A+ A-

مؤتمر (أصدقاء سوريا) يشدد على ضرورة معالجة الأزمة الراهنة في سوريا

تونس - 24 - 2 (كونا) -- أكد المتحدثون في مؤتمر (أصدقاء سوريا) الذي بدأ أعماله هنا مساء اليوم ضرورة معالجة الأزمة الراهنة في سوريا لوقف نزيف الدماء.
وطالب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اصدقاء سوريا في كلمة له في افتتاح المؤتمر بالضغط على القيادة هناك للقبول بايصال المساعدات الانسانية ووقف اطلاق النار ووقف المجازر باسم الضمير الانساني.
وقال المرزوقي ان المجتمع الدولي امام مفترق طرق ومسؤولية تاريخية تجاه الازمة السورية تقضي باتخاذ خطوات عملية لهذه الازمة السياسية والانسانية البالغة الخطورة.
واضاف ان الصداقة الحقيقية لسوريا تعني بذل كل المستطاع لتخفيف حجم معاناة الشعب السوري وانقاذ 23 مليون سوري يواجهون القمع والقهر مع الاخذ بالاعتبار مطالب الاغلبية السورية بالتخلص من نظام "استبدادي قمعي فاسد" فقد كل شرعية باستهداف مواطنيه العزل.
ورفض الرئيس التونسي مسألة المعالجة العسكرية سواء بتسليح المعارضة او التدخل العسكري الاجنبي من أي طرف كان وذلك لتجنيب الشعب السوري ويلات المواجهة المذهبية والطائفية والعرقية ومخاطر الانزلاق في "الفوضى والدمار والتفتيت".
ودعا المرزوقي باسم بلاده الى مواصلة العمل السياسي وفق الاطر المتوافرة لاسيما من خلال الامم المتحدة والجامعة العربية.
وحث على معالجة الازمة السورية وفق النموذج اليمني من خلال منح نظام دمشق حصانة قضائية ومكان لجوء يمكن لروسيا ان توفره مقابل وقف حمام الدم وتمكين نائب الرئيس من قيادة البلاد في مرحلة انتقالية تشارك فيها المعارضة لتنتقل باسرع الاجال لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة تعيد لسوريا استقرارها في ظل نظام ديمقراطي تعددي.
كما دعا روسيا والصين الى الضغط على النظام السوري وقيادته لزيادة التأثير بحقن الدم والامتثال لارادة شعبه معتبرا ان التدخل العربي تحت مظلة الجامعة في اطار قوة لحفظ السلم وتقديم المساعدات امر مقبول اذا رافقه جهد دبلوماسي باقناع النظام لترك السلطة.

من جانبه قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم في كلمته ان العالم العربي ينتظر من المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري خطوات عملية لوقف ممارسات النظام السوري بقتل المدنيين الابرياء وتخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق.
وأكد أهمية اتخاذ موقف حازم لوقف العنف من خلال تشكيل قوة عربية دولية للاشراف على حفظ الامن وفتح ممرات انسانية امنة لايصال المساعدات العاجلة للشعب السوري فضلا عن تنفيذ قرارات الجامعة العربية التي تم اعتمادها بتاريخ 22 يناير 2012 وقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة الصادرة حول الوضع في سوريا.
ودعا الشيخ حمد المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات رادعة تجاه من ارتكب جرائم ضد الانسانية بحق الشعب السوري موجها تساؤله للرئيس السوري بشار الاسد "هل تريدون حكم سوريا فوق هذه الاشلاء والاستمرار في تدمير البلاد من اجل التشبث بالحكم".
وشدد على ضرورة ان تتخذ القيادة السورية قرارا شجاعا وتحسم امرها لصالح الشعب داعيا في الوقت ذاته المعارضة الى توحيد جهودها تقديرا لمن يضحون بارواحهم واموالهم في الداخل.
من جانبه قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته ان الخطة العربية هي الخيار الوحيد المطروح عمليا بشأن الازمة السورية معربا عن الامل في تضافر الجهود العربية والدولية لمنح هذه المبادرة فرص النجاح والخروج من هذا المأزق.
واكد مجددا تمسك المجموعة العربية والتزامها بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية شعبا وارضا وتجنيب سوريا مخاطر التدخلات الخارجية مع تأكيد اهمية تحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة نحو الديمقراطية والحرية والاصلاح السياسي.
وقال العربي ان المبادرة العربية تهدف الى حماية سوريا من التحول الى ساحة مفتوحة لصراعات دموية وتجاذبات اقليمية ودولية تحركها المصالح والاطماع ليكون الشعب السوري هو الضحية.
وطالب المجتمع الدولي بجهود مكثفة لوقف فوري للعنف الذي ارتفعت حدته ومداه في الاسابيع القليلة الماضية من خلال "هدنة" مع الحكومة السورية للسماح بوصول الاعانات للمناطق الاكثر تأثرا بالازمة.
واضاف ان الواقع يفرض من خلال المسؤولية السياسية والاخلاقية والانسانية ان يأخذ هذا المؤتمر الى جانب تصوراته البعيدة والمتوسطة المدى توجها عمليا يؤدي الى حقن الدماء في سوريا.
وشدد العربي على ضرورة اعطاء الاولوية القصوى لاستصدار قرار عاجل من مجلس الامن للوقف الفوري والشامل لاطلاق النار من قبل النظام السوري مع تبني الاليات المناسبة للرقابة وحفظ الامن وتوفير الحماية للمواطنين هناك.
ودعا الى افساح المجال امام منظمات الاغاثة العربية والدولية للقيام بواجباتها الانسانية معلنا عن الية عربية محددة تعكف على اعدادها الجامعة العربية للتعامل مع متطلبات الاغاثة الطبية والانسانية في سوريا.

