الكويت - 5 - 3 (كونا) -- أكد عدد من رؤساء البرلمانات العربية المشاركة في المؤتمر ال18 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد هنا حاليا ان الامة العربية تمر بظروف دقيقة عربيا واقليميا ودوليا تتطلب من الجميع العمل للحفاظ على وحدة وسلامة الامة العربية.
وقال رؤساء البرلمانات العربية في مداخلات لهم في الجلسة الاولى من اعمال المؤتمر الذي بدأ اليوم ان الأمة العربية تعيش تحديات داخلية وخارجية معربين عن الامل في ان تؤدي تلك التحولات الى بناء مؤسسات دستورية وبرلمانية رشيدة وفاعلة. وأضافوا ان الاصلاح الحقيقي يكمن في الاستثمار في الانسان العربي سواء في التنمية البشرية أو الاقتصادية والسياسية باعتبارها الضمانة الحقيقة للاستقرار والازدهار في بناء مستقبل مثمر للشعوب العربية.
واكد رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح ضرورة ان تستمر الجهود العربية المبذولة وكذلك الدولية للتوصل الى حل يجنب سورية ويلات الفتنة والتدمير ويوقف اراقة الدماء.
واستعرض ما شهدته بلاده خلال الاشهر القليلة الماضية من حراك سياسي ايجابي "وهاهي اليوم" تباشر اصلاحات سياسية عميقة اثر مشاورات واسعة شملت كل القوى الحية في البلاد قبل ان تتم صياغتها في مشاريع نصوص قانونية والمصادقة عليها من قبل البرلمان.
واكد بن صالح موقف الجزائر الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وضرورة انصياع اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية والانسحاب من كل الاراضي العربية المحتلة. وافاد ان المرحلة الحالية "تتطلب منا جميعا" الحرص على وحدة الامة العربية وتضامن شعوبها ودعم تطلعاتهم نحو الحرية والديمقراطية والحكم الراشد ومسايرة التطور السريع الذي يشهده العالم.
من جهته قال رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي ان الاصلاح السياسي والديمقراطية يمثلان المخرج الوحيد من الازمات الممتدة والشاملة بما يضمن التطور السلمي "لمجتمعاتنا ودولنا".
واضاف ان قضايا الاصلاح السياسي واوضاع حقوق الانسان ومواجهة التطرف والعنف الداخلي في البلدان العربية "تعد من ابرز التحديات السياسية المطروحة بدرجة او بأخرى في كل دولة عربية".
وذكر النجيفي ان الارهاب والتطرف والعنف الداخلي من اشد التحديات تأثيرا على الحاضر والمستقبل بسبب تأثيرها على مسارات التحول الديمقراطي والمحافظة على حقوق الانسان مؤكدا ان التهديدات السياسية والامنية تستلزم تضافر جهود وامكانات مجموعة من الدول العربية او كلها لايجاد سياسة مشتركة بعيدا عن عوامل التفرد واعتبر ان لغة الحوار هي افضل الوسائل الانسانية والديمقراطية في فك الاشتباكات السياسية والامنية والاقتصادية بين الدول واللغة الفضلى بين بعض الانظمة ومعارضاته في الوصول الى الخير.
بدوره قال رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور سعد الكتاتني ان العمل العربي المشترك طوق النجاة للانتصار على كل التحديات والمفتاح الرئيسي لحل معظم القضايا التي "تواجهنا وهو ما اثبتته التجارب".
وذكر ان ما شهدته بعض الاقطار العربية من ثورات شعبية وما ادت اليه من تحريك ايجابي صوب الديمقراطية في الاقطار الاخرى من شأنه ان يهيىء المناخ "لكي نعمل جميعا من اجل استعادة بناء تضامننا العربي وعملنا المشترك على اسس شعبية ومؤسسية تكرس للتواصل الشعبي المشترك".
وقال الكتاتني ان "توحدنا في الاهداف والخطى وفي التعبير عن تطلعات شعوبنا يجعلنا رقما صعبا في معادلة السياسة الدولية" مبينا ان عام 2011 كان عام التغييرات الجذرية والثورات العربية التي مثلت زلزالا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا لا تزال توابعه تتوالى على المنطقة والعالم.
