التاريخ : 27/07/2025
كوالالمبور - 27 - 7 (كونا) -- استمر اليوم الأحد التبادل المدفعي بين تايلاند وكمبوديا لليوم الرابع على التوالي في المناطق الحدودية المتنازع عليها بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقة طرفي النزاع على بدء مفاوضات لإيقاف إطلاق النار وسط تهديدات بتعليق مفاوضات واشنطن التجارية معهما في حال استمر القتال.
وقال المتحدث باسم الجيش التايلاندي اللواء وينتاي سوفاري في مؤتمر صحفي إن القوات الكمبودية واصلت الهجمات بعد منتصف الليلة الماضية في أعقاب الاتصالات الهاتفية مع ترامب في ظل وجود مؤشرات على نشر كمبوديا "منظومات متقدمة من القاذفات الصاروخية" مؤكدا أن الجيش التايلاندي يرد عسكريا فقط على الأهداف التي تهدد سلامة المدنيين.
من جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية مالي سوشيتا في مؤتمر صحفي ببلادها إن "الجيش التايلاندي شن هجمات جوية وأخرى بواسطة طائرات مسيرة ودبابات وقنابل عنقودية صباح اليوم استهدفت مواقع كمبودية بينها مناطق قرب معبد (بريا فيهير) التاريخي".
ووصفت سوشيتا الهجمات التايلندية بأنها "عدائية ومتعمدة ومدروسة" مؤكدة أن كمبوديا سترد بقوة دفاعا عن سيادتها فيما لفتت إلى أن بعض المناطق الحدودية تشهد هدوءا نسبيا غير أن تايلاند تواصل الحشد العسكري قرب مقاطعات حدودية.
وكان رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت قد أكد في بيان اليوم أنه أبلغ الرئيس ترامب بموافقة بلاده على إيقاف فوري وغير مشروط لإطلاق النار بين القوات المسلحة كما أعلن تأييده مبادرة رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم المقدمة بتاريخ 24 يوليو الجاري.
يأتي ذلك فيما أعرب المتحدث باسم الحكومة الكمبودية بين بونا خلال مؤتمر صحفي عن أمل بلاده بعدم تراجع تايلاند عن مواقفها كما حدث في محاولة وساطة سابقة قادها رئيس وزراء ماليزيا نيابة عن رابطة دولة جنوب شرق آسيا (آسيان) مؤكدا جدية كمبوديا في نزع فتيل الأزمة.
في المقابل قال رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة فومتام ويتشاياشاي للصحفيين إن "بلاده لا ترحب بأي وساطة من طرف ثالث لكنها تقدر اهتمام الرئيس الأمريكي" مشيرا إلى أن بانكوك تقترح عقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين لتحديد شروط إيقاف إطلاق النار وسحب القوات والأسلحة بعيدة المدى من الحدود.
وأضاف أن "الهجمات الكمبودية امتدت على طول 800 كيلومتر من الشمال الشرقي للبلاد" متهما كمبوديا بارتكاب جرائم دولية بحق المدنيين "تشكل انتهاكا صريحا للقانون الدولي وتمثل اعتداءا ممنهجا على الأمن الإنساني".
وفي سياق متصل ذكرت وزارة الخارجية التايلاندية في بيان أن "أي إيقاف للأعمال العدائية لا يمكن تحقيقه ما دامت كمبوديا تواصل الانتهاكات المتكررة للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني" مضيفة أن "قصف كمبوديا مناطق سكنية في إحدى المحافظات الحدودية أدى إلى أضرار مادية كبيرة".
وكان الرئيس الأمريكي ترامب أعلن يوم أمس السبت تواصله مع رئيسي وزراء تايلند وكمبوديا واتفق معهما على عقد اجتماع فوري للتوصل إلى إيقاف إطلاق نار ينهي القتال المتصاعد منذ الخميس الماضي مشيرا إلى أن مفاوضات واشنطن التجارية مع البلدين ستعلق إلى حين توقف القتال.
واندلعت اشتباكات مسلحة يوم الخميس الماضي بين القوات التايلاندية والكمبودية في منطقة حدودية متنازع عليها وسط تبادل للاتهامات بشأن من أطلق الطلقات الأولى بعد أسابيع من تصاعد التوترات العسكرية والدبلوماسية بين الجانبين.
ويتمحور النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا حول مناطق أثرية وأراض محاذية لمعبد (بريا فيهير) الواقع ضمن منطقة حدودية متنازع عليها وسبق أن شهدت اشتباكات مماثلة في عامي 2008 و2011.
ورغم أن محكمة العدل الدولية في (لاهاي) أصدرت في عام 2013 حكما أكد تبعية المعبد لكمبوديا إلا ان النزاع لا يزال قائما بين البلدين حول الأراضي المحيطة به إذ لم تحسم مسألة ترسيم الحدود بشكل نهائي ما أدى إلى اندلاع توترات عسكرية متكررة. (النهاية)
ع ا ب / م خ