A+ A-

واشنطن تعرب عن مخاوفها إزاء إصدار الاحتلال أوامر بإخلاء مناطق في (رفح) الفلسطينية

واشنطن - 6 - 5 (كونا) -— أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها إزاء إصدار الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين أوامر بإخلاء مناطق من مدينة (رفح) جنوب قطاع غزة.
جاء ذلك بعدما صرح الاحتلال الإسرائيلي بنيته شن عملية عسكرية "محدودة" في رفح عقب إصداره أوامر الإخلاء وهو ما حذرت من تبعاته الرئاسة الفلسطينية قائلة إن قوات الاحتلال الاسرائيلي بدأت فعليا التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في إيجاز صحفي بمقر الوزارة "لقد رأينا الإعلان الذي أصدره (الاحتلال) اليوم بشأن أوامر الإخلاء ليس لكامل منطقة جنوب غزة ولا لمنطقة رفح بأكملها ولكن لجزء كبير منها يضم 100 ألف شخص".
وأكد "لدينا مخاوف بالطبع من أي عملية إخلاء في مثل هذه المنطقة المزدحمة. فإذا رأيت 100 الف شخص يتحركون فسوف ترى أشخاصا آخرين في المنطقة التالية يتحركون أيضا".
وأضاف "المشكلة الآن هي أن هناك أماكن محدودة يمكنهم الذهاب إليها داخل غزة ولا توجد طريقة فعالة لتوزيع المساعدات عليهم والتأكد من حصولهم على المأوى والوصول إلى الصرف الصحي في الأماكن التي سيذهبون إليها".
وشدد على أن "من شأن (شن) عملية في رفح أن تجعل من الصعب للغاية الحفاظ على الزيادات في المساعدات الإنسانية".
وتابع "لقد رأيتم زيادة في توزيع (المساعدات) داخل غزة بما في ذلك داخل جنوب غزة. وكل ذلك سيتعرض للخطر في حالة الهجوم على رفح".
وأعاد التأكيد "لقد أوضحنا موقفنا بشأن رفح منذ بعض الوقت وهو أننا لا نستطيع أن نؤيد عملية في رفح كما هو متصور حاليا. لقد أوضحنا أننا لم نر خطة إنسانية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ".
وعبر عن اعتقاد واشنطن بأن "أي عملية عسكرية في رفح الآن ستزيد بشكل كبير من معاناة الشعب الفلسطيني وستؤدي إلى زيادة في الخسائر في أرواح المدنيين وستؤدي إلى تعطيل كبير في إيصال المساعدات الإنسانية التي تصل الغالبية العظمى منها عبر معبر كرم أبو سالم أو رفح ويتم توزيعها داخل منطقة رفح".
وأشار إلى أنه "إذا كان هناك عملية عسكرية حركية مستمرة (في رفح) لا يتطلب الأمر عبقرية لمعرفة التأثير الذي قد يحدثه ذلك على إيصال المساعدات الإنسانية ليس فقط من خلال معبر كرم أبو سالم وليس فقط من خلال بوابة رفح ولكن بالطبع داخل رفح كلها وجنوب غزة بأكمله." وأضاف "من الصعب التكهن بتأثير عملية رفح على إيصال تلك المساعدات إلى شمال غزة. ولكن من المؤكد أنه يمكنك القول دون أدنى شك أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على إيصال المساعدات الإنسانية في جنوب غزة".
وفيما يتعلق بالأنباء عن موافقة حركة (حماس) على مقترح مصري - قطري لإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة قال ميلر "أستطيع أن أؤكد أن (حماس) أصدرت ردا. ونحن نراجع هذا الرد الآن ونناقشه مع شركائنا في المنطقة".
وأضاف "لا أريد وصفه (رد حماس) بأي نوع من التفصيل حتى تتاح لنا الفرصة لمراجعته بعمق والتحدث مع شركائنا في المنطقة عنها." ولفت إلى أنه "كما تعلمون فإن (مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكي وليام) بيرنز موجود في المنطقة ويعمل على هذا الأمر في الوقت الحالي. سنناقش هذا الرد مع شركائنا خلال الساعات القادمة".
وأكد "ما زلنا نعتقد أن صفقة الأسرى هي في مصلحة الشعب الإسرائيلي وفي مصلحة الشعب الفلسطيني ومن شأنها أن تؤدي إلى إيقاف فوري لإطلاق النار. ومن شأنها أن تسمح بزيادة حركة المساعدة الإنسانية. ولذا سنواصل العمل لمحاولة التوصل إليها." وتابع "إن إيقاف إطلاق النار أمر يمكن تحقيقه تماما. لقد كان هناك اتفاق على الطاولة وهو اقتراح من شأنه أن يحقق وقفا فوريا لإطلاق النار وإطلاق سراح لأسرى".
وقالت حركة (حماس) في وقت سابق من اليوم الإثنين إنها وافقت على مقترح الاتفاق بشأن إيقاف إطلاق النار وأبلغت الوسطاء موافقتها عليه.
وذكرت الحركة في بيان أنه "تم استعراض الإجراءات المطلوبة لضمان تنفيذ الاتفاق بعد أن اتخذت الحركة قرارها انطلاقا من حرصها على شعبنا ومصالحه العليا وإن على الاحتلال أن يلتقط اللحظة ويعلن موافقته على الاقتراح المقدم". (النهاية) رس ر / م م ج