بيروت – 4 – 12 (كونا) -– شدد الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون اليوم الخميس على ضرورة سيادة لغة التفاوض بدل لغة الحرب مؤكدا أن "لا تنازل عن سيادة لبنان" في أي خطوة تفاوضية مقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ونقل بيان صادر عن رئاسة الجمهورية عن الرئيس عون قوله خلال جلسة لمجلس الوزراء بحضور رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في قصر بعبدا إنه "لا تنازل عن سيادة لبنان وأي اتفاق مقبل سيظهر بوضوح ما إذا كان هناك تنازل وعندها سنتحمل المسؤولية".
وجاء كلام الرئيس عون في إطار تقييمه لاجتماع لجنة (الميكانيزم) التي تعد إطارا يجمع لبنان والاحتلال الإسرائيلي وقوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تحت رعاية أمريكية - فرنسية بهدف مراقبة تنفيذ اتفاق إيقاف الأعمال العدائية الذي تم في نوفمبر من العام الماضي بحضور رئيس الوفد اللبناني التفاوضي مع الاحتلال الإسرائيلي السفير سيمون كرم.
واعتبر الرئيس عون أن ردود الفعل الدولية على الاجتماع الأول للجنة (الميكانيزم) كانت "إيجابية وتساعد في إبعاد شبح الحرب الثانية عن لبنان".
وأوضح أن التوجيهات الممنوحة للسفير كرم ورئيس الحكومة نواف سلام "تركز على تفاوض أمني بحت يشمل وقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة في الجنوب وترسيم الحدود وإعادة الأسرى اللبنانيين".
وبين الرئيس اللبناني أنه تم تعيين السفير السابق سيمون كرم عضوا في لجنة (الميكانيزم) بعد مشاورات مع رئيسي البرلمان والحكومة بهدف تعزيز المسار التفاوضي في الناقورة "بخبرات مدنية ودبلوماسية" لافتا إلى أن الجلسة الأولى "مهدت لجلسات لاحقة تنعقد في 19 من الشهر الحالي وأن الهدف من المسار حماية لبنان لا استهداف أي فئة".
وقال إن "المطلوب من المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة دعم مسار التفاوض بالتشجيع على تعاط إيجابي من الجانب الإسرائيلي" مشيرا إلى أنه سيطرح هذا الموقف أمام وفد مجلس الأمن الدولي الذي يزور لبنان غدا الجمعة برفقة المستشارة الامريكية مورغان أورتيغاس للاطلاع ميدانيا على أوضاع الجنوب.
وأشاد الرئيس اللبناني بالاتفاق الذي وقع خلال زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى بيروت الاسبوع الماضي معتبرا أنه "يمهد الطريق أمام بدء مسار التنقيب عن الغاز والنفط بما يخدم الاقتصاد الوطني".
من جهته أوضح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام خلال الجلسة أن الوفد الأممي الذي سيزور بيروت يوم غد الجمعة سيبحث خيارات ما بعد انتهاء ولاية قوات (اليونيفيل) نهاية العام المقبل ومنها "إمكان إنشاء قوة مراقبة دولية صغيرة مشابهة للقوة العاملة في الجولان" مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على "صياغة تصور مشترك مع البعثة اللبنانية في نيويورك قبل منتصف العام المقبل".
ولفت الرئيس سلام إلى أن النقاش مع الوفد الأممي الزائر سيتناول كذلك تطورات المنطقة ومسار السلام والقرار الدولي المتعلق بغزة ومبادرة السلام العربية.
وفي الشأن الداخلي أكد سلام أن الحكومة باتت في المراحل الأخيرة من إعداد مشروع قانون الفجوة المالية تمهيدا لإحالته إلى البرلمان "في أقرب وقت ممكن".
وبعد انتهاء جلسة المجلس أكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص للصحفيين "التزام الجيش بالمراحل المحددة في خطة حصر السلاح" رغم الصعوبات الناجمة عن بعض الاحتياجات العملية إضافة إلى اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مرقص إن لبنان "يؤيد بقاء القوات الدولية في الجنوب مع بحث طبيعة دورها وحجمها ضمن المشاورات الجارية مع وفد مجلس الأمن" لافتا إلى أن الحكومة "تعتمد استراتيجية واضحة ترتكز على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي وإعادة الأسرى ووقف الاعتداءات وحشد الدعم الدبلوماسي" بالتوازي مع الشكوى المقدمة حديثا إلى مجلس الأمن. (النهاية) ف ز / ف ا س