واعرب الكتاتني عن امله وتوقعاته في ان تعيد الثورات العربية والمؤسسات الديمقراطية "رسم خريطة التضاريس العربية على كل الاصعدة والنواحي بما يخدم مصالح امتنا وشعوبنا وشبابنا".
وقال انه على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهنا في هذه المرحلة فان القضية الفلسطينية "ستظل هي شاغلنا الاول وهمنا الاكبر" مشددا على ضرورة العمل على لم شمل الشعب الفلسطيني ووحدة صفه ومواجهة المخططات الاسرائيلية التوسعية الاستيطانية وكسر الحصارغير الانساني على "اشقائنا في قطاع غزة".
من جانبه قال رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين خليفة الظهراني ان المؤتمر الحالي يعقد في ظل ظروف دولية واقليمية ومحلية بالغة الصعوبة في اشارة الى ما شهدته المنطقة العربية من تطورات وتغيرات سياسية.
واضاف ان ذلك كله يتطلب منا جميعا العمل الجاد والمخلص في تشخيص تلك التحديات والعمل على وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة للخروج بحلول ناجعة تمكن دولنا وشعوبنا من تجاوز هذه التحديات .
وافاد بان المطالب المشروعة "عندما تكون في اطار الوطن الواحد وتكون أغراضها وأهدافها وطنية صادقة فانها تلاقي القبول والترحيب والتفاعل" مبينا ان المطالب عندما تكون جزءا من مؤامرة خارجية فان ذلك "يدفعنا جميعا للوقوف بوجه هذه المؤامرة بكل ما أوتينا من قوة".
من جهته قال رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية كريم غلاب ان مما يزيد من اهمية دور البرلمانات العربية ويقوي حضورها في عالم اليوم ما أضحت تمثله في سياق التحولات الديمقراطية وما يتطلب ذلك من ضمانات في حرية التعبير والرأي.
واضاف غلاب ان الوضع العربي الحالي ومايشهده من حراك "لم يسبق له نظير يدعونا جميعا" الى اعادة التذكير بضرورة مراجعة المواقف لدى بعض الأنظمة العربية التي نشاهد ضحاياها يسقطون كل يوم كما هو الحال في سوريا". بدوره اكد رئيس مجلس الشورى في دولة قطر محمد الخليفي اهمية المؤتمر الحالي لمناقشة عدد من القضايا "التي تتطلب منا الوقوف عندها بكل عناية ومسؤولية ونتناولها باستفاضة وشفافية للتوصل الى النتائج الملموسة التي تعكس امال وطموحات شعوبنا ومجالسنا في تعزيز العلاقات واواصر التعاون الايجابي بين اقطارنا العربية في شتى المجالات وتضافر الجهود نحو التنمية والتقدم.
وقال الخليفي انه في خضم القضايا المطروحة تبرز القضية الفلسطينية حيث يتعرض الشعب الفلسطيني الاعزل لأبشع اشكال القتل والتنكيل والاعتقالات التي طالت رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وعددا من نواب المجلس مناشدا المجتمع الدولي التحرك سريعا للافراج الفوري عنهم.
واضاف ان الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية لا تزال تتواصل في اشارة الى عمليات هدم البيوت وتجريف الاراضي وتهويد مدينة القدس والسعي لطمس كل ما يعزز الذاكرة الاسلامية فيها واحداث تغيير في المعالم الجغرافية ولاسكانية.
واكد ان مواقف قطر تجاه الشعب الفلسطيني "ثابتة ومعروفة في مؤازرة هذا الشعب" مشيرا الى جهود بلاده المتواصلة في مناصرة القضية الفلسطينية ومنها التوقيع على اعلان الدوحة الخاص بالمصالحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل برعاية كريمة من امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة.
وافاد الخليفي بان قضية حقوق الانسان والديمقراطية من اهم القضايا المطروحة على المستوى العالمي وتعتبر رمزا للتطور والارتقاء ومقياسا للتقدم والتحضر منوها بما حققته الشعوب العربية في كل من تونس ومصر وليبيا من مكاسب في مضمار الحرية والديمقراطية وارساء العدالة "ونرجو للشعب السوري الشقيق ان تنجلي عنه هذه الغمة وينتصر لحريته ويسترد كرامته". أما رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية جيبوتي ادريس أرنؤوط فرأى ان الوضع الراهن يتطلب من الجميع الحفاظ على وحدة وسلامة اراضي الامة العربية وعلى وحدة النسيج الوطني في مواجهة المخططات الاجنبية التي تستهدف زرع بذور الخلافات بين ابناء الوطن الواحد.
