التاريخ : 27/11/2025
موسكو - 27 -11 - (كونا) -- أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس أن بلاده ستعمل على ضمان استمرارية عمل منظمة (معاهدة الأمن الجماعي) وتطوير قدراتها الدفاعية.
وأشار بوتين خلال اجتماع للمنظمة في بيشكيك عاصمة قرغيزستان إلى أن بلاده ستتولى رئاسة المنظمة في عام 2026 تحت شعار (الأمن الجماعي في عالم متعدد الأقطاب).
وأوضح أن بلاده تقترح عقد منتدى دولي العام المقبل لبحث سبل إنشاء هيكلية أمن متوازن إضافة إلى إطلاق برنامج لتزويد قوات الدول الأعضاء بأسلحة روسية حديثة.
ولفت بوتين إلى أن بلاده تدعم إعداد استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب داخل المنظمة وتعزيز حماية الفضاء المعلوماتي للدول الأعضاء مبينا أن الأسلحة الروسية "أثبتت كفاءتها" في العمليات العسكرية.
وأضاف أن روسيا تخطط لتنظيم تدريبات مشتركة لرفع مستوى جاهزية القوات والوحدات الأمنية.
وفي السياق ذاته قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن آليات الحد من التسلح "تفقد فعاليتها بشكل متسارع" محذرا من أن بعض الدول الغربية "تستعد لتوسيع دائرة المواجهة" من خلال الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأضاف أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان القدرة على وقف التصعيد عبر التوصل إلى تسوية سياسية مع كييف.
وشدد لوكاشينكو على ضرورة أن تتخلى بعض القوى الأوروبية عن سياسة المواجهة لإتاحة الفرصة لجهود التهدئة مشيرا إلى أن أوكرانيا "قد تقبل بالمقترح الأمريكي للتسوية" نظرا للظروف الميدانية الحالية.
بدوره أعرب الأمين العام للمنظمة إيمانغالي تاسماغامبيتوف عن ثقته بأن روسيا ستفعل "كل ما يلزم" لتحقيق أولويات رئاستها المقبلة مؤكدا أهمية اتخاذ أرمينيا قرارا "واضحا ومدروسا" بشأن مشاركتها في أعمال المنظمة.
وكان رئيس قرغيزستان صدير جاباروف أكد في افتتاح الاجتماع أن فعاليات المنظمة المجدولة لعام 2025 "أنجزت وفق الخطط الموضوعة" مبينا أن بلاده حرصت خلال فترة رئاستها على تعزيز آليات العمل المشترك.
وفي بيان ختامي اعتمد مجلس الأمن الجماعي للمنظمة خطة التعاون العسكري للفترة 2026-2030 الهادفة إلى تعزيز جاهزية قوات الأمن الجماعي وتطوير القدرات الدفاعية.
وأشار البيان إلى أن مبادرة روسيا لتمديد معاهدة (نيو ستارت) تسعى إلى منع سباق تسلح جديد داعيا الولايات المتحدة إلى دعم الجهود الرامية للحفاظ على الوضع القائم للمعاهدة.
وأعربت الدول الأعضاء عن قلقها من توسع البنية التحتية العسكرية لتحالفات دولية أخرى باتجاه حدودها معتبرة ذلك عاملا يهدد الاستقرار الإقليمي.
وفي ختام زيارته لقرغيزستان قال بوتين إن المنظمة "عامل استقرار مهم" في ظل الظروف العالمية الراهنة مؤكدا أن روسيا مستعدة لتبادل الأسلحة والمعدات مع الدول الأعضاء وأنها حققت تقدما واسعا في مجال الطائرات المسيرة.
وأشار إلى أن بلاده تعمل مع قرغيزستان على إنشاء محطة طاقة نووية صغيرة لافتا إلى أن موسكو تحترم موقف أرمينيا بشأن مشاركتها في أعمال المنظمة.
وبشأن جهود التسوية في أوكرانيا أكد بوتين أن موسكو اطلعت على المقترح الأولي للخطة الأمريكية مبينا أن "كل بند من الخطة سيتم مناقشته بجدية" خلال الأيام المقبلة.
وأفاد بأن وفدا أمريكيا سيزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث تفاصيل المبادرة موضحا أن الاتصالات بين الأجهزة الأمنية الروسية والأوكرانية "مستمرة" لمعالجة القضايا الإنسانية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده مستعدة للحوار حول الأمن الأوروبي الشامل محذرا في الوقت نفسه من أن أي مصادرة محتملة للأصول الروسية ستنعكس سلبا على الثقة بالأسواق الأوروبية.
وأكد أن روسيا تواصل عملياتها العسكرية وفق خططها مشيرا إلى وجود "تقدم إيجابي" على مختلف الجبهات.
أجرى الرئيس الروسي زيارة رسمية إلى بيشكيك خلال 25-27 نوفمبر الجاري التقى خلالها مع الرئيس جاباروف حيث ناقش الجانبان مجموعة واسعة من مجالات الشراكة الاستراتيجية والعلاقات بين الدولتين في مختلف القطاعات. (النهاية)
دان / ط م ا