من ناصر الخمري
(تقرير إخباري) الكويت - 24 - 5 (كونا) -- لا يمكن لأي مرشح يقدم نفسه لناخبيه في (أمة 2023) أن يغفل عن قضايا الأسرة الكويتية ومتطلباتها باعتبارها النواة الحقيقية للمجتمع والحامل الأساسي له ونرى أنها تتصدر أجنداتهم بمختلف ترتيب أولوياتها وطريقة تناولها وعرضها وطرق تلبيتها.
فمن قضايا الرعاية الصحية إلى السكنية إلى التعليم إلى التوظيف والدائرة تتسع تباعا لقضايا الأسرة الكويتية في أجندات هؤلاء المرشحين حتى باتت محورا وركيزة أساسية للبرامج الانتخابية والتي بالطبع يراها الناخبون أنها قضاياهم وتمس حياتهم اليومية ويضعون كل آمالهم على المرشح هذا أو ذاك في تحقيقها وترجمتها واقعا على الأرض.
ونرى تركيز الكثير من المرشحين في برامجهم الانتخابية على أهمية دعم وتطوير منظومة الشؤون المعيشية والاجتماعية والرفاه وتبني العديد من القضايا الوطنية التي تمس حياة المواطن عموما مؤكدين أهمية دعم التعليم والتركيز على جودة المخرجات ومكافحة الغلاء والتضخم وتنمية الأمن الغذائي وأهمية دعم حقوق المتقاعدين والمساهمة في زيادة تمكين المرأة.
وعلاوة على ذلك تتصدر أجندات المرشحين شعارات ترسيخ معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الكويتي والحفاظ على ثوابته وعاداته وتقاليده والهوية الوطنية والحرص على أمنه واستقراره إلى جانب الحفاظ على مكتسبات التنمية الشاملة للبلاد وتعزيزها وتطويرها في إطار العدالة الاجتماعية وتعزيز دور المرأة والشباب في تحمل مسؤولياتهم في مختلف القضايا الوطنية وتحقيق حقوقهم وفق الدستور والقانون كذلك توفير فرص وظيفية للشباب وإيجاد آلية واضحة لربط احتياجات سوق العمل مع مخرجات التعليم وتطوير القوانين.
وعن أهمية قضايا الأسرة وتصدرها أجندات المرشحين إلى انتخابات مجلس الأمة 2023 قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور سعود الغانم لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء إن قضايا الاسرة جسر لعبور المرشحين لأن للأسرة في الكويت أهمية قصوى وهي نواة المجتمع بالتالي قضاياها تنطوي على أهمية جوهرية في حياة الكويتيين وهي تستقطب الأصوات بالطبع وأبرز مطالب الأسرة هي التعليم والسكن والصحة فتلك المحاور الثلاثة لا تمس الفرد فقط ولكن في الغالب تمس كل أسرة كويتية الامر الذي يجعل جميع المرشحين يركزون على تلك المحاور الأساسية.
وعن أولويات الناخب الكويتي أفاد الغانم بأن هناك عدة دراسات حول متطلبات الناخب الملحة وتصدرت فيها قضية الإسكان أول هموم المواطن فالأسرة الكويتية مازالت تعاني جراء مسألة السكن والتي انطلقت منها حملة (ناطر بيت) الشعبية وقضايا ارتفاع الإيجارات مما ينعكس على دخل المواطن الكويتي الأمر الذي دفع بهذه القضية إلى قمة الأولويات إضافة إلى تدني مستوى التعليم والصحة.
وفي موازاة ذلك أشار الغانم إلى أن بعض المرشحين يستخدمون المقترحات الرنانة التي من شأنها دغدغة مشاعر وأحلام وأماني الناخب وللأسف تكون بطريقة شعبوية يصعب تطبيقها على أرض الواقع فتظل مجرد مقترحات حتى وإن وصل المرشح إلى المقعد الأخضر في قاعة عبدالله السالم.
من جانبه قال استاذ علم الاجتماع في الهيئة العامة للتعليمي التطبيقي والتدريب الدكتور غنام الغنام إن مطالب الأسرة بالطبع هي إحدى القضايا التي تؤرق العالم العربي والمجتمع الخليجي خصوصا والكويت ليست بعيدة عن هذه الدائرة فالمناشدات التي تخرج من الأسر ليست وليدة اليوم بل هي تراكمات من سنوات سابقة واذا كانت هناك تشريعات تخص الأسرة فلابد أن يعاد فيها النظر بأن يكون هناك مزيد من إعطاء الضمان الاجتماعي والأسري لكي تواكب المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وبسؤاله عن أبرز الأولويات لدى الناخبين والمتعلقة بقضايا أسرهم ذكر الغنام أن الأولويات تنطلق من النظام المعيشي الذي يعتبر من أهم البنود التي ينادي فيها المجتمع وتتمثل في إعادة النظر في سلم الرواتب بحيث يكون هناك تطبيق جاد لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
وأضاف أن البند الثاني يتمثل في معالجة قضايا الطلاق فبالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم فيها الجهات المعنية فإن مواكبة الواقع أمر آخر والبند الثالث يتمثل في التعليم وهو بحاجة إلى تحرك جاد من السلطتين التنفيذية والتشريعية ليتم رفع المستوى التعليمي والتربوي إلى مستوى الطموح.
وعن استخدام مرشحين قضايا الأسرة في حملاتهم الانتخابية ورفع السقف إلى درجة الشعبوية على حساب الإمكانية الفعلية في تحقيق تلك المطالب اعتبر أن المشكلة ليست في رفع السقف بل المطلوب ما بعد الحملة الانتخابية والوصول إلى البرلمان وتنفيذ هذه الوعود على أرض الواقع لكي تنفذ هذه المطالب وتنعكس على المجتمع بالشكل الإيجابي. (النهاية) ن م ع / ت م