الكويت - 7 - 10 (كونا) -— نظم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت اليوم الثلاثاء محاضرة علمية بعنوان (المكتشفات الأثرية الحديثة في الكويت) وذلك في مدينة (صباح السالم) الجامعية.
وقال أستاذ علم الآثار المساعد في جامعة الكويت الدكتور حسن أشكناني خلال المحاضرة إنه تم التنقيب عن مواقع أثرية جديدة في منطقة (كاظمة) و(الصبية) وجزيرة (فيلكا) من قبل الفريق الكويتي - الدنماركي (متحف موسغارد) خلال العام 2024 مشيرا إلى أن فريق التنقيب الأثري عثر على معبد من العصر البرونزي شبه كامل يعود لحضارة (دلمون).
وبين أشكناني أن هذا الاكتشاف يضيف حقائق جديدة حول استيطان الانسان على أرض جزيرة (فيلكا) قبل 4 الاف سنة ويعطي أهمية إضافية لجزيرة (فيلكا) ودورها الثقافي والتجاري والاجتماعي في منطقة الخليج العربي قديما.
وأضاف أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يدعم البعثات الاثرية للتنقيب والترميم وكذلك الأبحاث العلمية لفرق التنقيب في مواقع مختلفة على أرض البلاد.
وأكد أنه تم اكتشاف فناء وورشة صناعة الخرز في (الصبية) شمال البلاد يعود الى ثقافة العبيد من 7700 سنة موضحا أن هناك فريق تنقيب بولندي يعمل في موقع (بحرة 1) في منطقة الصبية وهو مستوطنة ما قبل التاريخ تقع في (الصبية).
وذكر أن تاريخ (بحرة 1) يعود إلى 5700 قبل الميلاد وهي تعرف بأنها أقدم مستوطنة بشرية في الكويت من فترة ( ثقافة العبيد) مضيفا أن (بحرة 1) كانت نقطة محورية للبحث الأثري منذ عام 2009.
وأفاد بأن الفريق الكويتي البولندي اكتشف فناء أو ورشة لصناعة الحلي والزينة المصنوعة من الأصداف حيث عثر على العديد منها أمام مساكن ثقافة العبيد التي تم التنقيب عنها في مواسم مختلفة بالإضافة الى العديد من الفخاريات التي تتجاوز ال7000 سنة وكذلك رأس صغير لآدمي مصنوع من الطين وهو يعتبر الاول من نوعه في منطقة الخليج العربي.
وقال أشكناني إن اكتشاف الرأس الادمي الذي يعود من 7500 إلى 7700 سنة يعد من أهم الاكتشافات الأكثر إثارة للاعجاب في موسم 2024 من التنقيب الأثري.
وأشاد بجهود البعثات العالمية للتنقيب عن الآثار في المواقع الاثرية بجزيرة (فيلكا) مثل البعثة الإيطالية في موقع القرينية والبعثتين الفرنسية والإيطالية في موقع (القصور) الذي يعود إلى القرنين الثامن والتاسع الميلاديين إلى جانب الفريق الفرنسي الذي سيعمل على ترميمات لموقع القلعة الهلنستية (تل سعيد) في جزيرة (فيلكا) وهو أول مذكرة تفاهم مع فريق مختص للترميمات وحماية البقايا الأثرية المكتشفة في السنوات السابقة.
وأشار إلى أن من أبرز الأنشطة الأثرية استضافة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون مع معهد الكويت للابحاث العلمية وجامعة الكويت لاستخدام تقنيات مختبرية متطورة لدراسة آثار الكويت وكذلك عمل ورشة ضخمة لاعضاء لجنة التراث العالمي للعمل على وضع معايير تتناسب مع قيم منظمة (اليونيسكو) لحماية وتطوير المواقع الأثرية في جزيرة (فيلكا).
وأكد أشكناني أن إبراز هوية الكويت الثقافية والتراثية من الاهداف السامية وذلك من خلال دعوة بعثات أثرية متخصصة والتعاون مع مختبرات علمية عالمية وهو ما نص عليه مرسوم قانون الآثار الكويتي الصادر عام 1960 وهو عمل ضمن استراتيجية تكاملية بدأت مع وصول البعثة الدنماركية لدولة الكويت وهي أول بعثة أثرية في عام 1958.
وكشف أن عمليات التنقيب مع الفرق العالمية المختلفة لا زالت مستمرة في عدد من المناطق في دولة الكويت وتهدف إلى صناعة هوية الكويت الثقافية والتاريخية والتراثية بما يتوافق مع روية دولة الكويت 2035 لوضع البلاد في مكانة مرموقة على الخارطة العالمية.(النهاية) ا س ع / أ م ح