موسكو 11 - 11 (كونا) -- عبرت روسيا اليوم الثلاثاء عن استيائها من تصريحات الولايات المتحدة التي ربطت التجارب النووية بأهداف "جيوسياسية" مؤكدة أن هذا النهج يمثل خروجا خطيرا عن مبدأ عدم جواز الحرب النووية مشددة على تمسكها بتفاهمات قمة ألاسكا بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب واستعدادها للمضي نحو عقد القمة الروسية – الأمريكية المرتقبة في بودابست.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية إن "روسيا لم تعلن في أي وقت نيتها إجراء تجارب نووية وهي مستعدة لمناقشة الشكوك الأمريكية بهذا الشأن" موضحا أن "الرئيس بوتين وجه بعدم الاستعداد لأي تجارب بل بإجراء تحليل شامل للوضع والتوصل إلى توافق بشأن ضرورة النظر في إمكانية استئنافها مستقبلا".
وأضاف أن "الولايات المتحدة تبتعد بشكل كبير عن مفهوم عدم جواز الحرب النووية إذا كانت تعتزم استخدام عامل السلاح النووي من أجل الهيمنة" مشيرا إلى أن المرشح لمنصب مساعد وزير الحرب الأمريكي "أكد صراحة أنه يسعى لتحقيق أهدافه من خلال التهديد باستخدام الأسلحة النووية" وهو ما اعتبره لافروف دليلا على "تحول خطير في العقيدة العسكرية الأمريكية".
وفي سياق متصل أعلن لافروف أن موسكو تقترح على واشنطن تمديد القيود المنصوص عليها في معاهدة ستارت الجديدة لمدة عام "من أجل تهدئة الأجواء وإجراء تقييم واقعي للأوضاع بعيدا عن الرؤية الأوكرانية" مؤكدا أن "كل ما يلزم لذلك هو موافقة الولايات المتحدة ولا حاجة لمزيد من المشاورات".
وأشار الوزير الروسي إلى أن موسكو "لم تتلق أي توضيحات من واشنطن بشأن تصريحات ترامب حول التجارب النووية" معتبرا أن التقارير التي نشرتها صحيفة (فاينانشال تايمز) حول أسباب إلغاء القمة الروسية – الأمريكية "تتضمن أكاذيب وتشويها لتسلسل الأحداث" موضحا أن بلاده "كانت قد وجهت للولايات المتحدة مذكرة غير رسمية قبل محادثة بوتين وترامب لتذكيرها بالتفاهمات التي أُقرت في قمة ألاسكا".
وأكد أن روسيا ما زالت تنتظر من واشنطن مبادرة لتحديد مكان وزمان اللقاء التحضيري للقمة في بودابست مشيرا إلى أن "الخطوة التالية بعد محادثاته مع السيناتور روبيو ستكون عقد اجتماع بين ممثلي وزارتي الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات في البلدين للمضي قدما نحو تفاهمات ألاسكا".
وانتقد لافروف ما أسماه "الحملة الإعلامية التي تقودها لندن ضد روسيا" متسائلا "كيف ستبرئ بريطانيا ساحتها بعد الكشف عن دور استخباراتها في محاولة اختطاف مقاتلة (ميغ-31) من الأراضي الروسية" مشيرا إلى أن "الإجراءات الأمريكية تجاه فنزويلا بذريعة مكافحة تهريب المخدرات غير مقبولة وتمثل تدخلا في الشؤون الداخلية للدول".
كان جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) قد أعلن في بيان في وقت سابق اليوم أنه أحبط "محاولة أجنبية لتجنيد أحد طياري القوات الجوية الروسية بهدف اختطاف مقاتلة من طراز (ميغ-31) ونقلها إلى خارج البلاد" موضحا أن العملية "جاءت بإشراف استخباراتي بريطاني وبتمويل أوروبي" مشيرا إلى أن "السلطات الروسية فتحت تحقيقا في الحادث الذي وصفته موسكو بأنه عمل عدواني ضد أمن الدولة".(النهاية) د ا ن / ه س ص