وقال ارنؤوط ان العديد من البلدان العربية في حاجة الى الحد من مشكلة البطالة مضيفا ان ذلك "لا ياتي الا بالتنسيق بين الجهات العربية المتخصصة ووضع تشريعات حول اساليب وطرق استيعاب العمالة في اسواق العمل العربي وتأهيلها لتقوى على منافسة العمالة الاجنبية .
من جانبه دعا رئيس مجلس النواب الاردني عبدالكريم الدغمي الى حل المعضلات في اي بلد عربي ضمن الاطار العربي المشترك مبديا رفضه لاي تدخل اجنبي تحت ذريعة الغيرة على حقوق الانسان الامر الذي يحمل في باطنه المطمع في الثروة والعمل على تفتيت قدرات الامة.
واستذكر الدغمي "بكل الاجلال والتقدير مواقف الكويت المنحازة لكل حق عربي بصفة عامة وللقضايا المصيرية وعلى رأسها قضية فلسطين بصفة خاصة وسعيها الدائم لحل عادل لهذه القضية".
واكد اصرار بلاده على احترام حق السيادة لكل دولة داعيا في الوقت ذاته الى حل عربي مشترك لأي معضلة في اي بلد عربي "ونؤيد التعاون مع الاخر والانفتاح على كل ما من شأنه الارتقاء بالانسان العربي فكريا واقتصاديا وسياسيا وامنيا".
ودعا الدغمي الدول العظمى والدول المحبة للسلام والمنظمات العالمية المعنية بحقوق الانسان الى "وضع حد لكل المعوقات التي تحول دون تحقيق السلام في الشرق الاوسط" مبينا ان الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يزال يراوح مكانه منذ عقود.
وقال ان ما حدث في " ما يسمونه الربيع العربي لا يبشر بخير بالنسبة لجوهر العلاقات العربية الاجنبية اذا ما بقي الموقف الدولي هكذا" مؤكدا ان حل القضية "مصلحة لهم كما هو مصلحة لنا".
من جانبه قال رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن ابراهيم آال الشيخ ان التعامل مع الحراك الفكري والثقافي السياسي الذي تشهده المنطقة العربية بحكمة وعقلانية "امر في غاية الأهمية".
واشار الى تحديات داخلية وخارجية تعيشها الامتان العربية والاسلامية منها الازمة المالية العالمية ومشكلات الطاقة والبطالة وازمة التعليم والصحة وتوفير فرص عمل للشباب "وهي قضايا مهمة" يجب التعامل معها بكل جدية وشفافية ووضوح وتتطلب اتخاذ قرارات شجاعة واحيانا مفصلية لتلبية توجهات قيادتنا وتحقيق مطالب مواطنينا.
وذكر ان الاشقاء في السعودية يتابعون بقلق شديد وأسف بالغ تدهور الاوضاع في سورية وتزايد العنف والاستخدام المفرط للقوة مما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من ابناء الشعب السوري الشقيق.
وجدد في هذا السياق تأكيد المملكة انها ستكون في طليعة اي جهد دولي يحقق حلولا عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري .
من جهته قال رئيس مجلس الشورى العماني خالد بن هلال المعولي ان المشكلة الفلسطينية كانت ولا تزال هي لب الصراع وجوهره في الشرق الاوسط "وموقفنا منها يجب ان يكون واحدا لا يقبل الانقسام او التأويل".
واضاف المعولي في مداخلته بالجلسة الاولى للمؤتمر ان الفرصة تاريخية لطرح القضية الفلسطينية كما هي عليه في حقيقتها "شعب عربي انتزع من ارضه يرزح تحت الاحتلال .. مورست عليه كل انواع الجرائم ويتوق الى حريته وسيادته".
وبين ان ما يشهده العالم العربي في هذه المرحلة "اشد خطرا وابلغ ضررا لمستقبلنا جميعا من اي امر اخر مهما بلغ سوؤه واشتد خطره" مؤكدا ان الملايين من هذه الامة ينادون "للوحدة لا للانقسام .. للبناء لا للتخريب .. للعدالة وليس للظلم والقهر".
