واشنطن - 14 - 10 (كونا) -- أعرب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول اليوم الثلاثاء عن مخاوفه من مخاطر انكماش سوق العمل على الاقتصاد بالولايات المتحدة وإخلاله بالتوازن بين التوظيف والتضخم؛ في إشارة قوية إلى توجه البنك المركزي الأمريكي إلى المزيد من خفض أسعار الفائدة الفيدرالية هذا العام.
وخلال كلمة ألقاها بمؤتمر الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال في ولاية فيلادلفيا قال رئيس الفيدرالي الأمريكي "ظل معدل البطالة منخفضا حتى أغسطس تباطأت مكاسب الرواتب بشكل حاد" وهو ما عزاه جزئيا إلى "انخفاض نمو القوى العاملة نتيجة انخفاض معدلات الهجرة والمشاركة في سوق العمل".
وتابع باول "في سوق العمل الأقل ديناميكية يبدو أن المخاطر السلبية على التوظيف قد ارتفعت" مشيرا إلى أن المركزي الأمريكي "كان قد استجاب للوضع في سبتمبر بخفض ربع نقطة مئوية على سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية".
وتتوقع الأسواق بشدة خفضين آخرين هذا العام وسط تأييد العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي هذا الرأي مؤخرا ومع ذلك قال بأول "لا يوجد مسار خال من المخاطر للسياسة النقدية في ظل التوتر بين أهدافنا المتعلقة بالتوظيف والتضخم".
وأشار باول إلى أنه بناء البيانات المتاحة فإن "من الإنصاف القول إن توقعات التوظيف والتضخم لا يبدو أنها تغيرت كثيرا منذ اجتماعنا في سبتمبر قبل أربعة أسابيع".
ونبه إلى أنه قبل الإغلاق الحالي فإن النمو الاقتصادي "قد يكون على مسار أكثر ثباتا من المتوقع" لكنه نوه بأن ارتفاع أسعار السلع الحالي يعود أغلبه إلى "التعريفات الجمركية" لا إلى "ضغوط التضخم".
وتسود الأسواق الأمريكية توقعات واسعة بخفض أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية خلال اجتماع الفيدرالي المقرر يومي 82 - 29 أكتوبر الجاري بعدما كان قد خفضها بنسبة مماثلة في اجتماع 17 سبتمبر الماضي (الأولى في رئاسة ترامب الثانية) ليبقي عليها في نطاق بين 4 و25ر4 بالمئة في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تراجعا لسوق العمل وتباطؤا في النمو.
من جانب آخر أكد باول أن الاحتياطي الفيدرالي الاحتياطي الفيدرالي يقترب من انهاء برنامج "التشديد الكمي" الذي يهدف إلى تقليص حيازته من السندات وتحدث عن مؤشرات على اقتراب الفيدرالي من هدفه في توفير احتياطيات وفيرة للبنوك.
وأشار باول إلى أن الخطة هي وقف استنزاف الميزانية العامة عندما تكون الاحتياطيات أعلى بقليل من المستوى الذي نراه متوافقا مع شروط الاحتياطيات الوفيرة.
وأضاف "قد نقترب من هذه النقطة في الأشهر المقبلة ونحن نراقب عن كثب مجموعة واسعة من المؤشرات لاتخاذ هذا القرار".
تجدر الإشارة إلى أنه عندما تشتد الظروف المالية يسعى الفيدرالي الأمريكي إلى تأمين احتياطيات وفيرة تمكن البنوك من الوصول إلى السيولة والحفاظ على استمرارية الاقتصاد وهي خطوة تخفض من حدة الركود وتمنع تدفق رؤوس الأموال بشكل مفرط في النظام المالي. (النهاية) ر س ر / م ع ح ع / ه س ص