التاريخ : 06/12/2025
الدوحة - 6 - 12 (كونا) -- أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن حرص بلاده على استقرار المنطقة باعتبار ذلك من أمنها الوطني وعملها لحل النزاعات من خلال الوساطة "في عالم اليوم المتفكك"
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن لدى حديثه في جلسة ضمن أعمال منتدى الدوحة 2025 بعنوان (الوساطة في زمن التفكك) إن قطر تسعى دائما لجعل قنوات الاتصال مفتوحة من دون الانحياز لأي طرف مشيرا إلى أن كل النتائج التي حققتها الدوحة في هذا السياق منذ عام 2013 كانت بفضل التواصل مع جميع الأطراف المعنية.
واستشهد بما حققته الدوحة من نجاح في مجال الوساطة بين الولايات المتحدة وحركة (طالبان) في أفغانستان حيث سهلت قطر عملية الوساطة وبذلت جهودا كبيرة في هذا المجال استمرت لأكثر من سبع سنوات لتحقيق النتيجة المأمولة والسلام بين الجانبين.
وأكد أن قطر "لا تنحاز لأي طرف بل توفر المنتدى والمنصة لاستمرار الحوار لتصبح النتائج إيجابية وبناءة لإنهاء المعاناة البشرية في نهاية المطاف".
وأوضح أن "لكل نزاع طبيعته الخاصة به" وأنه بالتالي لا يمكن مقارنة جهود الوساطة بين الولايات المتحدة وأفغانستان بالوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة (حماس).
وأشار إلى أن التحدي في جهود الوساطة الأخيرة يتمثل في أن الولايات المتحدة بصفتها أحد الوسطاء كانت تتحدث فقط مع طرف واحد وهو طرف الاحتلال الإسرائيلي غير أنها بدأت بعد ذلك الانخراط بالتحدث إلى الجانبين وهو ما ساعد في إحداث اختراق في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق إيقاف إطلاق النار في غزة.
ونبه رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في حديثه إلى أن الصراع لا ينحصر في قطاع غزة وحده بل يمتد ليشمل الضفة الغربية وتطلعات الشعب الفلسطيني لبناء دولته معربا عن أمله في تعاون حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق ذلك.
وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن "نحن في لحظة مفصلية" بشأن اتفاق إيقاف إطلاق النار في غزة وإن الوسطاء يعملون معا من أجل المرحلة الثانية منه والتي رأى أنها "مؤقتة أيضا".
وأضاف أن قطر وتركيا ومصر والولايات المتحدة تتعاون جميعا "لرسم المسار المستقبلي لهذه المرحلة".
من جهتها ثمنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس في كلمة خلال الجلسة نفسها "الدور المحوري" الذي تؤديه قطر في جهود الوساطة الدولية الفاعلة والهادفة إلى حل النزاعات دوليا في وقت يشهد فيه العالم أكثر من 60 صراعا.
وقالت كالاس إن "الوساطة القطرية تمثل نموذجا مهما لحماية القانون الدولي ومنظومة القواعد الدولية والتي تعتبر الضمانة الأساسية لحماية الدول الصغيرة ومنع تكرار الحروب والصراعات".
واستعرضت المسؤولة الأوروبية في مداخلتها النقاشية خلال الجلسة العلاقة الحالية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأكدت كالاس في هذا الإطار أن الولايات المتحدة لا تزال الحليف الأكبر والأقرب لأوروبا وأن التحالف بين الطرفين ثابت وقائم رغم الخلافات في بعض الملفات ورغم الانتقادات الموجهة لأوروبا بتراجع دورها عالميا خصوصا ما يتعلق بضرورة تعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على مواجهة روسيا بثقة أكبر.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تحدثت عن "تآكل الحضارة الأوروبية" و"تقويض الديمقراطية" في بعض الدول مشددة على ضرورة أن يتم تناول هذه الانتقادات ضمن سياقها السياسي واعتبارها دعوة لأوروبا كي تعتمد على نفسها بصورة أوسع في أمنها ودفاعها..
وأعربت عن ترحيب الاتحاد الأوروبي بأي مسار يساعد على تحقيق سلام عادل ومستدام في العالم مؤكدة أن جهود الوساطة التي تبذلها قطر عالميا تمثل "قيمة مضافة مهمة" في عالم يشهد تغيرا كبيرا في توازنات النظام الدولي.
بدوره أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال الجلسة ذاتها أن بلاده "جاهزة ومستعدة" للقيام بكل ما يلزم للمساهمة في جهود السلام الحالية في غزة لافتا في هذا السياق إلى أنه يجري حاليا نقاش واسع لتشكيل قوة الاستقرار الدولية التي سيتم نشرها في القطاع.
ودعا فيدان إلى "التحلي بالواقعية" عند الحديث عن تحديد مهام هذه القوة مع التركيز على التفاصيل منبها إلى أن القوة المشتركة تواجه تحديات كبيرة على مستوى تأسيسها والدول التي ستساهم بقوات فيها بالإضافة إلى بنية القيادة والشؤون اللوجستية وغير ذلك الكثير من التفاصيل والأمور التي تم الاتفاق عليها.
وتطرق إلى ما أسماه بالكيانات والجهات الأخرى التي ستتعامل معها هذه القوة مثل قوات الشرطة التي سيتم تدريبها بالإضافة إلى الإدارة المحلية الفلسطينية و"مجلس السلام" ما يحتم أن تتعامل كل هذه الهيئات معا بطريقة "متناغمة ومتناسقة".
وتحدث عن جهود بلاده فيما يتعلق بالهجرة وسياسة "الباب المفتوح" بهذا الخصوص وعن جهود تركيا في الوساطة والسلام بالمنطقة سواء في غزة أو بين روسيا وأوكرانيا وكذا في سوريا التي أكد أن الأمور تسير فيها "بصورة جيدة" وغير ذلك من الجهود التركية الإنسانية.
وأكد أن "الانخراط في مفاوضات السلام لا ينهي الحرب فورا لكن يضع حدا للمعاناة الإنسانية ويمنح المزيد من الفرص لأطراف النزاع والمعنيين الآخرين بالقضية لبذل الجهود والمساعدة في إنهاء الحرب في هذا العالم المفكك والمبعثر الأوراق". (النهاية)
س س س / م ع ع