الكويت - 5 - 3 (كونا) -- تحت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أقيم صباح اليوم افتتاح المؤتمر البرلماني الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي وذلك بفندق الشيراتون.
وكان في استقبال سموه رعاه الله معالي رئيس مجلس الأمة أحمد عبدالعزيز السعدون والقائمين على المؤتمر.
وشهد المؤتمر سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ومعالي رئيس مجلس الأمة أحمد عبدالعزيز السعدون ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم محمد الخرافي ومعالي كبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح ومعالي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الجابر الصباح ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح وكبار المسؤولين بالدولة.
واستهل الحفل بالسلام الوطني ثم تم تلاوة من آيات الذكر الحكيم بعدها ألقى أمين عام الاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج كلمة أشار فيها الى أن إرهاصات الربيع العربي ما تزال تتسع وتنتشر من مغرب العالم العربي الى مشرقه.
وأتبع "وإذا كانت هذه الانتفاضات قد نجحت في بعض البلدان العربية بإحداث تغيير في هرم الأنظمة القديمة فإن الطريق ما يزال أمامها طويلا لتحقيق ما أرادته وما يزال عليها أن تواجه محاولات الاحتواء الداخلي من الأنظمة المنهارة ومحاولات التدخل الخارجي الذي يريد أن يفرض عليها سياسات بعيدة عن أهدافها".
وحذر بوشكوج من تداعيات الحراك الشعبي الذي بدأ في سوريا وتحول الى مواجهات دامية وأدى الى وقوع الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين.
واعتبر أن "أخطر ما تواجهه البلدان العربية في المرحلة الراهنة هو عجز النظام العربي الحالي عن معالجة أمراضه ومواجهة الأخطار التي تهدد أطرافه".
وأضاف "وفي مقدمة هذه الأخطار غياب التضامن العربي والارهاب الذي يزداد استشراء مهددا الاستقرار الداخلي في العديد من البلدان العربية".
ورأى بوشكوج ان "الاتحاد البرلماني العربي نجح في جمع كلمة البرلمانيين العرب على قيم وأهداف مشتركة وخطط وبرامج عمل قابلة للتطبيق بالرغم من تعدد الأنماط البرلمانية وأساليب التمثيل وأشكال الانتخابات".
وأتبع "كذلك نجح الاتحاد في أن يكون قناة هامة للتعبير عن وحدة الموقف البرلماني العربي في المنتديات والمحافل الاقليمية والدولية".
وقال "ان المؤتمر الثامن عشر الذي يبدأ أعماله اليوم يشكل محطة هامة في حياة الاتحاد سواء من حيث القضايا التي يعالجها أو البرامج التي سيعتمدها أو من حيث إلقاء نظرة تقييمية على مسيرته خلال العام الماضي من خلال التقارير المقدمة من الأمانة العامة والمناقشات التي سيقدمها أعضاؤه
- ثم ألقى رئيس البرلمان العربي الانتقالي النائب علي سالم الدقباسي كلمة قال فيها "اننى اذ أشيد بالاعداد والتنظيم الجيد لاعمال المؤتمر فاننى على ثقة ويقين ان يتوصل مؤتمركم الى مجموعة من القرارات التى تصب في المصلحة العليا للامة العربية بصفة عامة والامن والاجتماعي العربي على وجه التحديد خاصة".
وأوضح ان المحور الرئيس للمؤتمر يدور حول "دور البرلمانيين العرب فى سن التشريعات التي تسهم في تقليص البطالة في الوطن العربي" معتبرا انها تشكل عبئا وعائقا كبيرا نحو تحقيق الامن الاجماعي العربي.
وأكد ان البرلمان العربي أولى منذ انشائه في عام 2005 الكثير من الاهتمام للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها الأمة العربية وفي هذا الاطار سيعقد البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية يومي 17 و 18 مارس 2012 ندوة موسعة حول مكافحة الفقر في الوطن العربي.
وأضاف الدقباسي ان مجموعة متميزة من الخبراء والمهتمين يشاركون في هذه الندوة لمعالجة مشكلة الفقر التي تشكل حيزا كبيرا من الاهتمام العربي.
وأشار الى ان البرلمان العربي اولى الاهتمام بقضايا الاستثمار في الوطن العربي وعقد لهذا الموضوع مؤتمرا موسعا في مقر جامعة الدول العربية في نوفمبر من عام 2011.
وقال ان المؤتمر توصل الى اقرار مجموعة من التوصيات التي تم رفعها الى جامعة الدول العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبرلمانات العربية والوطنية والجهات ذات الصلة بهدف العمل على تنفيذها وبما يحقق المصالح العليا للأمة العربية.
وأكد الدقباسي أن البرلمان العربي ساهم بجهد كبير مع جامعة الدول العربية من اجل العمل على اقرار النظام الاساسي للبرلمان العربي الدائم مضيفا "والذي نتطلع الى اقراره في القمة العربية المقرر انعقادها فى 29 مارس 2012 في بغداد".
