تونس - 2 - 12 (كونا) -- أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الثلاثاء أن الذكاء الاصطناعي أصبح من أكثر القضايا تأثيرا وخطورة في العصر الراهن لما يمثله من حضور واسع في مختلف مناحي الحياة مشددا على ضرورة التعامل معه بوعي وتوازن.
   جاء ذلك في كلمته خلال افتتاح قمة (الذكاء الاصطناعي نحو المستقبل) التي تستضيفها تونس بمشاركة وزراء وخبراء عرب ودوليين من بينهم وزير الشؤون الخارجية التونسي محمد النفطي ووزير الاتصالات التونسي سفيان الهميسي والأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات دورين بوغدان مارتن إلى جانب نخبة من المتخصصين في هذا المجال.
   وأوضح أبو الغيط أن القمة تمثل فرصة مهمة لإجراء نقاش معمق حول كيفية تحقيق التوازن بين مخاطر الذكاء الاصطناعي وتأثير التنافس العالمي في هذا القطاع على القيم الإنسانية والأخلاقية وبين الفرص الكبيرة التي تتيحها هذه التقنيات لدعم النمو والازدهار البشري.
   وأشار إلى أن عددا من الدول العربية أظهر رغبة قوية في مواكبة التحولات التكنولوجية السريعة وتمكنت من تحقيق خطوات نوعية نحو الاستخدام الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي بفضل طاقاتها الكامنة وإمكاناتها البشرية.
   وبين الأمين العام أن الجامعة العربية أولت هذا الملف اهتماما خاصا خلال عام 2025 بدءا من إقرار الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي في مطلع العام مرورا بالمبادرة العربية للذكاء الاصطناعي التي تبنتها القمة العربية التنموية الأخيرة في بغداد وصولا إلى اعتماد الميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ليكون إطارا استرشاديا للاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا.
   ومن جانبه أكد المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال محمد بن عمر أن القمة تهدف إلى التعريف بما حققته الدول العربية في هذا المجال وإبراز الوثائق المرجعية مثل وثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي العربية والاستراتيجية العربية الموحدة.
   وأشار إلى أن القمة تمثل أيضا مناسبة لتقييم مسار القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي انطلقت منذ 20 عاما في تونس لافتا إلى استمرار تحديات عدة أبرزها الفئات غير المرتبطة بالإنترنت والتي قد تتأثر أكثر مع توسع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي داعيا إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للانتقال من مجتمع المعلومات إلى مجتمع ذكي يشمل الجميع.
   وأكد بن عمر أن الدول العربية تمتلك أسسا قوية للاستفادة من التحولات الرقمية غير أن تحقيق الأهداف يتطلب خطة طريق واضحة وتمويلات كافية وموارد بشرية مؤهلة مشيرا إلى أن تونس تمتلك الكفاءات اللازمة فيما يمكن معالجة تحديات التمويل عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص والصناديق الدولية.
   وفي كلمته جدد وزير الخارجية التونسي محمد النفطي موقف تونس الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني مؤكدا أن العدالة الرقمية جزء لا يتجزأ من العدالة الاقتصادية والتنموية الشاملة.
   وقال الوزير إن "الحديث عن مستقبل رقمي منصف لايستقيم في ظل حرمان بعض الشعوب من حقوقها الأساسية مشددا على أن تمكين الشعب الفلسطيني من التقنيات المتقدمة وبناء قدراته الرقمية يمثل جزءا أصيلا من حقه في تقرير المصير والسيادة الكاملة على أرضه وعاصمته القدس الشريف."
   وأكد النفطي أن تحقيق مستقبل رقمي عادل وآمن مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود الدول مشيرا إلى الدور المركزي للاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات في دعم هذا التوجه. 
   تجدر الإشارة إلى أن قمة (الذكاء الأصطناعي 2025) تعقد تحت شعار (من مجتمع المعلومات إلى مجتمع الذكاء) بمشاركة خبراء وصناع قرار وهيئات دولية وذلك لبحث سبل تعزيز التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية. (النهاية)
 
   ش ب م / ح م ف