نيويورك - 26 - 9 (كونا) —- اعتبر المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة السفير عمر هلال اليوم الثلاثاء أن بلاده واجهت تبعات الزلزال بحزم وجدية وتضامن وإرادة مشيرا إلى أن الكارثة برهنت عن اللحمة الوطنية القوية والتضامن المترسخ بين أبناء الشعب المغربي.
وقال السفير هلال في كلمته أمام اليوم الأخير من المناقشة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها ال78 إن زلزال المغرب والإعصار والفيضانات في ليبيا وكذلك ظاهرة تغير المناخ تؤكد أكثر من أي وقت مضى أهمية تعزيز الوقاية وتكثيف التعاون الدولي وتكريس هذه الأسس ضمن أولويات المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن ملك المغرب محمد السادس ومنذ اللحظات التي أعقبت الزلزال أصدر تعليماته لتعبئة كل أجهزة الدولة واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتسريع عمليات الإنقاذ وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدة للأسر المتضررة ووضع برنامج استعجالي لإعادة تأهيل وبناء المناطق المتأثرة.
وفيما يتعلق بالتنمية المستدامة شدد السفير المغربي على أن الظرف الراهن يستلزم ملاءمة السياسات الوطنية مع التعهدات الدولية على مبادئ الإنصاف والعدالة الاجتماعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكد على ضرورة تعزيز نظام متعدد الأطراف سمته التعاون والتضامن ومركزه الأساس منظمة الأمم المتحدة مشيرا إلى أن هذا هو المنظور الذي اعتمدته المملكة المغربية.
وتطرق إلى "النموذج التنموي الجديد" الذي أطلقته بلاده في المجالات الحيوية للتنمية المستدامة والانتقال في مجال الطاقة والمياه والتغطية الاجتماعية ومواجهة الكوارث الطبيعية في إطار رؤية متكاملة تتماشى وأهداف التنمية المستدامة.
وحول خطاب الكراهية أعرب السفير هلال عن قلق بلاده العميق إزاء ما وصفه ب"عواقب التمادي في إشاعة خطاب الكراهية" خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي محذرا من أن هذا الأمر يساهم في بث الانقسامات داخل المجتمعات وبين الثقافات والدول واستشراء التطرف العنيف.
وجدد التأكيد على رفض بلاده القاطع لأي اعتداء على الرموز الدينية والكتب المقدسة وتنديدها الشديد لتدنيس وإحراق المصحف الشريف "والذي يمس مشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم ويعتبر خرقا لأبسط قواعد حقوق الإنسان".
ولفت السفير المغربي في هذا الصدد إلى أن بلاده قدمت في يوليو الماضي قرارا يتعلق بمواجهة خطاب الكراهية تم اعتماده بالإجماع من قبل الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة وهو يدين تدنيس الكتب المقدسة ويصنف لأول مرة هذه الأعمال ضمن انتهاكات القانون الدولي.
وعلى الصعيد الرياضي قال السفير هلال إن المغرب قدم ملف ترشيح مشتركا مع كل من إسبانيا والبرتغال لاستضافة نهائيات كأس العالم في كرة القدم لعام 2030 انطلاقا من أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في التقارب بين الأمم وإشاعة ثقافة السلام والتسامح. (النهاية) ع س ت / ر ج