القاهرة - 13 - 7 (كونا) -- دعا رئيس البرلمان العربي عادل العسومي اليوم السبت إلى إعادة النظر في القواعد الحاكمة للنظام الدولي الحالي منتقدا الموقف الدولي "المخزي والمتخاذل" من المجازر والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وآلية تعامل مجلس الأمن الدولي معها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها العسومي لدى ترؤسه أعمال الجلسة العامة الخامسة لدور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي استنكر فيها "ازدواجية المعايير" التي يتعامل بها مجلس الأمن مع القضية الفلسطينية.
وقال العسومي إنه منذ بداية دور الانعقاد الحالي في أكتوبر من العام الماضي وحتى هذه اللحظة "لا يزال الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع صور حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي حركت ضمير شعوب الكثير من دول العالم الحر".
غير أنه أعرب عن الأسف أن هذه الأحداث الدامية "لم تنعكس على إرادة المجتمع الدولي الذي ما زال يقف عاجزا أمام عربدة" الاحتلال وضربه بجميع قيم ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني عرض الحائط "خاصة مع وجود قوى دولية كبرى توفر له الغطاء السياسي وتبرر له الممارسات الإرهابية التي يقوم بها".
ودعا العسومي إلى "توقف سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين من قبل المجتمع الدولي لإعادة الهيبة والاحترام لمبادئ وقيم القانون الدولي" التي ألقى بها الاحتلال الغاشم إلى "مزبلة التاريخ" مشيرا إلى أن "الصور البشعة لهذه الجرائم أثبتت أن من يقوم بها هي عصابات مجرمة لا يمكن أن ترقى لوصف الدولة".
من جانب آخر حذر العسومي من تداعيات التطورات الخطرة التي يمر بها السودان التي تنطوي على "مخاطر كبيرة" ليس فقط على مقدرات الشعب السوداني وأمنه واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه "بل على منظومة الأمن القومي العربي".
وطالب في هذا السياق بانخراط "أكبر ومباشر" للدول العربية للتوصل إلى "حل سوداني عربي خالص لتلك الأزمة يحافظ على وحدة السودان وجيشه بعيدا عن أية تدخلات إقليمية وخارجية مشبوهة تسعى إلى استمرار أمد هذه الأزمة للسيطرة على مقدرات الشعب السوداني ونهب ثرواته".
كما دعا إلى تكثيف الجهود العربية للتوصل إلى "حل سياسي نهائي وشامل للأزمة اليمنية ينهي معاناة الأشقاء في اليمن" مؤكدا استعداد البرلمان العربي للانخراط في أية جهود تهدف إلى الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته والتوصل إلى حل مستدام لهذه الأزمة.
وجدد العسومي أيضا الدعوة للأشقاء في ليبيا "للمضي قدما نحو إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية واستكمال الاستحقاقات المؤجلة على نحو يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع ليبيا كافة".
وثمن كل "الجهود المخلصة التي حققت نقلة نوعية ليس فقط في الدور الذي يقوم به البرلمان العربي ولكن في مكانته لدى الشعب العربي وقادته الذين أصبحوا ينظرون إلى البرلمان العربي باعتباره رافدا رئيسيا في تعزيز العمل العربي المشترك وشريكا فاعلا في خدمة المصالح العربية وجناحا مكملا للدبلوماسية العربية".
وتعهد العسومي بأن يكون البرلمان العربي "في القلب من التفاعلات والأحداث العربية والإقليمية والدولية" وأن يكون "ملامسا لهموم الشارع العربي وقضاياه العادلة".
وأضاف "عقدنا خمس جلسات خلال دور الانعقاد الحالي وكانت القضية الفلسطينية هي القاسم المشترك فيما بينها" مشيرا إلى الحرص على الاستمرار في فتح قنوات تواصل دائمة مع المنظمات والاتحادات البرلمانية والبرلمانات الوطنية للدول الصديقة "تعزيزا لدور الدبلوماسية البرلمانية العربية في خدمة مصالح شعوبها".
وأكد مجددا حرص البرلمان العربي على دعم ومساندة جميع الجهود التي يبذلها قادة الدول العربية من أجل الدفاع عن قضايا الأمة العربية وصون مقدراتها انطلاقا من "إيمان البرلمان العربي بحتمية التكامل بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية البرلمانية في خدمة مصالح وقضايا الشعوب العربية".
وكرم العسومي رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز مقدما له (وسام التميز العربي) الذي يمنحه البرلمان العربي تكريما لرؤساء البرلمانات والمسؤولين ممن أسهموا بفعالية في أعمال برلماناتهم الوطنية.
ويناقش البرلمان العربي في جلسته عددا من الموضوعات من بينها تقارير اللجان الدائمة الأربع وهي (لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي) و(لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية) و(لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان) و(لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب) إضافة إلى تقرير (لجنة فلسطين) الذي يتناول أبرز المستجدات على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لإيقاف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. (النهاية) م ف م / م ع ع