الجزائر - 29 - 4 (كونا) -- أكدت الجزائر اليوم الثلاثاء أن غياب المساءلة وازدواجية المعايير شجعت الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة حملة الإبادة الجماعية والتدمير المنهجي لحياة الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان للخارجية الجزائرية عبر عنه ممثلها الدائم لدى لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي مخصصة (للحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية).
واعتبر ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة أن "هذه الجلسة بمثابة ابتعاد عن الصمت المدوي لهذا المجلس. هذا تقاعس غير مقبول منذ أكثر من عام إزاء المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني" مشيرا إلى أنه "خلال الشهرين الماضيين استشهد 2273 فلسطينيا وجرح أكثر من ستة آلاف آخرين".
وأضاف أن "الجهود الدؤوبة للأمين العام للأمم المتحدة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني لم تزعزع للأسف تعنت الاحتلال الذي لا يزال مصمما على مواصلة حملة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتدمير المنهجي لحياة الفلسطينيين وسبل عيشهم".
وذكر أن "الأسوأ من ذلك هو أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن فشلا في تقديم مستوى الدعم المطلوب لجعل هذه الجهود مؤثرة".
وأكد بن جامع أن "غياب العمل الجماعي وغياب المساءلة وازدواجية المعايير شجعت المحتل على التصرف مع الإفلات التام من العقاب ومع حصانة كاملة. واليوم نجد أنفسنا في مرحلة حرجة".
وقال إنه "منذ أكثر من 18 شهرا عانى شعب فلسطين وخاصة في غزة من أهوال لا توصف من قتل جماعي وتجويع جماعي وتهجير جماعي ودمار جماعي ثم التخلي عنه دون أي دفاع وبالتالي يواجه الشعب الفلسطيني واحدة من أشرس قوات الاحتلال في العالم".
وأضاف أن "المجتمع الدولي فشل في تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية وهذا شجع الاحتلال على التطبيع بل وحتى تعزيز جريمة التهجير الجماعي كاستراتيجية" مضيفا أنه "على الرغم من الأرقام المروعة المعروفة للجميع هنا لا يزال البعض يرفض رؤية الحقيقة وإدانة الهجمات العشوائية على الشعب الفلسطيني".
وأوضح أن "الحقيقة تنعكس بشكل صارخ في تقارير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي تؤكد أنه في 36 هجوما في الآونة الأخيرة كان جميع الشهداء من النساء والأطفال ويشير هذا النمط إما إلى قصف عشوائي أو استهداف متعمد للمدنيين".
وبين أن "الاستهداف المتعمد للمدنيين الفلسطينيين واضح وموثق بشكل جيد وقد أكدت المنظمات الإنسانية الدولية أن غزة تشهد الآن أسوأ كارثة إنسانية منذ أكتوبر 2023". (النهاية) م ر / م م ج