التاريخ : 14/10/2025
من عبدالله بوقس
كوالا كانغسار (ماليزيا) 14 - 10 (كونا) -- انطلقت اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر الدولي الثاني لتعليم اللغة العربية وآدابها في جامعة (السلطان أزلن شاه) الماليزية والتي تستمر على أمد يومين بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من دول جنوب شرق آسيا والعالم تحت شعار (آفاق تعليم اللغة العربية وآدابها في جنوب شرق آسيا: تجارب محلية ونماذج ملهمة).
وقال مفتي ولاية (فيرق) الماليزية وان زهيدي وان تيه في كلمته الرئيسية إن "اللغة العربية ليست لغة وافدة على هذه المنطقة بل دخلت إلى جنوب وجنوب شرق آسيا منذ القرون الأولى لظهور الإسلام فكانت وسيلة فعالة للدعوة وجسرا لنقل العلوم والمعارف وأداة للتواصل بين العلماء والطلاب في مختلف أقاليم العالم الإسلامي".
وأضاف وان تيه "منذ ذلك الحين توطدت علاقة المجتمعات المسلمة التي تقدر بالملايين بهذه اللغة حتى أصبحت جزءا أصيلا من نسيجها الثقافي والديني والحضاري وتؤدي دورا محوريا في صياغة الهوية الجامعة وفي ترسيخ الروابط الروحية والمعرفية عبر العصور".
وأشار الى أن الحكومة الماليزية وبتوجيه من سلاطين البلاد والمجالس الإسلامية في مختلف الولايات تولي اهتماما خاصا بتعليم اللغة العربية لتعزيز الهوية الإسلامية والوطنية عبر دعم المدارس الدينية والمعاهد العربية والجامعات التي تدرس العربية وتشجيع البرامج البحثية والمشروعات الأكاديمية الرامية إلى تطوير مناهج تعليمها وتوسيع آفاق انتشارها.
بدوره أوضح مدير جامعة (السلطان أزلن شاه) الأستاذ الدكتور وان صبري وان يوسف في كلمته الافتتاحية أن تنظيم هذا المؤتمر يعكس طبيعة التعددية اللغوية والثقافية التي تتميز بها منظومة التعليم الماليزي ويؤكد حرص الجامعات الماليزية على ترسيخ اللغة العربية ضمن هذه المنظومة التعليمية بما يتجاوز الإطار الديني إلى فضاء ثقافي وحضاري ومعرفي أوسع.
وأضاف وان يوسف أن "عراقة تعليم اللغة العربية في المنطقة لم تترجم بعد إلى مخرجات نوعية متميزة نظرا لتشتت الجهود وضعف التنسيق المؤسسي والحاجة إلى تطوير المعلمين والمناهج وفق معايير حديثة مما يتطلب تضافرا بين الجهات التعليمية والبحثية لوضع رؤية أكثر فاعلية للمرحلة المقبلة".
من جانبه قال مدير المؤتمر ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة (السلطان أزلن شاه) فواز إيباو في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن رئاسة ماليزيا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) هذا العام تعكس مكانة البلاد المتقدمة في تعزيز الحوار الحضاري والثقافي ودعم اللغة العربية بوصفها جسرا للتواصل بين شعوب المنطقة.
وأشار إيباو إلى أن اختيار شعار المؤتمر يعبر عن التقدير العميق للتجارب الآسيوية في تعليم اللغة العربية واستشراف آفاق جديدة للتطوير والتعاون الإقليمي بما يسهم في ترسيخ حضور هذه اللغة في البيئة الأكاديمية والتعليمية في جنوب شرق آسيا.
وينظم المؤتمر جامعة (السلطان أزلن شاه) بالتعاون مع (الجامعة الإسلامية العالمية) وجامعة (كيلانتان) الماليزية وجامعة الأمير (سونغكلا) التايلندية وبرعاية شرفية من (مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها) في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ورعاية رسمية من الندوة العالمية للشباب الإسلامي (وامي).(النهاية)
ع ا ب / م ع ك