الكويت - 9 - 10 (كونا) -- نظم معهد (سعود الناصر الصباح) الدبلوماسي الكويتي اليوم الخميس محاضرة بعنوان (الدبلوماسية التقنية: كيف تعيد التقنية الرقمية تعريف العلاقات الدولية) قدمتها الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى بحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي ونائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح وعدد من المسؤولين والخبراء في قطاع التقنية.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي في كلمة له قبيل المحاضرة إن المجلس ومنظمة التعاون الرقمي يعملان جنبا إلى جنب منذ توقيع مذكرة التفاهم بينهما في عام 2020 إذ تم وضع خارطة طريق للتعاون وتطوير أطر عمل وأجندات مشتركة في قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات.
ولفت إلى مواءمة السياسات وتبادل أفضل الممارسات فضلا عن إجراء مشاورات تقنية وقانونية لتعزيز بيئة تشريعية تدعم الابتكار والتحول الرقمي في دول المجلس.
ونوه بدور الأمين العام لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى في دفع قطاعي التقنية والرقمنة في المملكة العربية السعودية نحو آفاق متميزة مضيفا أنها "قدمت نموذجا ملهما للمرأة القيادية في مجال التقنية".
وأفاد بأن المجلس استضاف في ديسمبر 2024 فعالية بعنوان (الاتصال الدبلوماسي بين مجلس التعاون ومنظمة التعاون الرقمي) بمشاركة وزراء وكبار المسؤولين من دول المجلس والدول الأعضاء في المنظمة إضافة إلى أكثر من 120 شخصية من رواد الاقتصاد الرقمي العالمي إذ شكلت الفعالية منصة رفيعة المستوى لتبادل الرؤى حول مستقبل التعاون الرقمي الدولي.
ولفت البديوي إلى تنظيم تسع موائد مستديرة خلال عامي 2023 و2024 ضمن مبادرة (تسريع الفضاء الرقمي) بالتعاون بين مجلس التعاون والمنظمة جمعت أكثر من 100 خبير وصانع قرار لمناقشة التحديات الرقمية واقتراح حلول مستدامة للاقتصاد الرقمي. وأكد أن النتائج وثقت في تقرير المشهد الرقمي الصادر عن المنظمة والتعاون مستمر لتعزيز تبادل المعرفة وبناء القدرات والمبادرات الرقمية في دول المجلس.
من جهتها أكدت اليحيى في كلمة بالمحاضرة أهمية التقنية الرقمية كقوة دافعة للانتاجية والكفاءة مشيرة إلى أن التقدم التكنولوجي السريع أتاح فرصا كبيرة لكنه طرح تحديات جديدة تتعلق بالبيانات والسيادة الرقمية والأمن السيبراني.
وأضافت أن الهدف الأساسي من التقنية الرقمية هو تقديم حلول تعود بالنفع على الأفراد والمجتمع عبر سياسات تركز على الإنسان والمصلحة العامة موضحة أن التطورات التكنولوجية المتلاحقة خلقت مشهدا عالميا جديدا يستدعي من الحكومات والمنظمات فهم سريع للتحولات وموازنتها مع المصلحة الوطنية وحماية السيادة.
وأوضحت أن مفهوم الاعتماد التقني أصبح جزءا أساسيا من إدارة الدول للبنى التحتية الرقمية والخدمات التقنية مشددة على ضرورة سد الفجوة بين الأفراد والمؤسسات والقطاع الخاص لتوظيف التقنية بما يخدم السيادة الوطنية والمجتمع مع التأكيد على أهمية الديمقراطية الرقمية والخصوصية والأمن السيبراني والسيادة الرقمية.
وأضافت أن التقنية أصبحت اليوم أحد أبرز محركات الإنتاجية والتأثير في العالم وأن تسارع تطورها فرض على الدول ضرورة امتلاك أدواتها الرقمية وتطوير كفاءاتها البشرية الوطنية لتواكب التغيرات وتستثمرها في تعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي.
وأشارت اليحيى إلى أن من يمتلك البيانات يمتلك القرار موضحة أن الشركات التقنية الكبرى باتت تتحكم في مسارات الاقتصاد العالمي وتملك من النفوذ ما يعادل بعض الدول الأمر الذي يحتم على الحكومات بناء سياسات رقمية مستقلة تحفظ السيادة وتعزز التوازن في العلاقات التقنية الدولية.
وبينت أن منظمة التعاون الرقمي تعمل من خلال مبادراتها المتعددة على تمكين الدول الأعضاء من تطوير تشريعات رقمية تتماشى مع احتياجاتها الوطنية كما تركز على إشراك الخبراء التقنيين في المحافل الدبلوماسية لردم الفجوة بين التقنية والسياسة وصنع قرارات قائمة على المعرفة والفهم العميق للتقنيات الحديثة.
ولفتت إلى أهمية دور الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني في تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز القدرات الوطنية داعية إلى دعم المحتوى المحلي وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال في مجال التقنية مع التركيز على الاكتفاء الذاتي الرقمي ورفع القدرة التنافسية للدول.
وأشارت اليحيى إلى دور منظمة التعاون الرقمي في جمع الدول ذات التفكير المماثل لتبادل أفضل الممارسات الرقمية وتمكين الابتكار المحلي وإنشاء سياسات وتنظيمات تناسب الدول الأعضاء بما يدعم التعاون بين الحكومات والشركات والمبتكرين ويعزز القدرات الرقمية لأكثر من 800 مليون نسمة في 16 دولة عضو وأكثر من 55 مراقبا.
وأفادت بأن الشباب يمثلون حجر الزاوية في مستقبل الاقتصاد الرقمي داعية إلى تعزيز مهاراتهم التقنية ومشاركتهم في تطوير المحتوى المحلي والابتكار واستغلال الفرص الرقمية لتعزيز الاقتصاد الوطني والمصلحة العامة ومواءمة هذه الجهود مع التطورات العالمية والتحديات التقنية الجديدة. (النهاية) خ م ج / خ د ع