من تامر ابوالعينين
جنيف - 10 - 1 (كونا) -- بدأ مجلس الشورى الإسلامي السويسري في يناير الجاري تنظيم اول دورة متخصصة في مجال التعامل مع وسائل الاعلام وفنون ادارة الحوار معها في اطار برنامجه لتفعيل دور الجالية المسلمة في المجتمع.
وقال عضو رئاسة المجلس والمسؤول عن البرنامج أوسكار بيرغامين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الهدف من الدورة تدريب الشباب المسلم في سويسرا على كيفية مخاطبة وسائل الاعلام المنحازة ضد الاسلام وتنشر الخوف منه.
وأوضح ان الدورة لاقت قبولا واضحا من ابناء الجالية حتى ان الاشتراك فيها اكتمل بعد ساعات من الاعلان عنها وتتراوح اعمار المشاركين فيها بين 20 و 40 عاما من الأكاديميين والمهنيين نصفهم تقريبا من النساء.
وأعرب بيرغامين وهو اعلامي سويسري اعتنق الاسلام عن الأسف ازاء تغطية وسائل الاعلام الاوروبية للاسلام بشكل مغرض وتناولها اياه بصورة غالبا ماتكون مشوبة بكراهية أو خوف من الإسلام ما يدعو الى تعلم كيفية التعامل مع تلك الظاهرة.
وقال ان الاعلام الغربي يتعاطى مع الاسلام كعنصر غريب لا يحمل قيما مشتركة مع الثقافات الأخرى ويضعه في مكانة متدنية لصيقة بالهمجية واللا عقلانية والبدائية والمتحيزة ضد المرأة.
وأوضح أن هذا العداء للاسلام يستخدم لتبرير الممارسات التمييزية تجاه المسلمين واستبعادهم من التيار الرئيس في المجتمعات الأوروبية مؤثرا على التعايش السلمي في المجتمعات متعددة الثقافات.
وشدد على أن "غياب صوت المسلمين في النقاش الدائر حول الإسلام في سويسرا بعد حظر بناء المآذن واحتكار وسائل الاعلام بتحديد ما هو الاسلام وما هو ليس من الإسلام في شيء دون اللجوء الى مرجعية هي من بين اسباب الاقبال على تلك الدورة".
واشار الى أن الدورة تقدم كيفية تحليل المادة الاعلامية والتعليق عليها لاظهار نقائصها وسلبياتها ما سيقوي وجهة النظر المسلمة في الدفاع عن قضايا المسلمين وسيعمل على تغيير الصورة النمطية للاسلام على أنه دين المهاجرين وصغار المجرمين والمستفيدين من الرعاية الاجتماعية.
ويرى ان مثل تلك الدورات من شأنها دعم مسلمي سويسرا على بلورة موقف موحد في القضايا المتعلقة بهم وتمس حياتهم اليومية لكن الاعلام يتناولها بشكل غير صحيح ويقنع بها الرأي العام.
وأكد اهمية ادراك الجالية المسلمة لدور التعليق على المواد الاعلامية التي تتناول الاسلام وكيفية كتابة خطابات الى بريد القراء ومسؤولي التحرير بموضوعية وكيفية عرض الاخطاء والآراء المتحيزة والتصورات الخاطئة.
واشار الى أن الاحتراف في التعامل مع الاعلام يتطلب أيضا فهم تقنيات انتاج المادة الاعلامية لتقديم نقد موضوعي وهو ما تقدمه تلك الدورة أيضا مؤكدا أن وسائل الاعلام الغربية تحترم من يدرك تلك الحقائق.
وأكد أن الهدف النهائي للدورة هو الوصول الى الحد من التمييز ضد المسلمين وتحجيمهم في قالب سلبي وصولا الى انشاء المحتوى الاعلامي المتوازن عند الحديث عن الاسلام والمسلمين سواء في الغرب أو بشكل عام. (النهاية) ت أ / ن ب ش كونا101035 جمت ينا 11