A+ A-

دراسة .. 40 في المئة من فنادق سويسرا الفاخرة في ايادي مستثمرين اجانب

قلعة الاحلام غوتش على مرتفعات مدينة لوتسرن بوسط سويسرا تحولت الى مشروع استثماري روسي
قلعة الاحلام غوتش على مرتفعات مدينة لوتسرن بوسط سويسرا تحولت الى مشروع استثماري روسي

من تامر ابوالعينين

جنيف - 13 - 10 (كونا) -- قالت دراسة صادرة عن اتحاد الفنادق السويسرية اليوم ان نسبة 40 في المئة من الفنادق الفاخرة في البلاد اصبحت في يد مستثمرين اجانب يمولون ايضا مشروعات سياحية فندقية مختلفة.
واضافت الدراسة ان ملاك هذه الشريحة الفندقية المتميزة ينتمون الى عدد من الدول منهم من يشتري منشآت فندقية قائمة ومنهم من يقوم بتطوير ما يشتريه قبل اعادة تشغيله.
ومن اشهر الفنادق السويسرية الفاخرة التي تحولت الى ملكية اجنبية فندق (تشوغن) في منتجع (اروزا) بجبال الالب اقصى شرقي البلاد اذ استحوذت عليه مجموعة (كيب) الاستثمارية الالمانية وفندق (غياردينو ماونتن) في منتجع (شونفير) بتحول ملكيته الى مجموعة (بورر) الاستثمارية الالمانية.
وآلت ملكية فندق (دولدر غراند) في مدينة زيورخ الى مجموعة (شفارتسنباخ) الالمانية واستثمرت فيه نصف مليار دولار وحصلت مجموعة استثمارية قطرية على فندقي (شفايتسرهوف) في العاصمة برن و(سافوي) في مدينة لوزان.
ويتنافس المستثمرون الروس على انشاء مشاريع سياحة عملاقة احدها في منتجع (غران مونتانا) جنوب غربي البلاد ومشروع آخر لمجموعة استثمارية روسية لتجديد قلعة (غوتش) التي توصف بانها "قلعة الاحلام" على مرتفعات مدينة (لوتسرن) وسط سويسرا.
واشارت الدراسة الى ان خوف اصحاب تلك الفنادق من استمرار تأثير ارتفاع قوة صرف الفرنك السويسري مقابل العملات الرئيسية الكبرى على قطاع السياحة السويسري قد جعلهم يفقدون الأمل في احتمال استعادة رواد الفنادق الفاخرة مجددا.
وقالت ان العائلات التي كانت تمتلك تلك الفنادق الفاخرة لم تتمكن من نقل ادارتها الى الاجيال الشابة من ذات العائلة فآثرت بيعها لمن يقدم لها السعر المناسب خشية مواجهة تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية.
وتزامن هذا التوجه مع استقطاب قطاع السياحة في الفنادق الفاخرة لنوعية جديدة من المستثمرين يتمتعون بامكانيات مالية فائقة تمكنهم من تطوير وتحديث المنشآت الفندقية باستخدام مشاهير المعماريين والمصممين.
ورأت الدراسة ان الادارات السويسرية السابقة لتلك الفنادق لم تتمكن من القيام بتلك الخطوة التي تحول المنشأة الفندقية الى مشروع استثماري عقاري وفي الوقت ذاته ذات عائد سياحي.
واستدلت على هذا التوجه باستثمار قطري في قلعة (بورغنشتوك) من المتوقع ان يصل الى نصف مليار دولار واستثمار قطري آخر لاعادة فندق (اطلس) الفاخر في مدينة زيورخ الى العمل مجددا كأحد الفنادق الفاخرة المتميزة في المدينة.
واشارت الى ان نجاح استقطاب الاستثمارات في هذا القطاع شجع بالفعل بعض اصحاب الفنادق الفاخرة للبحث عن مشتر مناسب مثل (غراند اوتيل) في منتجع (غشتاد) بمرتفعات الالب وسط سويسرا وفندق (تروا روا) في مدينة بازل في اقصى الشمال في حين نجح اصحاب بعض الفنادق الفاخرة في تحويلها الى شركة مساهمة تطرح اسهمها للتداول في سوق الاوراق المالية ما يعطي المستثمرين ضمانا بقوة المنشأة الفندقية الاقتصادية لتساهم تلك الخطوة في استقطاب مستثمرين.
واستدلت الدراسة على نجاح تلك الفكرة في استقطاب مجموعة (فيكتوريا يونغفراو كولكشن) الفندقية في استقطاب استثمارات كويتية اليها تقارب ربع قيمة المجموعة وربما ترتفع في العام المقبل.
واوضحت ان الاجانب الذين يحرصون على اقتناء تلك الفنادق الفاخرة يندرجون تحت اربعة انواع المجموعة الاولى عائلات ترغب في استثمار طويل المدى للاجيال القادمة من ابنائها وهذه الفئة عادة ما يكون لها باع في صناعة الفندقة والسياحة في حين تضم المجموعة الثانية اصحاب مجموعات فندقية متميزة في العالم وترغب في تعزيزها بفنادق في مناطق متميزة.
وتضم الفئة الثالثة مجموعات استثمارية تنظر الى شراء وتحديث الفنادق الفاخرة كحقيبة استثمار عقارية يمكن ان تعطي ارباحا جيدة على المدى القصير او المتوسط على اقصى تقدير واغلب هؤلاء المستثمرين لا يحتفظون بالمنشأة الفندقية طويلا بل يتخلصون منها مع اول فرصة بيع تحقق ارباحا جيدة.
اما الفئة الرابعة فتضم مجموعة المستثمرين المجددين في قطاع الفندقة من خلال استحداث انشطة جديدة ترتبط بالمنطقة التي تقع فيها المنشأة الفندقية مثل حمامات المياه المعدنية او مصحات للعلاج الطبيعي او فترات النقاهة تحت اشراف طبي.
يذكر ان الاستثمارات الاجنبية هي التي وضعت حجر اساس صناعة السياحة الفندقية في سويسرا منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر باستقطاب مستثمرين بريطانيين والمان لتمويل مشاريع بناء فنادق في منتجعات جبال الالب اذ لم يكن الاقتصاد السويسري وصل الى الاعتماد على الذات بعد.
واستعان المستثمرون آنذاك بالخبرة الايطالية في التصميم واعمال البناء لتعويض النقص في هذا المجال الى ان تحولت ادارة تلك المنشآت الفندقية الى مستثمرين سويسريين تدريجيا بعد الحرب العالمية الثانية لكنها اعتمدت دوما على العمالة الاجنبية في التشغيل.
وشهد قطاع الفندقة السويسري نشاطا متصاعدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واعتمد بشكل كامل على الايادي العاملة الاجنبية لاسيما من ايطاليا واسبانيا والبرتغال ودول البلقان.
وطور السويسريون صناعة الفندقة من خلال التعامل معها كأحد العلوم الأساسية في صناعة السياحة ونجح خبراؤها في وضع معايير دقيقة وصارمة توصف بانها الأفضل في العالم في ادارة المنشآت الفندقية وعززتها بانشاء معاهد دولية متخصصة في هذا المجال.(النهاية) ت ا / ع ن كونا131211 جمت اوك 12