من ناحيته اعتبر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انه لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة السورية الا بانتقال السلطة "اما طوعا أو كرها".
وأكد الفيصل في كلمة بلاده أمام المؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري ان المملكة العربية السعودية تحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية عما آلت اليه الأمور خاصة اذا ما استمرت في موقفها "المتخاذل والمتجاهل" لمصالح الشعب السوري.
وشدد على أن بلاده ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولا عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري وأنها لا يمكن أن تشارك في أي عمل لا يؤدي الى ذلك بشكل سريع وفعال.
واضاف ان ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التعاون بشأنها مؤكدا ان النظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال.
واوضح ان نظام دمشق لم يعد بامكانه "التذرع بالسيادة" والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة الا بانتقال السلطة "طوعا أو كرها".
واضاف "وافقت على مشروع البيان رغما من شكوكي وصمت على مضض الا أن ضميري يحتم علي مصارحتكم بان ما تم التوصل اليه لا يرقى لحجم المأساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع".
واعتبر الفيصل ان مسألة التركيز على كيفية ايصال المساعدات الانسانية امر "لا يكفي".
وقال "أننا ما لم نصل الى حلول عاجلة وشاملة وفعلية لحماية الشعب السوري في هذا الاجتماع فان ضمائرنا ستؤرقنا ليل نهار .. ان بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق هذا الغرض المطلوب ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي الى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال".
وغادر الأمير سعود الفيصل قاعة اجتماعات المؤتمر بعد القاء كلمته مباشرة الامر الذي فسره البعض على انه انسحاب رسمي للوفد السعودي وهو ما لم يتم تأكيده حتى الان.
من جهته أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان مدينة اسطنبول التركية ستستضيف في منتصف شهر مارس المؤتمر الثاني ل(أصدقاء سوريا).
وجدد أوغلو في كلمة بلاده خلال مؤتمر أصدقاء سوريا التأكيد على تضامن بلاده مع الشعب السوري دعيا الى تكثيف الجهود من أجل انجاح الخطة العربية.
وقال ان على الشعب السوري الاقتناع بأنه لن يكون وحده في مواجهة آلة القمع معتبرا ان قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة هي رسائل قوية للنظام السوري.
واكد في الوقت ذاته التزام بلاده بالعمل من أجل وقف نزيف الدم في سوريا والعمل من أجل مساعدة الشعب السوري حتى "لا نسمح لنظام بشار الأسد بتحويل المدن السورية المجاورة لتركيا الى سجون كبيرة".
ودعا داود أغلو جميع الأطراف بما في ذلك الحكومة السورية الى التعاون مع عنان بشكل كامل مشيرا الى ان المهمة التي يواجهها المؤتمر "تتسم بالتحدي لسد الفجوة بين موقفي مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة من الملف السوري". (النهاية) ج خ / ط أ ب كونا242145 جمت فبر 12