الكويت – 25 – 11 (كونا) –- أكد مشاركون في (منتدى الكويت الأول للحوار الاجتماعي الوطني) اليوم الثلاثاء أن التعليم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعد الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة وعنصر محوري في تعزيز الوحدة المعرفية والمجتمعية.
جاء ذلك في الجلسات الحوارية لليوم الثاني من المنتدى الذي ينظمه معهد المرأة للتنمية والسلام بشعار (السلام أمان الشعوب) ورعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال ومشاركة نخبة من القيادات الفكرية الخليجية في المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.
واعتبر المشاركون أن الحوار المجتمعي يعد وسيلة فاعلة لتحقيق التفاهم والانسجام داخل المجتمعات الخليجية المتنوعة ثقافيا وأداة لتعزيز المواطنة والانتماء وحماية الأفراد من التطرف والانغلاق.
وقال مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور زيد الفضيل في كلمته إن قانون التنمية المستدامة معتمد في إجراءاته على تحقيق التوازن بين الغايات الكبرى للدولة وواقعها الاقتصادي والسياسي ما يستوجب توفير برامج تدريب متخصصة وتعزيز قواعد الحوكمة وفق منهج علمي رصين يمكن فراد المجتمع ويدعم حقوقهم بشكل متساو.
وأكد ضرورة بناء شراكات بين القطاعين الحكومي الرسمي والخاص الذي يعد شريكا رئيسيا في تحقيق التنمية للدولة بوجه عام باعتباره قوة فاعلة تساعد المجتمع على التطور وتدعم أهداف التنمية المستدامة الرئيسية.
من جهته قال مدير مركز الوسطية التابع لوزارة الشؤون الإسلامية الدكتور عبدالله الشريكة في كلمة مماثلة إن تعزيز الحوار المجتمعي بدول مجلس التعاون يرتكز على جملة من المعطيات إذ "تأتي في مقدمتها اللغة العربية التي تمثل الوعاء الذي يحمل هوية الخليج الدينية والثقافية والفكرية".
وأضاف أن من معطيات تعزيز الحوار المجتمعي الدين الإسلامي الذي يشكل أساس القيم والأخلاق وميزان السلوك والمعاملات المشترك بين أبناء دول مجلس التعاون كما يجسد التاريخ الخليجي المشترك عمق الوجود العربي ووحدة المصير المشترك ومتانة الروابط الممتدة عبر القرون بين أبناء هذه المنطقة.
بدوره أكد أستاذ مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية ورئيس قسم المناهج والتدريس كلية التربية بجامعة السلطان قابوس الدكتور سيف المعمري في كلمته أن دور المناهج التعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي مهم في تشكيل الهوية الوطنية لدى المتعلمين.
وأضاف أن المناهج التعليمية تعد منصات معرفية وقيمية تسهم في تعزيز الشعور بالانتماء والولاء والارتباط الثقافي بالدولة والمجتمع.
من جانبه قال الخبير الاستراتيجي والأمني الدكتور خالد الصلال إن "تجربة مجلس التعاون الخليجي بعد أكثر من أربعة عقود من العمل المشترك أصبحت نموذجا إقليميا في تحقيق التكامل وتوحيد الجهود في مجالات الأمن وحماية المجتمع".
وأضاف أنه يمكن تقييم هذه التجربة في مكافحة الظواهر الدخيلة والتنسيق الأمني عبر عدة محاور أهمها (مكافحة الظواهر الغريبة على المجتمعات الخليجية) و(أهمية التنسيق الأمني بين دول مجلس التعاون).
أما عضو المجلس الوطني الاتحادي الاماراتي ناعمة الشرهان فقد قالت في كلمتها إن "المرأة الخليجية تعد ركيزة أساسية في حفظ التماسك الاجتماعي وهندسة القيم فهي الأم والمربية والقائدة التي توازن بين الأصالة والحداثة".
وأضافت أنه "بفضل دعم القيادات الخليجية أصبحت المرأة الخليجية شريكة فاعلة في بناء الهوية الوطنية وصون الوحدة المجتمعية عبر أدوارها في التعليم والإعلام والعمل التطوعي".
وأوصى المتحاورون بتطوير محتوى وطني قائم على السرديات التاريخية الأصيلة والوثائق الوطنية ودمج التعلم الخدمي الوطني في المنهج إضافة إلى تنمية مهارات التفكير النقدي لفهم التحديات الرقمية وتعزيز التدريب المهني للمعلمين في تعليم الهوية وبناء شراكات مجتمعية لدعم مشاريع الهوية الوطنية.(النهاية) م ع ر / خ د ع