من أديب السيد (تقرير)

موسكو - 1 - 5 (كونا) -- شرعت دور السينما في العاصمة الروسية موسكو بعرض فيلم (التحدي) الذي تم تصوير غالبية مشاهده على متن محطة الفضاء الكونية الدولية.
ويتحدث الفيلم الذي تلعب دور البطولة فيه الممثلة الشابة يوليا بيريسيلد عن طبيبة جراحة تطير الى الفضاء لانقاذ حياة رائد الفضاء اوليغ بوغدانوف الذي يلعب دوره الممثل اوليغ نوفيتسكي والذي اصيب بجروح نتيجة لاصطدام المركبة الفضائية مع بقايا قمر اصطناعي.
ويقضي سيناريو الفيلم باستحالة عودة رائد الفضاء إلى الأرض نظرا لحالته الصحية المتدهورة التي لا تحتمل امكانية نقله الى خارج محطة الفضاء الدولية خشية على حياته.
وحظيت الممثلة بيريسيلد وزملاؤها بتدريب حقيقي على التحليق في الفضاء تحت اشراف الخبراء والمختصين في مؤسسة (روس كوسموس) المعنية ببرامج الفضاء واعداد رواد الفضاء.
وتوجه في الخامس من اكتوبر عام 2021 ولأول مرة في تاريخ السينما العالمية فريق كامل الى محطة الفضاء الدولية يضم الممثلة بيريسيلد والمخرج كليم شيبينكو ورائدي الفضاء انتون شكابليروف وبيوتر دوبروف اضافة الى فريق تصوير محدود العدد لانجاز المهمة على متن المحطة.
ويتناول الفيلم جوانب عاطفية من حياة أبطاله حيث ان الطبيبة الجراحة تعاني بعد وفاة زوجها في حادث مروري من تربية ابنتها المراهقة صعبة المراس وتحاول قدر الامكان الاعتناء بوالدتها المريضة وهي ليست مهتمة في هذه الظروف بالتوجه الى الفضاء الا ان واجب المهنة فرض عليها أن تقوم بمهمتها بانقاذ حياة رائد الفضاء المصاب.
واختلفت اراء النقاد السينمائيين حول الفيلم فهناك من اعتبره قفزة نوعية في تاريخ السينما الروسية التي تنسجم مع الطموحات القومية بأن يكون الروس الأوائل في كل شيء بدءا من غزو الفضاء وانتهاء بانتاج أسلحة كونية لا مثيل لها وبناء جسر شبه جزيرة القرم الاطول في العالم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها بمناسبة (يوم الفضاء) مؤخرا إن صناع هذا الفيلم قاموا بعمل حقيقي وانجاز لروسيا هو الأول من نوعه واصفا الفيلم بانه مشروع "علمي تنويري" وانه "فريد من نوعه" جعل روسيا سباقة في هذا الميدان.
وهناك من أشار الى عدم الحاجة للتوجه الى الفضاء وانفاق اكثر من مليار روبل (الدولار يعادل 82 روبل) لانجاز هذه المهمة في الوقت الذي تتيح فيه التكنولوجيا العصرية بتصوير مثل هذه الافلام في الاستوديوهات المختصة مثلما هو الحال مع أفلام المخرج الامريكي جيمس كاميرون الذي اخرج فيلم (افاتار – طريق الماء) وغيره.
ودافع المخرج شيبينكو عن اختيار الفضاء الكوني لانجاز الفيلم بقوله خلال برنامج تلفزيوني ان "هناك مشاهد لا يمكن انجازها بشكل واقعي على الأرض وفي الاستديوهات مهما بلغت تقنيتها".
وعمليا تم تصوير 53 مشهدا من الفيلم على الأرض و3 مشاهد في طائرة النقل الضخمة (ايلوشين – 76) التي تستخدم كمختبر للعيش في ظروف انعدام الوزن اضافة الى 12 مشهدا تم تصويرهم على متن محطة الفضاء الدولية.
وقالت وزيرة الثقافة الروسية اولغا لوبيموفا في تصريح نقلته وكالة (تاس) الروسية للانباء إن فيلم (التحدي) سيعرض في 20 بلدا بما فيها صربيا والبوسنة والهرسك والجبل الاسود وكرواتيا وسلوفينيا ومقدونيا.
واضافت ان الفيلم سيعرض كذلك في مصر والعراق والاردن وايران وقطر ودولة الكويت ولبنان وعمان وفلسطين ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسوريا والسودان.
وعن الفيلم نفسه قالت لوبيموفا انه شكل تحديا لمن شارك في صناعته حيث أمضت الممثلة بيريسيلد والمخرج شيبينكو ثلاثة شهور ونصف في التدريب على التحليق في الفضاء وامضيا 12 يوما في الفضاء الكوني على متن المحطة.
وعن قساوة تجربة التصوير في الفضاء الكوني قالت الممثلة بيريسيلد في تصريح للصحفيين انها كتبت وصية لأولادها ولذويها قبل ان تعتلي متن الصاروخ الذي نقلها إلى محطة الفضاء الدولية.
واضافت "لم يكن خوفي من التجربة والجلوس في صاروخ سينطلق الى الفضاء يعادل خوفي وأنا اكتب رسائل ووصية عند كاتب العدل بيدي خشية من ان لا ابقى على قيد الحياة اثناء التصوير في الفضاء الكوني".
وفي جميع الاحوال اعرب 88 بالمئة من المشاهدين الذي شاركوا حتى الان في استطلاع للراي عن اعجابهم بهذا الفيلم على اساس انه عمل يستحق المغامرة والانفاق المالي من اجل انجازه. (النهاية) ا س / ض ح