بيروت – 19 – 12 (كونا) -– أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم الجمعة أن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ولبنان بات ضرورة متبادلة وليس خيارا مشددا على أن القطاع الخاص يشكل القاطرة الحقيقية للنمو في البلدين الشقيقين.
وجاء كلام مدبولي خلال زيارة قام بها على رأس وفد رفيع إلى غرفة بيروت وجبل لبنان حيث عقد لقاء موسعا مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة محمد شقير وممثلي القطاع الخاص وجرى خلاله بحث آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وقال مدبولي إن وجوده في بيروت يحمل رسالة واضحة بأن مصر تنظر إلى لبنان كشريك اقتصادي محوري واستراتيجي مؤكدا استعداد بلاده للدخول في شراكات طويلة الأمد تسهم في إعادة الإعمار ودعم التنمية المستدامة.
وأضاف أن التجربة الإصلاحية التي خاضتها مصر خلال السنوات الماضية تؤكد أن التعافي ممكن متى توافرت الإرادة والرؤية والشراكة الفاعلة بين الدولة والقطاع الخاص معتبرا أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة مليئة بالتحديات لكنها تحمل فرصا حقيقية لإعادة البناء.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز مليار دولار عام 2024 لكنه لا يزال دون مستوى الطموحات مشيرا إلى أن ذلك استدعى القيام بإزالة عوائق إجرائية وتشجيع الشراكات المباشرة بين الشركات.
وأشار إلى أن المستثمرين اللبنانيين شكلوا عبر عقود جزءا فاعلا ونشطا من النسيج الاقتصادي المصري وأسهموا بفاعلية في مختلف القطاعات الحيوية مؤكدا أن هذه الاستثمارات تعد خير دليل على قدرة رأس المال اللبناني على الاندماج والمساهمة المباشرة في نمو السوق المصري.
وثمن رئيس الوزراء المصري الدور الذي تقوم به الهيئات الاقتصادية اللبنانية في الدفاع عن مصالح القطاع الخاص والدفع نحو الإصلاحات التي تضمن استدامة الاقتصاد اللبناني مشددا على أن نجاح أي مسار اقتصادي يتطلب بيئة أعمال مستقرة وإطارا تنظيميا واضحا وثقة متبادلة بين الدولة والقطاع الخاص.
وأكد استعداد الشركات المصرية العامة والخاصة للمساهمة بخبراتها في قطاعات البنية التحتية والطاقة والكهرباء والمياه والاتصالات ضمن شراكات فعلية مع القطاع الخاص اللبناني مشددا على أهمية ملف إعادة الإعمار في لبنان لاسيما في الجنوب.
وتطرق مدبولي إلى النهضة العمرانية التي تشهدها مصر لاسيما لجهة بناء العاصمة الجديدة وأكثر من 20 مدينة وذلك من أجل استيعاب الزيادة السكانية لخلق وظائف جديدة ودفع عملية النمو الإقتصادي التي تشكل النهضة العمرانية إحدى ركائزها لافتا إلى أن معدل البطالة في مصر انخفض إلى 2ر6 بالمئة".
من جهته أكد رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية محمد شقير خلال اللقاء وجود اهتمام واسع من المستثمرين اللبنانيين بتوسيع استثماراتهم في السوق المصري وتعزيز الشراكات بين القطاع الخاص في البلدين معتبرا أن زيارة رئيس الوزراء المصري إلى بيت الاقتصاد اللبناني تشكل دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية الثنائية.
وأعرب شقير عن تطلع القطاع الخاص اللبناني إلى تطوير التعاون مع نظيره المصري بما يحقق نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مشيرا إلى أن لبنان يدخل مرحلة جديدة تحمل فرصا استثمارية واعدة.
وعبر عن شكره لمصر قيادة وحكومة على الدعم الثابت والوقوف الدائم إلى جانب لبنان مثمنا الدور الذي قامت به القاهرة خلال المرحلة الأخيرة ولاسيما خلال الظروف الصعبة التي مر بها لبنان. (النهاية) ف ز / ر ج