بدوره قال رئيس المجلس الوطني السوداني احمد ابراهيم الطاهر ان التحولات العظيمة في تاريخ الامم تأتي بعد مخاض وعسر وصبر في اشارة الى ما شهدته المنطقة العربية والاسلامية بعد خروج المستعمر من انماط من الحكم اتسم بعضها بالتجبر والاستبداد والارتماء في احضان الاجنبي الذي احال البلاد وقدراتها الى حساباته الخاصة. وأكد الطاهر ضرورة ردم الهوة بين الحكومات والشعوب وتقوية الثقة في الشعب من جانب حكامه "وهو الطريق الوحيد المفضي الى قوة الامة وتقدمها" مبينا ان ثورات الربيع العربي مؤشر قوي على بروز حقبة جديدة في "تاريخ بلادنا ينبغي ان نفتح لها الابواب بالرشد وحسن التدبير وان نحسن استقبالها لا ان نصطدم معها".
واوضح ان رياح التغيير لا تقتصر على المنطقة العربية فحسب بل تطال العالم باسره داعيا الى ان "نهيئ انفسنا لاوضاع جديدة وان نقود سفينة التغيير وان نرتب اوضاعنا برشد يجنبنا الفوضى واراقة الدماء".
وذكر ان البطالة ظاهرة بدأت تترك اثارا سلبية على شريحة هامة من المجتمع مقترحا تشكيل مجموعة عمل برلمانية لدراسته وتقديم مقترحات عملية للمؤتمر المقبل. وشدد الطاهر على الحاجة الى التقارب والبدء عمليا في معالجة الجرح النازف في ارض فلسطين فهي تحتاج لتضامن الامة لتقوية عناصر المقاومة ومدها باسباب البقاء لاسترداد الارض المحتلة وفك الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني.
ودعا المؤتمرين الى ان يكون هذا المؤتمر نقطة "تحول لنا" من الضعف الى القوة وان تجلب الدماء الجديدة التي ضخت في عروق البرلمان العربي مزيدا من العافية والحيوية وان تحظى الشعوب المنتصرة "باهتمامكم وتشجيعكم عونا لها" في التماس طريق النجاح.
من جانبه قال رئيس المجلس الوطني الاماراتي محمد المر ان اعظم ما أنتجته الأحداث من عظات وعبر هو ان الاستثمار في الانسان العربي سواء في تنميته البشرية أو الاقتصادية أو السياسية هو الضمانة الحقيقية للاستقرار والازدهار لبناء المستقبل وان عمارة الانسان العربي أبقى والامجاد صناعة انسانية فعلها الانسان العربي في مختلف أطوار الماضي وقادر على أن يفعلها في السنوات المقبلة.
واعرب المر عن الامل ان تؤدي هذه التحولات التاريخية التي عمت أرجاء العديد من الدول العربية الى بناء مؤسسات دستورية برلمانية رشيدة وفاعلة تحقق آمال الشعوب في المحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
وذكر ان دفع وتفعيل عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارية وتأمين الأمن والاستقرار الذي يحفظ للناس أموالهم وأعراضهم وكرامتهم في اطار العدالة التي هي من أسس ديننا الإسلامي العظيم ومن تراث الانسانية المجيد من شأنه ان يحقق رغبات شعوبنا في التكامل السياسي والاقتصادي ويسير بالأمة في طريق التقدم والنهضة.
وافاد بان الاتحاد البرلماني العربي على الرغم من كل التطورات المتسارعة في عالمنا العربي الا أنه كان بطيئا في تفاعله مع أحداث ساحة العمل العربي المشترك التي تشغل بال كل شعوب عالمنا العربي.
وقال ان هذا يستدعي منا أن نتدارس كيفية تفعيل دور الاتحاد مضيا انه "اذا استباحت كل دول العالم ومنظماته الدولية التدخل بقوة شؤون عالمنا العربي فانني أعتقد أن هذا يعود بالأساس لضعف دور مؤسسات العمل العربي المشترك عن القيام بأدوارها الفعالة والضرورية لمواجهة أزمات وأحداث المنطقة".(النهاية) م ش / س س س / ح ر ز / ع ب د كونا051954 جمت مار 12