كوالالمبور - 19 - 9 (كونا) -- انطلقت اليوم الثلاثاء أول مناورة عسكرية بين أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عند المدخل الشرقي لمضيق (ملقة) البحري.
وذكرت وكالة الأنباء الاندونيسية أن قائد الجيش الوطني الإندونيسي الأدميرال يودو مارغونو افتتح رسميا المناورة التي تستمر خمسة أيام تحت شعار (مناورة تضامن آسيان 2023) بمشاركة الدول الأعضاء العشر في الرابطة إضافة إلى تيمور الشرقية كدولة مراقبة.
وأفاد مارغونو بأن المناورة هي أول تدريب غير قتالي تشارك فيه جميع القوات المسلحة من الدول الأعضاء في رابطة (آسيان) قائلا "إن هذا النشاط سيعزز ويشحذ قدرتنا على الحفاظ على السلام والازدهار والأمن في الإقليم".
وقال إن "الجيش الوطني الإندونيسي باعتباره أول دولة مستضيفة للمناورة يريد التأكيد على الوحدة بين الدول الأعضاء والعلاقات المتناغمة رغم التعددية" مفيدا بأن جميع الجيوش من دول (آسيان) وافقت على مواصلة تعزيز التعاون الذي يتضمن تبادل المعرفة والمعلومات وكذلك التكتيكات العسكرية.
وأشار إلى أن المناورة تشارك فيها قوات الجيش والبحرية والجوية في العديد من الأنشطة غير القتالية مفيدا بأن من بين الأنشطة أمن المنطقة البحرية وإجراءات البحث والإنقاذ وبرامج الهندسة المدنية والخدمات الصحية وتأهيل الهبوط على سطح السفن.
وأوضح أن المناورة ستكون دورية بشكل سنوي حسب توجهات القيادة في قوات الدفاع لدول (آسيان) قائلا "سنحدد سنويا موعدا للمناورات لتعزيز مركزية (آسيان)" فيما أضاف أن "هذه المناورة ليست لعبة حرب لأن رابطة (آسيان) تركز أكثر على الاقتصاد".
وتم الإعلان عن هذه المناورة لأول مرة في اجتماع لقادة الدفاع في (آسيان) عقد في جزيرة (بالي) الاندونيسية في يونيو الماضي وكان موقع المناورة المتفق عليها في المناطق الجنوبية لبحر الصين الجنوبي إلا أن كمبوديا المقربة من الصين اعترضت على ذلك وتم تغيير الموقع لاحقا إلى بحر شمال (ناتونا) فيما نفى الجيش الإندونيسي أن يكون ذلك نتيجة لضغوط خارجية.
ويشارك في مناورة (تضامن آسيان 2023) التي ستجرى في الفترة من 18 إلى 23 سبتمبر الجاري جميع دول آسيان العشر وهي إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبروناي وكمبوديا وتايلاند ولاوس وميانمار وفيتنام والفلبين بينما تشارك تيمور الشرقية كمراقب حيث يتوقع انضمامها للرابطة قريبا.
وتضم المناورة دولة ميانمار التي تم منعها من حضور قمم قادة رابطة (آسيان) لفشل الجيش في تنفيذ خطة السلام الإقليمية المتفق عليها من قبل قادة الرابطة بعد شهرين من استيلاء العسكر على السلطة من حكومة منتخبة في فبراير 2021.
وتعتبر هذه المناورة هي الأولى من نوعها بين أعضاء دول (آسيان) رغم أن الرابطة أجرت مناورات مشتركة مع دول أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة والصين حيث تسعى بذلك الرابطة إلى تعزيز شعار "مركزية آسيان" للعب دور رئيسي في سباق التسلح والتنافسية العسكرية بين القوى الكبرى في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ويصف ميثاق (آسيان) هذه المركزية بأنها "القوة الدافعة الأساسية في علاقاتها وتعاونها مع شركائها الخارجيين" فيما تعتقد (آسيان) أن المركزية أمر بالغ الأهمية لدعم القانون الدولي وبناء بنية إقليمية منفتحة وشفافة وشاملة وقائمة على القواعد.
وتأتي هذه المناورة بعد أسابيع من إصدار بكين خريطة جديدة تشمل أجزاء من المياه الواقعة داخل المناطق الاقتصادية الخالصة لبروناي وماليزيا والفلبين وفيتنام في بحر الصين الجنوبي حيث تطالب الصين بمعظم البحر وأعلنت ماليزيا والفلبين وفيتنام عن رفضها للخريطة.
وتكمن أهمية دول (آسيان) في موقعها الجيوسياسي المهم على طول الطرق البحرية الحيوية بين الخليج العربي والمحيط الهندي من الغرب وبحر الصين الجنوبي والشرقي من الشرق فيما تمر عبر مياهها أكثر من ثلث التجارة العالمية المنقولة بحرا والتي تقدر بنحو 37ر3 تريليون دولار. (النهاية) ع ا ب / ط م ا