الرباط - 1 - 12 (كونا) -- أكد رئيس مجلس المياه العالمي لويك فوشون اليوم الأحد على الإمكانيات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تحسين إدارة المياه وتوقع الأزمات وتقوية الشبكات الذكية مؤكدا أن الاعتماد على البيانات والتحليل العلمي يمكن أن يحدث "ثورة حقيقية" في حوكمة المياه.
وخلال افتتاح مؤتمر المياه العالمي في (مراكش) بالمغرب دعا فوشون إلى إنشاء ائتلاف دولي للمياه يعزز تبادل الخبرات وتطوير مشاريع مشتركة في مجالات الابتكار والرقمنة والطاقات المتجددة مشددا على أهمية اعتماد مقاربات جديدة تتجاوز الحلول التقليدية وتسمح بإحداث تحول عميق في تدبير المياه.
وأضاف أن "مستقبل تدبير الموارد المائية يتطلب إعادة التفكير في علاقة الماء بالتنمية" مؤكدا أن هذا المورد الحيوي يشكل فرصة لإبداع حلول واعدة خاصة في ظل التطور المتسارع لتقنيات التحلية المعتمدة على الطاقات المتجددة.
من جانب آخر أشاد رئيس مجلس المياه العالمي بمستوى التعاون القائم بين المغرب والمجلس في مجال تدبير الموارد المائية مؤكدا أن هذا التعاون يشهد "تعزيزا غير مسبوق" بفضل المشاريع المشتركة القائمة على الابتكار والطاقة النظيفة.
وقال فوشون إن "مجلس المياه العالمي يعمل بالشراكة مع وزارة التجهيز والماء المغربية على إحداث مركز دولي مخصص للمياه غير التقليدية والطاقات المتجددة" لافتا إلى الخبرة التي راكمتها المملكة في مجالات تحلية مياه البحر وإعادة تدوير المياه العادمة واستعمالها في الصناعة والري.
وأعرب عن أمله في أن يشكل المؤتمر مناسبة لتعميق التفكير الجماعي حول مستقبل المياه وتعزيز الالتزام الدولي بحماية هذا المورد مؤكدا أن تحقيق الأهداف المنشودة "يتطلب شجاعة مشتركة وإرادة قوية".
وافتتحت اليوم أعمال الدورة 19 للمؤتمر العالمي للمياه الذي يستمر حتى الخامس من ديسمبر الجاري تحت شعار "الماء في عالم يتغير.. الابتكار والتكيف" بمشاركة خبراء ومسؤولين من مختلف دول العالم.
ويعد المؤتمر المنظم تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس وبشراكة بين وزارة التجهيز والماء والجمعية الدولية للموارد المائية منصة دولية لبحث حلول مبتكرة في مجال تدبير الموارد المائية إذ يجمع عددا كبيرا من الخبراء والباحثين وصناع القرار.
ويتضمن برنامج المؤتمر مائدة وزارية مستديرة وأربع جلسات نقاش رفيعة المستوى وأكثر من 140 جلسة تقنية يقدمها خبراء عالميون إضافة إلى فضاءات للعرض تستعرض أحدث التقنيات والمشاريع المائية.
وستختتم أعمال المؤتمر بإصدار "إعلان مراكش" الذي سيشكل دعوة دولية لتعزيز الربط بين العلم والسياسة والعمل الميداني وتسريع الجهود العالمية لضمان أمن الماء واستدامته. (النهاية) م ر ي / ه س ص