كوالالمبور - 9 - 11 (كونا) -- أعلنت السلطات الماليزية اليوم الأحد عن فقدان مئات الأشخاص بعد غرق قارب كان يقل مهاجرين من ميانمار بالقرب من الحدود بين ماليزيا وتايلاند في حادث مأساوي أسفر عن إنقاذ سبعة ناجين وانتشال جثة واحدة.
وقال قائد شرطة ولاية (قدح) الحدودية في ماليزيا عذلي أبو شاه في تصريح صحفي إنه وجه وحدات الإنفاذ بتكثيف الدوريات في مياه جزيرة (لنكاوي) والمناطق الحدودية خصوصا في منطقة (تلوك إوا) للبحث عن ناجين محتملين قد يكونون ما زالوا عالقين في البحر أو جرفتهم الأمواج إلى الشاطئ.
وأوضح أبو شاه أن الحادثة بدأت عندما رصدت سفينة تجارية ثلاثة أشخاص من عرقية الروهينغيا يطفون على سطح البحر وتم إنقاذهم وتسليمهم إلى الشرطة مشيرا إلى أن الناجين أفادوا بأنهم استقلوا سفينة رئيسية من ميانمار تقل نحو 300 شخص ظلت في البحر قرابة شهر قبل أن تغرق قبل أربعة أيام أثناء اقترابها من المياه الماليزية.
وأضاف أن الشرطة فعلت بالتعاون مع هيئة الإنفاذ البحري الماليزية والبحرية الملكية الماليزية وشرطة البحرية عملية بحث وإنقاذ موسعة تمكنت خلالها من العثور على ثلاثة ناجين آخرين من بينهم رجل بنغلاديشي وجثة امرأة من الروهينغيا.
وأشار إلى أن البنغلاديشي يشتبه في أنه أحد المتورطين في تنظيم الرحلة أو قيادة القارب مبينا أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد دوره ومسؤولية الشبكات المتورطة في الحادث.
وأفاد بأن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط شبكات تهريب بشر تتقاضى مبالغ باهظة عن كل شخص مقابل تهريبهم إلى ماليزيا لافتا إلى أن "بعض الناجين باعوا ممتلكاتهم ومواشيهم لتسديد تلك المبالغ".
وأوضح أن بعض الإفادات أشارت إلى تقسيم المهاجرين إلى ثلاثة قوارب أصغر أثناء الرحلة لتفادي رصدهم من قبل السلطات وأن أحد هذه القوارب انقلب بالقرب من الحدود البحرية فيما لا يزال مصير القاربين الآخرين مجهولا.
وأكد أن جميع الناجين احتجزوا للتحقيق بموجب المادة (6/1/ج) من قانون الهجرة لعام 1959/1963 لعدم امتلاكهم وثائق سفر صالحة وأن جثة المرأة نقلت إلى مستشفى في جزيرة (لنكاوي) لإجراء التشريح.
وتعد هذه الحادثة من أكبر حوادث الهجرة غير النظامية في شمال ماليزيا خلال العام الجاري وتعكس استمرار محاولات فرار أفراد أقلية الروهينغيا المسلمة من ميانمار حيث يواجهون انتهاكات ممنهجة فيما تعد ماليزيا وجهة رئيسية لهم نظرا لوجود جاليات كبيرة من اللاجئين وتوفر فرص العمل. (النهاية) ع ا ب / م م ج