التاريخ : 22/07/2025
القاهرة - 22 - 7 (كونا) -- أكد الأردن اليوم الثلاثاء أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وسياسات ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي يشكل جرائم حرب غير شرعية نتجت عن صمت دولي وغياب للمساءلة والمحاسبة.
جاء ذلك في كلمة مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية (رئيس الدورة الحالية) السفير أمجد العضايلة خلال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين التي جاءت بناء على طلب دولة فلسطين لبحث التجويع في قطاع غزة.
وقال العضايلة إن "الاحتلال الإسرائيلي يمعن في تنفيذ مخططاته الهادفة لتهجير الإنسان الفلسطيني والتعدي على حقوقه وسلب أرضه والمساس بالحق التاريخي والديني الأصيل في إدارة المقدسات الدينية والإشراف عليها وفرض واقع غير قانوني قائم على الاعتداء وتغيير الوضع القانوني القائم."
ولفت في هذا الصدد إلى مخطط الاحتلال الإسرائيلي لسحب صلاحيات بلدية (الخليل) في إدارة المسجد الإبراهيمي معتبرا ذلك "محاولة لفرض واقع غير قانوني يمس بالهوية الإسلامية والعربية للمكان وانتهاكا صريحا للقانون الدولي والقرارات الأممية".
وجدد العضايلة موقف الأردن الثابت "بأنه لا سيادة للاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية وغير قانونية".
وشدد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية والأخلاقية "لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بايقاف سياساته الاستيطانية والعدوانية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يوليو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وعن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة قال العضايلة أن "القطاع أصبح بيئة غير صالحة للعيش بفعل سياسة التجويع والقصف المستمر منذ أكثر من 21 شهرا" مضيفا أن الصور اليومية للموت الجماعي تمثل مأساة إنسانية غير مسبوقة.
ورحب بالبيان الصادر عن وزراء خارجية 25 دولة الذي دعا إلى الإيقاف الفوري للحرب على غزة ورفض التهجير القسري وإيقاف الأنشطة الاستيطانية مع التأكيد على ضرورة التزام الاحتلال الاسرائيلي بالقانون الدولي الإنساني وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
ودعا الدول العربية إلى تبني خطوات عملية وسياسية عاجلة على المستويين العربي والدولي من أجل إيقاف المجازر وإنهاء العدوان وإنقاذ غزة من المجاعة ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد أبو هولي في كلمته بإعداد خطة دبلوماسية سياسية قانونية لإيقاف حرب الإبادة واستهداف الأماكن المقدسة والوقوف الجاد والمسؤول تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية من استباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية واستهداف المستوطنين للأقصى الشريف.
وأوضح إن "هذه الدورة غير العادية يجب أن تكون بمستوى التحديات والمخاطر فالكلمات ليس لها معنى والخطابات لن توقف حرب الإبادة والتهجير والتطهير العرقي".
وذكر أبو هولي أن الاحتلال الإسرائيلي استبدل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي كانت تقدم دعما إغاثيا لعدد 6ر1 مليون لاجئ في قطاع غزة بما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية التي تقتل يوميا المئات وتجرح الآلاف عبر الذهاب لمصائد الموت.
وطالب بضرورة التحرك بكل السبل والضغط على الاحتلال ومن يدعمه لإيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات والاغاثة العاجلة فورا وإعادة الإعمار فالشعب الفلسطيني يتطلع إلى عمقه العربي والإسلامي والإنساني.
واستعرض أبو هولي الحالة المأساوية التي يعاني منها قطاع غزة في ظل استمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني ما أدى الى تدمير القطاع بشكل شبه كامل وسقوط مئات الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح ونازح.
وأشار إلى أن سكان القطاع يتعرضون لخطر المجاعة بسبب منع إدخال المساعدات محذرا من وقوع كارثة حقيقية وسقوط آلاف الضحايا من الجوع بسبب استمرار الحصار ومنع المواطنين من الحصول على حاجاتهم الضرورية من الغذاء.
وأكد أبو هولي أنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة والعالم من دون الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية الذي يضمن زوال الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة بالحرية والدولة والاستقلال.
واعتبر إن نقل سلطات الاحتلال "صلاحيات الإشراف على الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل من بلدية الخليل إلى ما يسمى المجلس الديني يعد عدوانا سافرا على الحق التاريخي والديني والقانوني للشعب الفلسطيني وجريمة مكتملة الأركان في سياق تهويد المقدسات الإسلامية".
وأضاف أن ما يجري هو جزء من مخطط ممنهج تسعى من خلاله حكومة الاحتلال إلى فرض سيادة يهودية قسرية على أماكن العبادة الإسلامية في سياق سياسة تطهير عرقي شاملة.
كما أوضح أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يستهدف المسجد الأقصى المبارك يوميا ولم يكتف بالتقسيم الزماني والمكاني مبينا انه تم إغلاق جميع المؤسسات في القدس بما فيها مدارس الأونروا والمقر الرئيسي في الشيخ جراح ومنع الكادر الدولي وعلى رأسه المفوض العام ل(اونروا) فيليب لازاريني من دخول فلسطين.
وأشار أبو هولي الى قرار الاحتلال بإنهاء (الأونروا) وعدم وجودها في اليوم التالي ما بعد حرب الإبادة فيتم استهدافها عسكريا في قطاع غزة حيث تم تدمير أكثر من 80 في المئة من مقراتها وقتل 330 موظفا يقدمون الخدمات الإنسانية.
وطالب بضرورة الضغط على الاحتلال للافراج عن الأموال المستحقة للشعب الفلسطيني وضرورة تنفيذ توفير شبكة أمان للحكومة الفلسطينية بقيمة 100 مليون دولار.
وبدأت اليوم الثلاثاء أعمال مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الاردن وذلك لبحث حصار التجويع في غزة.
ويناقش الاجتماع الذي جاء بناء على طلب دولة فلسطين الأوضاع الكارثية وحصار التجويع والموت واستدراج الفلسطينيين الذين تم تجويعهم إلى نقاط توزيع لا إنسانية واستهدافهم في غزة.
ومثل دولة الكويت في الاجتماع مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طلال المطيري.(النهاية)
م ف م / م خ