نيويورك - 15 - 9 (كونا) -- حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ اليوم الاثنين من أن دورة العنف الحالية في اليمن تبعد البلاد أكثر فأكثر عن عملية السلام التي من شأنها أن تحقق سلاما مستداما وطويل الأمد ونموا اقتصاديا.
جاء ذلك في إحاطة قدمها غروندبرغ أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن حيث استمع المجلس كذلك إلى كلمة ألقاها منسق الأمم المتحدة للاغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر.
وقال غروندبرغ إن اليمن يعد "مرآة ومكبرا في آن واحد لتقلبات المنطقة" منبها إلى أنه إذا ترك الصراع من دون معالجة فسيعمق التوتر إلى ما هو أبعد من البلاد.
وأكد أن الصراع اليمني الذي لم يتم حله "خط صدع يرسل هزات ارتدادية عبر حدوده ويضخم التنافسات الإقليمية القائمة" مضيفا أن عدم الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط لا يزال يرتد إلى اليمن ويؤجج انقساماته ويؤخر تحقيق السلام المستدام.
وسلط المبعوث الخاص الضوء على عملية السلام في اليمن التي "ستظل هشة من دون معالجة مصادر عدم الاستقرار في المنطقة" مشيرا إلى استمرار "التصعيد المقلق والخطر" للأعمال العدائية بين الحوثيين والاحتلال الاسرائيلي.
ورأى غروندبرغ أن الموجة الأخيرة من الاعتقالات التعسفية التي طالت 22 من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة "تصعيد صارخ من أنصار الله ضد الأمم المتحدة" مشددا على أن اعتقالهم "غير المقبول" واقتحام المقرات الأممية والاستيلاء على ممتلكاتها يهدد قدرة المنظمة على دفع جهود السلام وتقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني داعيا إلى التحرك بشأن هذه "القضية المؤلمة" وهو تحرك طال انتظاره.
وأضاف المسؤول الأممي أنه "بينما يستمر الاستقرار النسبي فإن النشاط العسكري الأخير في مناطق مثل الضالع ومأرب وتعز ينذر بأن سوء التقدير من أي من الطرفين قد يؤدي إلى عودة الصراع الشامل" محذرا من أن عواقب الحرب ستكون وخيمة على اليمن والمنطقة ككل.
وحول الوضع الاقتصادي أكد غروندبرغ أنه لا يمكن تحقيق كامل إمكانات اليمن الاقتصادية إلا من خلال التعاون ونزع الطابع السياسي عن المؤسسات الوطنية وتبني رؤية وطنية شاملة.
وختم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إحاطته بالتشديد على أن القرارات الأحادية نادرا ما تسفر عن حلول لافتا إلى أن "الحوار ومهما كان صعبا إلا أنه يبقى السبيل الوحيد المجدي لتجسير الهوة والمضي قدما".
من جانبه حذر فليتشر من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتهديدات الأمنية لعمل الأمم المتحدة وانهيار الاقتصاد واستمرار الصراع أدى إلى جعل اليمن "ثالث أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي".
وأضاف أنه من المتوقع أن يجبر مليون شخص إضافي على الجوع الشديد قبل فبراير من العام المقبل لينضموا إلى 17 مليون يمني يعانون من نقص في الغذاء منبها إلى أن نقص التمويل وبيئة العمل الصعبة يمنعان بشكل متزايد من الوصول إلى عدد كاف من المحتاجين وتوفير مجموعة كاملة من التدخلات لإنقاذ الأرواح وإرساء أسس التغيير المستدام.
وأكد فليتشر أنه رغم نقص التمويل وبيئة العمل الصعبة فقد استجاب العاملون في المجال الإنساني لمن هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.
ووصف احتجاز موظفي الأمم المتحدة بالأمر المقلق للغاية وغير المقبول قائلا "إن احتجاز موظفي الأمم المتحدة لا يفيد الشعب اليمني فهو لا يطعم الجياع ولا يشفي المرضى ولا يحمي النازحين".
ودعا منسق الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري عن جميع الزملاء المحتجزين تعسفيا وإعادة المقرات الأممية التي اقتحمتها قوات الأمن التابعة للميليشيات الحوثية لضمان عودة الشركاء في المجال الإنساني إلى العمل وتمويل الاستجابة الأممية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. (النهاية) ع س ت / ر ج