موسكو - 2 - 10 (كونا)-- قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس إن العالم يشهد "تحولات جذرية" في العلاقات الدولية مؤكدا أن التعددية القطبية تمثل السبيل لضمان التوازن والاستقرار العالمي.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (ريانوفستي) عن بوتين تأكيده خلال كلمته في منتدى "فالداي" الدولي للحوار أن وقت الإملاءات قد انتهى وأن أي قرار أحادي لا يراعي مصالح الجميع "غير قابل للتطبيق" مشيرا إلى أن طموحات الغرب للهيمنة ستبوء بالفشل.
وأشار إلى أن "روسيا منفتحة على التعاون مع الدول الغربية لكنها تواجه رفضا مستمرا للتخلي عن سياسة الهيمنة والإملاءات" موضحا أن "محاولات الغرب فرض السيطرة قد فشلت وأن موسكو أظهرت فعالية ومرونة كبيرة في مواجهة العقوبات التي وصفها بأنها غير مسبوقة".
وأضاف أن روسيا كانت مستعدة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في عامي 1954 و2000 لكن الطلب قوبل بالرفض من بعض الدول الغربية مؤكدا أن "التعددية القطبية هي نتيجة مباشرة لمحاولات الغرب للحفاظ على هيمنته في العالم".
وأكد بوتين أن المنظومة الدولية بحاجة إلى روسيا كميزان قوى وأن التوازن العالمي لا يمكن تحقيقه دون مشاركتها مشددا على أن "موسكو لا تعتزم الاعتداء على دول الناتو وأن الترويج لذلك محض هراء وغير معقول".
وحذر من استفزاز روسيا مؤكدا أن "نتائج ذلك لن تكون جيدة للدول الأوروبية وأن رد موسكو على أي تهديدات سيكون ساحقا ولا يمكن هزيمتها استراتيجيا".
وتطرق بوتين إلى الوضع في منطقة الشرق الأوسط مشيرا إلى أن الغرب لم يتمكن من تقديم حل فعال للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مضيفا أن أي تسوية لهذا الصراع لا يمكن أن تتم وفقا لـ"وصفات" الدبلوماسية الغربية مشيرا إلى أن مبادرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السلام قد تكون "نورا في نهاية النفق".
واعتبر أن "أوروبا ابتكرت فكرة أن روسيا عدو منذ قرون وأن النخبة الحاكمة الأوروبية تواصل هستيريا الاعتقاد بأن الحرب مع روسيا وشيكة" مضيفا أن "موسكو تراقب عن كثب العسكرة المتزايدة في أوروبا".
وأشار إلى أن "أي تصريحات حول أن روسيا قد تهاجم حلف شمال الأطلسي هي هراء" مؤكدا أن "روسيا ترد بسرعة على أي تهديدات لسيادتها وتدافع باستمرار عن مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة وأن أمن أي دولة لا يمكن أن يكون على حساب دولة أخرى" محذرا في الوقت نفسه من أن "موسكو لن تبدي ضعفا أو ترددا أبدا في مواجهة أي استفزاز".
وأكد أن "المأساة الأوكرانية مؤلمة للأوكرانيين والروس" مؤكدا أن "مسؤولية استمرار الصراع في أوكرانيا تقع على عاتق أوروبا".
ويعقد منتدى "فالداي" الدولي للحوار في دورته 22 لعام 2025 في مدينة (سوتشي) الروسية خلال الفترة من 29 سبتمبر إلى 2 أكتوبر تحت شعار "العالم متعدد الأقطاب: تعليمات للاستخدام".
ويهدف المنتدى إلى مناقشة التحولات الجذرية في النظام الدولي مع التركيز على التعددية القطبية كوسيلة لضمان التوازن والاستقرار العالمي. (النهاية) دان / م م ج