية وتنفيذية وتضم جميع اطياف المعارضة دون اقصاء احد ويكون رئيسها كذلك مختارا من بين اطياف المعارضة الناشطة من اجل التغيير الجذري المنشود" مشيرة الى ان "الاصلاحات الشكلية لم يعد يقبل بها احد ولن تكون ذات جدوى بعد كل التضحيات والدماء التي سالت من اجل الحرية والكرامة".
من جانبه وصف امين سر هيئة التنسيق رجاء الناصر اللقاء مع الابراهيمي بانه "ايجابي".
وقال الناصر في تصريح للصحافيين ان الابراهيمي اكد اهمية هدنة العيد ووقف اطلاق النار باعتبارها بادرة يمكن ان يؤسس عليها مشيرا الى وجود توافق كامل بالرؤية بين هيئة التنسيق واحزاب مؤتمر الانقاذ حول التصورات لحل الازمة في سوريا وخصوصا حول ضرورة وقف العنف. واوضح ان الابراهيمي يعتقد ان مشروع الهدنة بالعيد هو عبارة عن تقديم حسن نوايا من كل الاطراف وابداء استعداد الاطراف فعلا للتعبير عن موقف جدي للولوج الى ايقاف العنف. واضاف ان الابراهيمي يرى في لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح اليوم مجرد تبادل اولي للافكار مشددا على ضرورة وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية كاملة الصلاحيات الدستورية كونها وحدها التي ستكون قادرة على ايجاد مخارج من الازمة السورية. من جهته اكد المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبدالعظيم وجود توافق دولي على هدنة عيد الاضحى في سوريا مشيرا الى ان ذلك يخلق المناخ لوقف دائرة العنف في البلاد.
وقال عبدالعظيم ان التوافق الدولي على الهدنة انعكس على المعارضة الخارجية مشددا على ان هيئة التنسيق طالبت الابراهيمي باليات للهدنة من خلال مراقبين عرب ودوليين واذا اقتضى الامر فيما بعد البحث في قوات حفظ سلام عربية. ولفت الى ان وقف العنف يقود الى عملية سياسية تتشكل فيها حكومة وحدة وطنية مزودة بصلاحيات واسعة من اجل وضع دستور واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في البلاد.
واوضح ان المسألة الان في سوريا لا تتعلق بالحوار بل هي تفاوض بعد ان يوقف النظام العنف ويطلق سراح المعتقلين مضيفا ان التفاوض يجب ان يكون بضمانات عربية واقليمية ودولية.
وتعتبر زيارة الابراهيمي لدمشق هي الثانية منذ تعيينه مبعوثا مشتركا خلفا للمبعوث السابق كوفي عنان حيث زار العاصمة السورية في شهر سبتمبر الماضي.(النهاية) ط ك / ع ن كونا211111 جمت اوك 12