واستدرك بالقول "لقد بادر البرلمان العربي ونادى بضرورة وقف المجازر التي يرتكبها النظام في حق شعبه في سوريا وطالب الدول العربية سحب السفراء من سوريا وقطع العلاقات كافة مع هذا النظام الذي نأمل من مؤتمركم ان يتخذ من المواقف والقرارات مايتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري وان يشهد الشعب السوري عصرا جديدا يقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان".
بعدها ألقى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبدالواحد الراضي كلمة جدد فيها شكره الخالص للمجموعة العربية على دعمها وتضامنها اللامشروط لترشحه لرئاسة الاتحاد البرلماني الدولي وخص الكويت بالشكر.
وتعهد بأن يضع البرلمان الدولي خبرته رهن إشارة الاتحاد العربي والمجموعة العربية والبرلمانيات العربية حسب الحاجة والمتطلبات والسياقات.
وقال "ولدي اليقين أنما يتوفر عليه الاتحاد البرلماني الدولي من خبرة وكفاءات وإمكانيات مادية وأدبية يجعله مصاحبا جيدا للتجربة البرلمانية العربية قادرا على مواكبة مشاريع الديمقراطية معززا ايجابيا لتحولات السياسة في الوطن العربي حسب تجربة كل بلد وحسب خصوصية المسار الديمقراطي لكل قطر عربي".
وأكد الراضي ان الاتحاد البرلماني الدولي يتابع باهتمام كل ما يجري من تحولات في المنطقة العربية.
وأعرب عن اعتقاده بأنه "مهما يكن من اعتبارات وقراءات للواقع العربي الراهن فإن الديمقراطية باتت مطلبا حيويا لا يمكن التغاضي عنه ولن يستعصي الخيار الديمقراطي عن التكامل مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والإثنية والدينية للبلدان العربية".
واستدرك بالقول "ولس غريبا عن هذه الأمة العربية لا عن تاريخها السياسي والثقافي ولا عن رصيدها الحضاري أن تلعب من جديد دورا بارزا في المشروع الديمقراطي الانساني وفي إثراء الحضارة الكونية المعاصرة".
ثم ألقى رئيس الاتحاد البرلماني العربي محمد بن مبارك الخليفي كلمة شدد فيها على أن قضية فلسطين في مرحلة بالغة الأهمية وشديدة التعقيد من خلال العمل على طرح القضية أمام الأمم المتحدة لكسب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وقال "وبمقدار مباركتنا لتمكن الأخوة الفلسطينيين من التوصل الى صيغة بناءة للمصالحة بين أبناء الشعب الواحد والسير على طريق الوحدة في مواجهة الخطر المحدق بالجميع فإن قلقنا يزداد اليوم على مصير القدس الشريف الذي تمعن إسرائيل في اتخاذ الاجراءات لتهويده".
وشدد على القول "ونحن من على هذا المنبر نؤيد جميع القرارات والاجراءات التي أعلن عنها المؤتمر الخاص بالقدس وحمايتها الذي احتضنته العاصمة القطرية قبل أيام".
وألقى رئيس مجلس الأمة أحمد عبدالعزيز السعدون كلمة أكد فيها على ان البرلمانات العربية اليوم تتحمل مسؤولية الكبيرة لدعم الطموحات الشعبية وفي مقدمتها محاربة الفساد الإداري والمالي والعمل على بسط الأمن واستتبابه وإعادة عجلة الحركة الاقتصادية وصولا الى الحكم الرشيد وسيادة القانون.
وقال "ولا شك أن التحول الى الديمقراطية وبناء نظام ديمقراطي سليم ليس عملا سهلا ولا يتحقق بخطوة واحدة ذلك أن مجتمع الحزب الواحد أو الحزب المسيطر أو الديكتاتورية المستبدة الى نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على انتخابات حرة نزيهة وعلى حرية التعبير ونظام تحترم فيه إرادة الأفراد وكرامتهم من الطبيعي ان تصحبه تغيرات جذرية اجتماعية واقتصادية وسياسية تعيد بناء المجتمع ومكوناته".
وأتبع "ولاشك أن أمامنا كبرلمانيين عرب مسؤولية تاريخية هي دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني".
وفي الشأن السوري قال السعدون "نجتمع اليوم ولا تزال المذابح والمجازر والمحرمات ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام مستبد جائر ولا تزال أجهزة الأمن والجيش السوري تمارس أبشع أنواع البطش والتعذيب بحق أبنائه بانتهاك سافر لتعاليم ديننا وقيمنا وأخلاقنا العربية".
وأضاف "وإذا كانت خياراتنا في هذا الشأن محدودة فلا أقل من إدانة وشجب ممارسات النظام السوري والعمل على اتخاذ قرارات فعالة حيال الأوضاع في سوريا الشقيقة أن ننسق ونتعاون كمجموعة برلمانية عربية أمام الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات البرلمانية الإقليمية الأخرى بما يحقق معالجة الأوضاع في سوريا وكيفية حماية شعبها وإيصال المساعدات الانسانية للمتضررين من أبنائها".
هذا وقد غادر سموه رعاه الله المؤتمر بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.
(النهاية) ى ا س / ن ب ش كونا051441 جمت مار 12