مدريد - 20 - 3 (كونا) -- يخوض مجلس النواب الاسباني غدا الثلاثاء جلسة حجب الثقة عن رئيس الوزراء الاسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز لتكون هذه المرة السادسة التي تطرح فيها هذه المبادرة في تاريخ الديمقراطية الاسبانية.
وعلى أبواب الانتخابات الإقليمية والبلدية التي ستقام في نهاية شهر مايو المقبل اقترح حزب اليمين المتطرف (بوكس) بقيادة رئيسه سانتياغو أباسكال حجب الثقة عن رئيس الوزراء الاسباني ومنحها للاقتصادي والمؤرخ والسياسي الاسباني المستقل رامون تاماميس البالغ من العمر 89 عاما.
وتبدأ الجلسة يوم غد الثلاثاء على ان يجري التصويت يوم الأربعاء وفيها يعتزم حزب (أباسكال) تسليط الضوء على سياسات الحكومة الائتلافية التي يراها اليمينيون المتطرفون "ضارة" بالمجتمع الاسباني ولاسيما سياسات الهجرة وسياسات الجندر (نوع الجنس ذكر ام انثى).
وفي الوقت نفسه سيحاول اليمينيون المتطرفون سحب البساط من تحت أقدام الحزب الشعبي اليميني المحافظ في محاولة للاستحواذ على دفة المعارضة.
ويؤكد (أباسكال) ان الحكومة الاسبانية الحالية "هي الأسوأ في إسبانيا" وبأنها تمثل "أسوأ ما في المجتمع الاسباني" داعيا إلى طرد سانشيز وافراد حكومته وإلى إجراء انتخابات عامة في شهر مايو المقبل.
من جانبه أعلن الحزب اليميني المحافظ انه سيمتنع عن التصويت في الوقت الذي أعلن فيه الزعيم الاشتراكي سانشيز انه سيستغل الحوار لتسليط الضوء على الفروقات بين النموذجين المحتملين للحكومة المستقبلية التي ستنبثق عن الانتخابات العامة المقبلة والتي من المقرر إجراؤها في نهاية العام الجاري مع انتهاء ولاية سانشيز.
وجرى قبول اقتراح (بوكس) بحجب الثقة عن سانشيز لاستيفائه المتطلبات التي تنص على تقديمه من جانب ما لا يقل عن عشر نواب البرلمان أي 35 نائبا وتقديم مرشح بديل لنيل ثقة مجلس النواب غير ان نجاحه يقتضي موافقة الأغلبية الساحقة عند 175 نائبا وهو أمر مستبعد تماما.
وهذا هو ثاني اقتراح لحجب الثقة عن سانشيز يطرحه اليمين المتطرف (بوكس) في ولايته الحالية وغرار ما حصل في أكتوبر من عام 2020 فإنه من المتوقع ان يفشل هذا أيضا لأنه يحظى "على غرار الأخير" بدعم 52 نائبا فقط هم نواب (بوكس) نفسه في المجلس المؤلف من 349 نائبا.
وتعد هذه المرة السادسة التي يتم فيها اللجوء إلى تلك الأداة في تاريخ إسبانيا الديمقراطي منذ وضع الدستور في 1978 لكن الوحيدة التي نجحت كانت التي قادها الاشتراكي سانشيز على وجه التحديد للإطاحة بخلفه اليميني ماريانو راخوي في الأول من شهر يونيو عام 2018.
ويذكر ان سانشيز فاز في الانتخابات العامة الأخيرة التي أجريت في 10 نوفمبر عام 2019 مع 120 نائبا ولكن بعيدا عن الأغلبية الكافية ما دفعه لتشكيل أول حكومة ائتلاف في تاريخ البلاد مع (أونيداس بوديموس) اليساري. (النهاية) ه ن د / خ م ج