الكويت - 28 - 12 (كونا) -- سجلت أسعار الذهب قفزة قوية لتبلغ مستويات قياسية جديدة خلال تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 4550 دولارا للأونصة قبل أن تغلق عند 4531 دولارا للأونصة مدفوعة بتزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتنامي توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وقال تقرير متخصص صادر عن شركة (دار السبائك) الكويتية اليوم الأحد إن المستثمرين يواصلون متابعة التطورات المرتبطة بالحظر الأمريكي على شحنات النفط الفنزويلية إلى جانب استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا وما يصاحبه من ارتفاع مستويات القلق في الأسواق العالمية.
وأضاف التقرير أن الأسواق تتوقع خفضين محتملين لأسعار الفائدة الأمريكية بمقدار ربع نقطة مئوية خلال العام المقبل بدعم من تراجع معدلات التضخم وتحسن نسبي في بعض مؤشرات سوق العمل رغم الانقسام القائم بين مسؤولي المجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
وأوضح أن الذهب حقق مكاسب تجاوزت 70 بالمئة منذ بداية العام الحالي مسجلا أكبر ارتفاع سنوي له منذ عام 1979 مدعوما بمشتريات قوية من البنوك المركزية واستمرار التدفقات الإيجابية إلى صناديق المؤشرات المتداولة.
وذكر أن الفضة سجلت أداء لافتا خلال العام حيث تجاوزت مكاسبها 170 بالمئة بعد فترة من التذبذب تأثرت خلالها بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية قبل أن يعود الزخم بقوة بدعم من الطلب الصناعي المتزايد ولا سيما من قطاع الطاقة الشمسية إلى جانب الطلب الاستثماري النشط.
ولفت إلى أن الاستطلاعات الحديثة أظهرت أن 57 بالمئة من المستثمرين الأفراد يتوقعون تجاوز أسعار الفضة مستوى 100 دولار للأونصة خلال عام 2026 في حين يرى خبراء أن المجال لا يزال مفتوحا لمزيد من المكاسب مع التحذير من احتمالية حدوث تصحيحات طبيعية نتيجة الارتفاعات المتسارعة.
وقال تقرير (دار السبائك) إن بعض البنوك والمؤسسات الكبرى تبدي قدرا من الحذر مع اقتراب الأسعار من مستويات تاريخية إلا أن التوقعات العامة لا تزال تميل إلى بقاء الزخم قائما خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن التقديرات التحليلية تعكس صورة متوازنة نسبيا حيث يرجح بعض المحللين دخول الأسواق في فترة استقرار أو تراجع محدود خلال منتصف العام قبل استئناف الاتجاه الصاعد في حين يرى آخرون أن الطلب المرتبط بالبنية التحتية التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة سيبقى عاملا داعما رئيسيا لأسعار المعادن النفيسة.
في المقابل حذر بعض المحللين من أن دورة الازدهار الراهنة في أسواق السلع تعد طبيعية وقد تتبعها مرحلة انكماش لاحقة قبل عودة موجات الصعود من جديد.
ومن الناحية الفنية لفت إلى أن المؤشرات لا تزال ترجح استمرار الاتجاه الصاعد للذهب والفضة مع وجود مستويات دعم قد تشكل نقاط ارتكاز مهمة في حال حدوث أي تصحيح سعري.
وأكد أن هذه المستويات تعكس استمرار توجه المستثمرين إلى الذهب والفضة كأدوات للتحوط وتنويع المخاطر في ظل بيئة عالمية تتسم بعدم اليقين وتزداد فيها أهمية إدارة المحافظ الاستثمارية بحذر وتخطيط طويل الأمد.
وعن السوق المحلي أفاد تقرير (دار السبائك) بأن التحركات العالمية انعكست على السوق الكويتي حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 24 نحو 30ر44 دينار (نحو 135 دولارا ) وغرام 22 بلغ 61ر40 دينار (نحو 124 دولارا) بينما سجل كيلو الفضة 875 دينارا (2868 دولارا) مدعوما بارتفاع الأسعار العالمية وتقلبات أسواق العملات.
وتعد (الأونصة) إحدى وحدات قياس الكتلة وتستخدم في عدد من الأنظمة المختلفة لوحدات القياس وتسمى أيضا الأوقية وتساوي 349ر28 غرام فيما تساوي باعتبارها وحدة قياس للمعادن النفيسة 103ر31 غرام. (النهاية) س م ر / ه ث