واشنطن - 30 - 10 (كونا) -- اتجه إعصار ميليسا - الذي ضرب عددا من دول البحر الكاريبي أخيرا وخلف أكثر من 28 قتيلا في جامايكا والدومينيكان وهاييتي - اليوم الخميس نحو إقليم برمودا، الأرخبيل الواقع بشمال الأطلسي، بعدما انخفض تصنيف الإعصار إلى عاصفة من الدرجة الثانية.
وتوقع المركز الامريكي الوطني للأعاصير أن الساحل الشرقي للولايات المتحدة قد يشهد غدا الجمعة أمواجا "مهددة للحياة" بسبب العاصفة.
وقال إن أمواج المحيط الناتجة عن العاصفة "من المرجح أن تصل إلى ساحل شمال شرق الولايات المتحدة وكندا الأطلسية يوم الجمعة وتستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع (السبت والاحد). ومن المرجح أن تتسبب هذه الأمواج في أمواج وتيارات عاتية تهدد الحياة".
واستعدادا لمرور العاصفة في برمودا أصدرت السلطات تحذيرات الأعاصير للسكان وسط تنبيهات من خبراء الأرصاد الجوية ل"ضرورة الإسراع في استكمال الاستعدادات" قبل وصول رياح العاصفة الاستوائية إلى الارخبيل الواقع في شمال المحيط الاطلسي.
وصرح وزير الأمن القومي في اقليم برمودا التابع لبريطانيا مايكل ويكس في بيان له بأن الاقليم سيغلق جسره مساء اليوم وستغلق جميع المدارس والعبارات غدا "من باب الحيطة والحذر".
ودعا السكان إلى "توخي الحذر بينما نواجه تهديدا طبيعيا آخر لأسلوب حياتنا".
واجتاح ميليسا منطقة البحر الكاريبي كواحدة من أقوى العواصف في التاريخ ووصل إلى جامايكا اول امس الثلاثاء كإعصار مميت من الفئة الخامسة ثم بدأ تصنيفه بالانخفاض الى عاصفة من الدرجة الثانية خلال توجهه الى كوبا ليضعف مجددا اليوم أثناء مروره عبر جزر البهاما وتوجهه نحو برمودا.
وعلى الرغم من أن ميليسا لم تضرب هايتي الدولة الأكثر كثافة سكانية في منطقة البحر الكاريبي بشكل مباشر إلا أن العاصفة ادت لسقوط الأمطار فيها لأيام وهو ما نجم عنه وفقا للسلطات المحلية مقتل 24 شخصا لقوا حتفهم وهو ما يعزى الى حد كبير إلى الفيضانات.
وبينما لم تبلغ السلطات عن أي وفيات في كوبا حتى اليوم غير انها افادت بأن الجزيرة تعرضت لأضرار جسيمة. ووفقا لمنسق الامم المتحدة المقيم في كوبا فرانسيسكو بيتشون فإن أكثر من 200 مجتمع باتوا معزولين تماما بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية وهو ما يعني ان المعلومات حول الخسائر المحتملة ستتوفر مع وصول المستجيبين إلى تلك المجتمعات.
وقبل وصول العاصفة إلى كوبا أفادت السلطات المختصة بأن العاصفة بوفاة ثلاثة أشخاص في جامايكا وشخص واحد في جمهورية الدومينيكان.
ومن جانبه أصدر وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو بيانا بشأن الدمار الذي خلفه إعصار ميليسا في شرق كوبا قال فيه ان إدارة الرئيس دونالد ترامب "تقف إلى جانب الشعب الكوبي الشجاع الذي يواصل كفاحه لتلبية احتياجاته الأساسية".
وعلى غرار بياناتها الصادرة في اليومين الماضيين بشأن المجتمعات المتضررة من ميليسا أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية إعلانا بشأن استعدادها "لتقديم مساعدة إنسانية فورية بشكل مباشر وعبر شركاء محليين قادرين على إيصالها إلى المحتاجين على نحو أكثر فعالية".
وبالرغم من أن الولايات المتحدة تفرض حظرا اقتصاديا على كوبا إلا أن هناك استثناءات وتصاريح للتبرعات الخاصة من الغذاء والدواء وغيرها من الإمدادات الإنسانية. (النهاية) ر س ر / ه س ص