من شيماء الرويشد (تقرير)
الكويت - 8 - 9 (كونا) -- تشارك دولة الكويت العالم ومنظماته الأممية اليوم الاثنين إحياء اليوم الدولي لمحو الأميةفي ضوء نجاحات لافتة في خفض نسبة الأمية في البلاد نتيجة جهود وإجراءات مميزة جعلتها في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.
ويهدف اليوم الدولي لمحو الأمية الذي تحييه منظمة التربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إلى تسليط الضوء على ضرورة توفير المهارات القرائية الأساسية للمجتمع ومحو الأمية الحاسمة لإنشاء مجتمعات أكثر استدامة وعدلا وسلاما وإلماما بمهارات القراءة والكتابة.
وأعلنت (اليونسكو) في 26 أكتوبر عام 1966 أنها خصصت الثامن من سبتمبر من كل عام يوما دوليا لمحو الأمية لتذكير الشعوب بأهمية محو الأميةباعتباره من مسائل الكرامة وحقوق الإنسان وبهدف تكوين مجتمعات ملمة بمهارات القراءة والكتابة كونها حقا من حقوق الإنسان الأساسية.
وأدركت دولة الكويت أن الحصول على تعليم متطور ومخرجات متميزة يتطلب الاهتمام بالإنفاق على التعليم لذلك استحوذ قطاع التعليم على نسبة عالية من ميزانية الدولة لتبلغ نسبة الإنفاق عليه وفق الميزانية العامة للدولة للسنة المالية (2023/2024) نحو 6ر12 في المئة في حين بلغت نسبة الأمية لعام 2024 لدى الذكور نحو14ر0 في المئة ولدى الإناث نحو 2 في المئة.
ولكون التعليم يعتبر حجر الأساس للتمكين الحقيقي فقد أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة في مايو من هذا العام ان المرأة الكويتية أظهرت تقدما لافتا في التعليم اذ سجلت الكويت وفق بيانات (اليونسكو) لعام 2024 معدلات شبه كاملة في محو أمية النساء مع ارتفاع في نسب التحاقهن بالتعليم العالي لاسيما في التخصصات العلمية.
وتعتبر دولة الكويت من الدول السباقة في مجال المشاركة في المؤتمرات العربية والإقليمية المتعلقة بمحو الأمية وتعليم الكبار بدءا من مشاركتها في المؤتمر الأول لتعليم الكبار الذي عقدته (اليونسكو) في الدنمارك عام 1949.
وشاركت الكويت في اجتماع لجامعة الدول العربية ذي صلة بمجال الأمية عقد في يناير الماضي ودعا الى أهمية توحيد الجهود العربية للقضاء على الأمية من خلال تضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية وابتكار أساليب غير تقليدية قادرة على المواجهة الشاملة للأمية.   
وانطلقت جهود الكويت للقضاء على الأمية عام 1950 من خلال فصول اعدت لهذه الغاية شمل الأفراد في المدارس والمرضى في المصحات ومراكز تدريب الشرطة والمركز الثقافي والعمالي ومعسكرات الجيش حيث أنشأت الكويت مراكز مسائية وصباحية لهؤلاء مع توفير كل الإمكانات المادية و البشرية فيما استمرت تلك الجهود حتى عام 1957.
وفي عام 1958 كانت بداية الجهود المنظمة لمحو الأمية في الكويت تحت إشراف الدولة حين تم افتتاح اول مركزين لمحو الأمية أحدهما للرجال في مدينة الكويت والثاني في الجهراء ثم افتتاح مركز للنساء.
ومع بداية العام الدراسي 1959/1960 تم افتتاح المزيد من الفصول الدراسية للمرحلة المتوسطة حتى يتم استيعاب الدارسين الذين أتموا مرحلة محو الأمية فيما شهد عام 1968/1967 افتتاح فصول للمرحلة الثانوية.
وفي عام 1981 أصدر امير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أول قانون يشرع لمحو الأمية تضمن 23 مادة من أجل القضاء على الأمية وكان ترجمة حقيقية لما نص عليه دستور دولة الكويت انطلاقا من اهتمامها ورعايتها لأفرادالمجتمع.
وشهد عام 1982 صدور قرار وزاري حدد فيه تعريف الأمي بأنه كل فرد تجاوز الرابعة عشرة من عمره ولم يصل في تعليمه الى مستوى يعادل الصف الرابع الابتدائي وليس ملتحقا بالمدارس الابتدائية.
وبناء على ذلك نصت المادة الثانية من القرار الوزاري على الحد الأدنى لسن الالزام واعتبرت قانون محو الأمية إلزاميا على الكويتيين الأميين الذين تقل أعمارهم عن أربعين سنة في الأول من سبتمبر عام 1981 وعلى الكويتيات العاملات بالقطاع الحكومي اللاتي لم يبلغن سن الخامسة والثلاثين في العام نفسه.
ومع الزيادة السكانية السريعة في الكويت فقد انخفضت نسبة الأميين من 72ر20 في المئة في عام 1980 الى 8ر17 في المئة في عام 1985 ثم الى 2ر15 في المئة في عام 1988.
واستمرت الكويت في تجفيف منابع الأمية الى ان تضاءلت في العام الدراسي 2000 / 2001 لتصل الى نسبة 8ر1 في المئة في حين بلغت نسبة الأمية للعام الدراسي 2012 / 2013 نحو 8ر3 في المئة من اجمالي السكان فيما بلغت نسبتها بين الكويتيين 3ر2 في المئة. (النهاية) ش ر