القاهرة - 19 - 9 (كونا) -- أكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا اليوم الثلاثاء ان العالم مازال في حاجة للوقود الاحفوري والطاقة التقليدية فيما شدد كذلك على أن "أمن الطاقة والاكتفاء من مواردها اولوية".
وتطرق الملا في كلمة خلال ترؤسه مائدة مستديرة نظمها منتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة إلى مشكلة الطاقة التي وقعت العام الماضي اثر تداعيات الأزمة الروسية الاوكرانية وفي ظل ان الكثير من الدول النامية لاتزال بحاجة للمزيد من الطاقة لتلبية احتياجاتها.
وقال الملا ان التحديات العالمية في مجال الطاقة اظهرت كذلك انه لا يوجد حل واحد يناسب جميع الدول في تحول الطاقة وازالة الكربون "ولذا من الاهمية ان تعمل كل دولة علي تشكيل مزيج مصادر الطاقة الأنسب لها ولاحتياجاتها".
ولفت الى ان توفير التكنولوجيات المتطورة والتمويل اللازم لتنفيذ مشروعات خفض الكربون يمثل ضرورة قصوى لتتمكن الدول النامية من المضي قدما في تنفيذ خطط خفض الانبعاثات الخاصة بها.
وأكد اهمية التعاون لإنتاج المزيد من الغاز والبترول لتأمين إمدادات الطاقة مع مراعاة اتخاذ الاجراءات واستخدام التكنولوجيات للحد من الانبعاثات في مشروعات انتاجها لافتا الى ان المنتدى يعد "النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول والشركات في هذا الاطار".
وأشار الملا الى "اهمية الحوار المتبادل مع الشركاء العالميين من اللاعبين الرئيسيين في منطقة شرق المتوسط لتعزيز العمل على مواجهة تحديات الاحتباس الحراري وخفض الكربون في صناعة الغاز الطبيعي تأكيدا على التزامنا الذي تعهدنا به في مؤتمرات المناخ الاخيرة".
ومن جانبه اكد الامين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط أسامة مبارز في كلمته ان عملية ازالة الكربون في صناعة الغاز لا تقتصر على التكنولوجيا وحدها ولكنها تشمل منظومة يتم توظيف التكنولوجيا فيها الى جانب الحوكمة والسياسات والاطر التنظيمية الداعمة لتنفيذ مشروعات ازالة الكربون.
واكد انه في ظل الدور الكبير والممتد الذي يلعبه الغاز الطبيعي في تحول الطاقة على مستوى العالم فإن الهدف الرئيسي لمنتدى غاز شرق المتوسط وشركائه يتمثل في تحقيق التوازن بين امن الطاقة وتنفيذ تحول الطاقة لتلافي تكرار اي تحديات سابقة.
واكد أهمية زيادة امدادات الغاز الطبيعي بشكل مسؤول بيئيا وبانبعاثات أقل وتكلفة اقتصادية ملائمة بما يضمن تحقيق التوازن المشار اليه.
ومن جانبهم اكد المشاركون في المائدة المستديرة من رؤساء الشركات العالمية وخبراء الصناعة أن الغاز الطبيعي هو الوقود الانتقالي الامثل في هذه المرحلة وسيظل كذلك فترة طويلة وان أمن الامدادات يماثل انتقال الطاقة في الأهمية.
وأوضح المشاركون ان تطبيق تكنولوجيا خفض وإزالة واحتجاز الكربون يحتاج إلى عوامل للنجاح اهمها توافر التمويل والسياسات واللوائح التي تنظم هذه المشروعات وخفض التكلفة الاقتصادية إلى جانب توفير البنية التحتية الناقلة ومواقع لإقامتها على المستوى الاقليمي.
واكدوا أهمية التعاون بين الدول وجميع الأطراف المعنية من حكومات وشركات عالمية وشركات خدمات ومنظمات وصانعي قرار وواضعي استراتيجيات وسياسات لدراسة ووضع إطار تنظيمي لكيفية تنفيذ هذه المشروعات على ارض الواقع محليا واقليميا.
ودعوا الى الاهتمام بتوفير تكنولوجيا خفض وإزالة الكربون في مشروعات الإنتاج خاصة تطبيق وسائل كفاءة الطاقة واستخدام الرقمنة التي تسهم بدورها في خفض الانبعاثات.
واكد المشاركون ان الدول المتقدمة يتحتم عليها متابعة دورها والتزامها تجاه الدول النامية بإتاحة تكنولوجيا إزالة الكربون وتوفير الدعم المالي والعلمي والتدريب الكافي لتنفيذ المشروعات لأن الفائدة ستعود على الجميع. (النهاية) ع ف ف / ط م ا