التاريخ : 07/12/2025
الدوحة - 6 – 12 (كونا) –- أكد الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم السبت أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ منذ الثامن من ديسمبر الماضي أكثر من ألف غارة جوية و400 توغل بري عسكري على سوريا كان آخرها المجزرة التي ارتكبتها بمنطقة (بيت جن) بريف دمشق وراح ضحيتها أكثر من 25 شخصا.
وأوضح الشرع خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى الدوحة 2025 المنعقد بالدوحة تحت عنوان (ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى الواقع الملموس) أن الاحتلال الإسرائيلي يدير أزماته في المنطقة عبر تصدير الأزمات للدول الأخرى في محاولة للتهرب من المجازر المروعة التي ارتكبتها في قطاع غزة وأنه "يتصرف وكأنه يقاتل أشباحا ويبرر تحركاته بالمخاوف الأمنية والاضطرابات مسقطا أحداث 7 أكتوبر على كل ما يجري حوله".
وأضاف أنه "منذ الثامن من ديسمبر الماضي (2024) بعثت سوريا رسائل إيجابية واضحة تؤكد تمسكها بالسلام والاستقرار الإقليمي وعبرت كذلك بوضوح عن رغبتها في أن تكون دولة مستقرة وغير معنية بتصدير النزاعات للدول الأخرى" بيد أن الاحتلال قابل هذه المقاربة بعنف شديد.
وأوضح أن بلاده تستعين لمواجهة هذه التطورات بالتواصل مع الدول الإقليمية والعالمية الفاعلة مشيرا إلى أن "العالم اليوم يدعم المطالب السورية المتعلقة بضرورة انسحاب إسرائيل إلى ما قبل الثامن من ديسمبر الماضي".
وجدد الشرع التأكيد على التزام سوريا الكامل باتفاق العام 1974 واحترامها لهذا الاتفاق الذي صمد لأكثر من 50 عاما بنجاح ويتمتع بإجماع دولي وإجماع مجلس الأمن محذرا من العبث به والبحث عن اتفاقات أخرى مثل إنشاء منطقة عازلة أو ما شابه ذلك ما يفتح الباب أمام مسارات خطرة وغير مضمونة النتائج.
وكشف الشرع عن وجود مفاوضات تجري حاليا بهذا الإطار موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية منخرطة فيها.
وفي سياق متصل قال الشرع "إن سوريا مرت خلال الـ 100 عام الماضية لا سيما خلال العقود الستة الأخيرة بمراحل خطيرة حيث عاشت البلاد بعزلة كبيرة تزامنت مع حصار اقتصادي خانق" مبينا أن سياسات النظام السابق دفعت أغلب الأطراف الإقليمية والدولية للانكفاء عن سوريا ما أدى إلى حرمان العالم من الاطلاع على الواقع السوري وكذلك حرمان سوريا من التواصل مع محيطها الإقليمي والدولي.
وأكد أن بلاده خلال العام الماضي استعادت الكثير من علاقاتها الإقليمية والدولية وتجاوزت مرحلة ترطيب العلاقات إلى مرحلة أكثر تقدما.
وأشار إلى أن إشراك طوائف متعددة في تشكيل الحكومة والمؤتمر الوطني الأمر الذي أسهم في تهدئة الأوضاع ومنع انزلاق البلاد إلى مرحلة ما بعد النزاع التي غالبا ما تكون أطول من الحرب ذاتها.
وبين الشرع أن سوريا تسير في مسار إيجابي نحو الاستقرار مع بدء نمو اقتصادي تدريجي وتحسن ملموس في البيئة الخدمية خلال العام الماضي.
ولفت إلى إجراء لقاءات عدة مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي لحثهم على رفع قانون "سيزر" قائلا "إن هذا القانون وضع أساسا لمحاسبة النظام السابق على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري ولا ينبغي أن يكون أداة لتجويع السوريين من جديد" وأن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تدعم مسار رفع العقوبات عن سوريا.
وأضاف أن "سوريا بلد قائم على الانتخابات بالرغم من استخدام هذا العنوان بشكل خاطئ في الفترات السابقة إلا أننا لسنا جاهزين عمليا في الوقت الحالي لإجراء انتخابات على مستوى التمثيل البرلماني رغم خوضنا غمار الانتخابات بطريقة تتناسب مع المرحلة الانتقالية.
وأكد أن سوريا تمر حاليا بمرحلة إعادة بناء الدولة والقوانين مستندة بذلك إلى إرثها الثقافي الممتد عبر آلاف السنين مشيرا إلى أن بناء المؤسسات يضمن استمرارية عادلة للدولة وليس الاعتماد على الأشخاص. (النهاية)
س س س / م م ج