بيروت - 15 - 12 (كونا) -- أكد الاجتماع المشترك الرابع للجنة الاستشارية للسياسات واللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط اليوم الاثنين أهمية تعزيز التعاون الاقليمي بشأن قضايا المياه لتأثيرها في السياسة والاقتصاد والأمن.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في كلمة القاها بهذه المناسبة ان لبنان "كان له مسار طويل في مجال الدبلوماسية المائية" مشيرا الى انه اول دولة عربية تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة للمياه في عام 1997.
من جهته قدم رئيس اللجنة الاستشارية للسياسات في المبادرة الأمير الحسن بن طلال في كلمة القاها عبر تطبيق زوم نبذة مسهبة عن تأسيس مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط مشيدا بانضمام سوريا اليها عبر عضويتها في كل من اللجنة الاستشارية للسياسات واللجنة الادارية.
وقال ان المبادرة هي "وعاء للتعاون والتنمية المستدامة والاستقرار" وتشكل "منصة محايدة وموثوقة للدبلوماسية الفريدة غير الرسمية" بما تجمعه من حكومات وباحثين وشباب والإعلام والمجتمع المدني.
ودعا إلى تشكيل مجلس اقتصادي اجتماعي يعنى بأولويات المنطقة والاقليم ويبحث القواسم المشتركة التي تخدم شعوبها.
وبدوره قال رئيس اللجنة الادارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط محمد أمين ان "المياه ليست مجرد ملف فني او قطاعي" وإنما تتصل بشكل مباشر بمعادلات السياسة والاقتصاد والأمن.
وأشارت إلى أن اهمية هذه المبادرة تضاعفت بعد ازمة تغير المناخ بهدف "الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة وتحويل التحديات المشتركة إلى أساس لعمل مشترك رشيد".
واشار الى دور مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط في تعزيز التعاون المرتبط بالمياه عبر جمع صناع القرار والمستشارين والخبراء والمؤسسات ضمن إطار مؤسسي يحمي الحوار ويعزز الحلول والمنفعة المشتركة.
واعتبر ان قوة مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط تقاس بقدرتها على تعميق التعاون وترسيخ التقدم داخل الأنظمة الوطنية ونجاحها في دورها كمنصة منفعة إقليمية عامة.
ومن جانبه اعتبر عضو المجلس التنفيذي لسياسات السلام الأزرق في الشرق الأوسط فادي قمير ان اجتماع بيروت يعد "محطة محورية للتعاون في مجال المياه العابرة للحدود في منطقتنا".
وشدد قمير على اهمية "الدبلوماسية المائية" في التغلب على الأزمات المرتبطة بتقاسم الموارد المائية ومنع النزاعات لافتا الى ان تغير المناخ "مسؤولية جماعية والدبلوماسية المائية المدعومة بالاتفاقيات الدولية هي أداة لمنع النزاعات".
واقترح التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمياه وتطبيقها وتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول التي تشترك في الموارد المائية العابرة للحدود من خلال إنشاء أو تعزيز كيانات إدارة شاملة وشفافة.
كما اقترح وضع خطط عمل مشتركة لإدارة المياه بشكل متكامل ومستدام مع مراعاة احتياجات الجميع وتأثيرات تغير المناخ وحل النزاعات المتعلقة بالمياه سلميا بمساعدة طرف ثالث محايد "إذا لزم الأمر".
وأكد قمير ان دبلوماسية المياه تعنى بالاستقرار السياسي والآلية المؤسسية والفنية والسياسية والدبلوماسية لإدارة الموارد المائية والحفاظ على حقوق الدول منها اضافة الى التركيز على مفهوم الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والبيئة من أجل دفع عملية المفاوضات في الأحواض المشتركة الى الامام وإيجاد الحلول المستدامة بين البلدان.
يذكر ان مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط هي عبارة عن مبادرة إقليمية غير حكومية تهدف إلى توطيد التعاون في مجال المياه عبر الحدود والقطاعات والأجيال وتعمل من اجل تحسين أمن المياه والغذاء والطاقة في المنطقة والحفاظ على النظم الإيكولوجية في ظل أي تغير للمناخ وذلك عبر العمل مع كبار خبراء المياه والأكاديميين والسياسيين والصحفيين وغيرهم. (النهاية) ا ي ب / ط م ا