جنيف - 12 - 12 (كونا) -- حذرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من تفاقم الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد الوفيات في غزة من جراء انخفاض درجات الحرارة والعواصف التي تضرب القطاع خاصة في ظل الانهيار شبه الكامل للخدمات الصحية وتواصل القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على المساعدات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن والمتحدث بالنيابة عن (يونيسف) ريكاردو بيريز في جنيف اليوم الجمعة.
فمن جانبه أكد بيبركورن وفاة عشرة أشخاص على الأقل خلال ال24 ساعة الماضية بسبب البرد محذرا أيضا من ارتفاع الإصابات التنفسية الحادة بما في ذلك الإنفلونزا إضافة إلى التهاب الكبد والإسهال وغيرهما من الأمراض المعدية وسط تدهور أوضاع المياه والصرف الصحي وانتشار العدوى الموسمية.
وقال إن نظام الإنذار المبكر والاستجابة الذي أنشأته منظمة الصحة العالمية سجل منذ إنشائه في 24 يناير الماضي 47ر1 مليون حالة عدوى تنفسية حادة وأكثر من 670 ألف حالة إسهال حاد لافتا إلى محدودية التشخيص والفحوص المخبرية في غزة نتيجة القيود التي يفرضها الاحتلال ورفضه المتكرر و"غير المبرر" لإدخال أجهزة الفحص.
وفي السياق ذاته أكد بيبركورن استشهاد 379 فلسطينيا على الأقل وإصابة 992 آخرين إضافة إلى انتشال 627 جثة من تحت الركام منذ إعلان إيقاف إطلاق النار في غزة لافتا إلى أن عدد الشهداء تجاوز حاجز 70 ألف شخص فيما يبلغ عدد الجرحى أكثر من 171 ألف شخص.
من جهته أكد بيريز أن الوضع الإنساني لأطفال غزة بلغ مستوى "في غاية الخطورة" وأعرب صدمته إزاء الأرقام التي تفيد بمقتل 82 طفلا في القطاع منذ العاشر من أكتوبر الماضي داعيا إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة" لإيقاف النزيف المستمر في صفوف الأطفال.
كما حذر بيريز من مخاطر الفيضانات بعد العواصف الأخيرة التي تهدد أكثر من 800 ألف شخص بينهم أعداد كبيرة من الأطفال أي ما يمثل نحو نصف سكان غزة.
وكشف عن تسجيل وفاة طفلين تحت سن الخامسة بسبب انخفاض حرارة الجسم هذا الأسبوع في تكرار لمآس مشابهة شهدها الشتاء الماضي ما يعكس وفق تعبيره "العجز الحاصل في إيصال المساعدات بالسرعة المطلوبة لإنقاذ الأرواح".
وفي هذا السياق انتقد بيريز استمرار القيود التي يفرضها الاحتلال على دخول الإمدادات الإنسانية لافتا إلى أن مواد أساسية مثل قطع غيار شاحنات المياه والمولدات ومعدات الإصلاح ومعدات تنقية المياه ومعدات سلسلة التبريد الخاصة باللقاحات ما زالت عالقة خارج غزة بانتظار موافقة الاحتلال على دخولها في وقت تتفاقم فيه الحاجة إليها من جراء الأضرار الناتجة عن العواصف والفيضانات.
وجدد دعوة المنظمة لفتح مزيد من المعابر الإنسانية والسماح الفوري بدخول الإمدادات الأساسية لضمان حماية الأطفال ومنع فقدان المزيد من الأرواح التي يمكن إنقاذها.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة حذرت في بيان في وقت سابق من اليوم من التدهور الخطر للأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة خاصة مع اجتياح العاصفة (بايرون) المصحوبة بأمطار غزيرة التي تسببت في فيضانات واسعة داخل مواقع النزوح المكتظة وعرضت نحو 795 ألف نازح فلسطيني لمخاطر متزايدة.
وذكرت المنظمة أن العاصفة أثارت فيضانات في اليونان وقبرص قبل وصولها إلى القطاع مطلع الأسبوع متوقعة تواصل هطول الأمطار في الساعات المقبلة ما من شأنه أن يزيد من تفاقم الأوضاع الصعبة للأسر التي تعيش في ملاجئ غير آمنة.
من جهتها أعلنت السلطات الإعلامية في غزة اليوم وفاة 12 فلسطينيا بينهم طفلان فيما دمر 13 منزلا و27 ألف خيمة تؤوي نازحين بسبب المنخفض الجوي القطبي الذي يضرب القطاع لليوم الثاني على التوالي. (النهاية) ا م خ / م ع ع