التاريخ : 15/12/2025
لندن - 15 - 12 (كونا) -- اعتبرت رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (ام اي 6) بليز ميتريويلي اليوم الاثنين أن روسيا تعمل على اختبار المملكة المتحدة وحلفائها في "المنطقة الرمادية" بتكتيكات تقع على مقربة من عتبة الحرب.
وحذرت ميتريويلي في أول خطاب لها منذ تعيينها بمنصبها في أكتوبر الماضي مما وصفته "الخطر العدواني والتوسعي الذي تشكله روسيا تحت قيادة رئيسها فلاديمير بوتين وسعيه لإخضاع أوكرانيا ومضايقة حلف شمالي الأطلسي (ناتو)".
وقالت إن ذلك "يشمل هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية وإطلاق طائرات مسيرة تحلق فوق المطارات والقواعد العسكرية بجانب أنشطة عدائية في البحار وتحتها فضلا عن أعمال حرق وتخريب برعاية الدولة وحملات دعائية وتأثيرية لإحداث الانقسامات داخل المجتمعات".
وشددت على التزام المملكة المتحدة الثابت بدعم أوكرانيا ومواصلة الضغط الذي تمارسه نيابة عن كييف باعتباره أمرا حيويا ليس فقط للسيادة والأمن الأوروبيين بل للاستقرار العالمي أيضا.
وأشارت من جهة أخرى إلى أن الصين تعد جزءا محوريا من التحول العالمي الراهن ومن الضروري أن يواصل جهاز الاستخبارات البريطاني إطلاع الحكومة على فهمه لصعود الصين وتداعياته على الأمن القومي للبلاد.
ورأت أن عالم اليوم بات أكثر خطورة وتنازعا مما كان عليه لعقود حيث أصبح الصراع يتطور والثقة الدولية تتآكل بشكل مستمر مؤكدة أن "العالم دخل مرحلة تتحرك فيها القوى الدولية بفضاء يتراوح بين السلم والحرب".
ونبهت إلى أن هذه التطورات ليست حالة مؤقتة أو تطورا تدريجيا حتميا بل تحركات يتم من خلالها إعادة تشكيل الواقع مضيفة أن ذلك له تداعيات وآثار عميقة على الأمن القومي والدولي باعتبار أن التنافس متعدد الأقطاب بدأ يتناقض مع التعاون متعدد الأطراف.
وأضافت ميتريويلي أن "جهاز الاستخبارات البريطاني سيخوض مخاطر محسوبة حيث يكون العائد مجزيا والمصلحة الوطنية واضحة مع السعي للتفوق على الخصوم في كل مجال وبكل طريقة خاصة وأن التقدم التكنولوجي سيؤثر على وتيرة وحجم كل تهديد وفرصة".
وأوضحت في هذا الصدد أن التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الإصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والحوسبة الكمومية لا تحدث ثورة في الاقتصادات فحسب بل تعيد صياغة واقع الصراع. (النهاية)
م ر ن / ر ج