LOC11:02
08:02 GMT
الكويت - 2 - 8 (كونا) -- مع بزوغ فجر الثاني من أغسطس 1990 ومنذ الساعات الأولى للغزو العراقي الغاشم للكويت لم تكن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمنأى عن ممارسات قوات الاحتلال التي سارعت إلى السيطرة على مبنى الوكالة واعتقال الموجودين فيه إضافة إلى إفراغ الوكالة من جميع محتوياتها والسطو على أجهزتها ومعداتها.
وعلى الرغم مما ارتكبته قوات الغزو العراقي من جرائم وعدوان في حق المؤسسات كافة وعلى وجه التحديد وكالة الأنباء الكويتية (كونا) من سرقة أجهزتها ومعداتها وأرشيفها إلا أنها عجزت عن مصادرة إرادتها ودورها الوطني في التصدي له إذ استطاعت خلال فترة وجيزة استكمال رسالتها الإعلامية.
وجميع تلك الممارسات التي طالت (كونا) لم تمنعها من مواصلة العمل من خلال مكتبها في لندن لبث الأخبار وتم إعلام الوكالات العربية والعالمية بأن العاصمة البريطانية أصبحت المقر الرئيس لوكالة الأنباء الكويتية.
وعلى إثر الغزو بدأت (كونا) البث من العاصمة البريطانية لندن نظرا إلى الحضور العربي الإعلامي والعالمي المؤثر هناك حيث تحددت رسالة الوكالة بالتأكيد على الشرعية الكويتية واستقلالية الكويت دولة ذات سيادة معترف بها من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية وعودتها إلى أهلها.
وما أن استأنفت (كونا) عملها بدأت في إعادة بناء جهاز فني وبشري قادر على القيام بالعمل الإخباري وبدأت بتزويد مشتركي الوكالة بالأخبار عن طريق الفاكس وإعادة نسج شبكة المكاتب الخارجية وتوفير كوادر إدارية وفنية ومهنية للوكالة خارج الكويت.
وكان التعميم الأول الذي صدر عن إدارة الوكالة إلى جميع مكاتبها ومراسليها في الخارج هو الاستمرار في العمل وتكثيف الجهود والطاقات في هذه المرحلة لخدمة قضية الوطن.
وبعد الإعلان عن نية عقد مؤتمر شعبي كويتي في جدة في 13 أكتوبر 1990 قررت (كونا) أن تبدأ إرسالها الكامل من خلال كوادرها الوطنية من العاصمة البريطانية لندن عبر شبكتها الجديدة وليتزامن هذا الإرسال مع انعقاد المؤتمر كما أعيد بث خدمة (كونا) باللغة الإنجليزية إضافة إلى اللغة العربية بغية الانتشار الإعلامي والسياسي ومتابعة تغطية النشاط الرسمي والشعبي.
وخلال الفترة الممتدة من 3 أكتوبر 1990 إلى نوفمبر 1991 تمكنت (كونا) من بث حوالي 16110 مواد إخبارية وعقب التحرير وفي نوفمبر عام 1991 عادت الوكالة إلى مقرها الدائم في الكويت وبدأت عملية إعادة العمل التي اكتملت بحلول عام 1992.
وكان للإعلام الكويتي دور كبير وفاعل في تلك الفترة فكان صوت الحقيقة ومنبر الحق الذي فضح قوات الاحتلال وكشف ممارساته وأسهم في دعم صمود المواطنين على مدى سبعة أشهر حتى نيل الحرية وتحرير البلاد في 26 فبراير 1991. (النهاية)
ع ع /