الدوحة 30 - 9 (كونا) - انطلقت اليوم الثلاثاء القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية تحت شعار "النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية" في الدوحة بمشاركة وزراء الصحة وخبراء ومختصين ومنظمات دولية من مختلف دول العالم.
وأعرب وزير الصحة العامة القطري منصور آل محمود في كلمة له عن ثقته بأن هذه القمة التي تعقد لأول مرة في الشرق الأوسط ستسهم في تعزيز المسيرة المشتركة كما تمثل نقلة نوعية وامتدادا لما حققته القمم السابقة من إنجازات وتعزيزا للتعاون الدولي وإقامة الشراكات الفعالة إضافة إلى تأكيد الحاجة الملحة لزيادة الاستثمار في الصحة النفسية.
وقال إن العالم المعاصر تتزايد فيه الاضطرابات النفسية نتيجة لعوامل عدة إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية وحالات الطوارئ الإنسانية وآثار الصراعات الممتدة مشيرا إلى أن مع هذه التحديات تتأكد الحاجة إلى خدمات فعالة للصحة النفسية تكون متاحة للجميع انطلاقا من الايمان بأن الصحة النفسية حق اساسي من حقوق الانسان.
وأوضح أن قطر تولي اهتماما بالصحة العامة ورفاهية السكان وأنه في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 تعمل الوزارة على ضمان الصحة البدنية والنفسية على حد سواء من خلال استراتيجيات وطنية متخصصة تهدف الى العافية النفسية عبر نظام متكامل يضمن حصول الجميع على الرعاية المناسبة في الوقت والمكان المناسبين.
وأكد حرص قطر على التعاون مع الشركاء الدوليين لمنع الازمات ومعالجتها والتخفيف من آثارها إضافة إلى دعم السياسات التنموية الطويلة المدى التي تركز على الفئات الأكثر الحاجة مشددا على ضرورة منح الصحة النفسية اهتماما دوليا أكبر لاسيما مع التحديات والأزمات الإنسانية غير المسبوقة.
وأوضح أن هذه القمة تتناول قضايا جوهرية من أبرزها الاستثمار في الصحة النفسية والابتكار والحلول الرقمية والإنصاف والشمولية والتعاون وتبادل المعرفة إضافة إلى تعزيز إدماج الصحة النفسية في التنمية المستدامة والتغطية الصحية الشاملة والاستراتيجيات الوطنية مع الاعتراف بدورها المحوري في النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي والأمن العالمي.
ولفت إلى سعي هذه القمة لأخذ خطوات عملية تشارك فيها الحكومات والمجتمعات بالاستفادة من خطة منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية 2013- 2030.
ومن جهته قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرسيوس عبر كلمة مسجلة إن القضايا التي ستناقشها هذه القمة تعكس التحديات الاساسية التي تواجه الرعاية النفسية في العالم منها استثمار التكنولوجيا الرقمية والوقاية من آثارها السلبية وتمويل توسيع نطاق التدخلات الفعالة في مجال الصحة النفسية لاسيما في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية.
وأشار إلى مناقشة هذه القضايا في اجتماع رفيع المستوى الأسبوع الماضي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة معربا عن سعادته بالتزام الاجتماع بتعزيز خدمات الصحة النفسية بحلول عام 2030 واتخاذ تدابير في حماية الصحة النفسية للشباب.
وأضاف غيبرسيوس أن هذه القمة تمثل منصة مهمة لتحقيق هذه الأهداف من خلال تبني حلول عملية وتحديد أولويات الاستثمار وتعزيز التعاون الدولي موضحا أنه لا صحة بدون سلامة نفسية.
ومن جهتها أكدت نائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد في كلمة مسجلة أنه لا صحة من دون صحة نفسية موضحة بأن الملايين يعيشون مع أمراض نفسية دون علاج أو دعم.
وأشار إلى أهمية جعل الصحة النفسية ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الشاملة خاصة أن الصحة النفسية حق من حقوق الانسان مؤكدة الحاجة إلى تحرك قوي لتحسين الصحة النفسية للجميع. وتهدف القمة الوزارية التي تستمر يومين إلى معالجة الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان تماشيا مع قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الصحة النفسية وحقوق الإنسان واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وحضر من دولة الكويت وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور المنذر الحساوي. (النهاية) س س س / ط م ا