(فريق كونا)

الكويت - 10 - 1 (كونا) -- أكد المشاركون في الجلسة الحوارية التي نظمتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء بعنوان (المخدرات هلاكك) أهمية تكاتف جهود الجهات المختصة للتصدى للمخدرات والحد منها عبر نشر ثقافة مجتمعية للوقاية من خطر الادمان بكل انواعه والترويج له.
وذكر المتحدثون في الجلسة الحوارية التي أدارتها المدير العام لـ (كونا) الدكتورة فاطمة السالم أن للاعلام دورا مهما في تسليط الضوء على مخاطر ادمان المخدرات وتأثيرها على السلوك النفسي والصحي والاسري.
وقال الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (غراس) الدكتور أحمد الشطي في مداخلته بالجلسة إن هناك علامات تدل على الادمان منها الهمس خلال الاتصالات وفقدان بعض الحاجيات من المنزل وتدني المستوى الدراسي وعدم العناية بالنظافة الشخصية وغيرها من الامور التي تلاحظها الأسرة.
وأضاف الشطي أن الاسرة تعد حجر الزاوية في موضوع العلاج من الادمان "وعلينا ان نكون سندا لهم وليس معاقبين" اذ انه لا يوجد شخص بذاته قادر على حل المشكلة كلها.
وأشار إلى أن أيام الحظر الكلي خلال جائحة (كوفيد-19) اكتشف العديد من الاسر ادمان أولادهم بعد ملاحظة حالتهم عن كثب والتغير في سلوكهم مبينا انه تم تقديم المساعدة اللازمة لبعض هذه الاسر للتصدي الى حالات ادمان ابنائهم.
وأوضح ان هناك مظاهر جسدية تتمثل في علامات واضحة على جسد المتعاطي منها وجود علامات تعاطي الحقن على الذراعين وتغيير الشهية ونقصان الوزن الى جانب الاجهاد والارق بصورة مستمرة.
وذكر أن هناك ايضا مظاهر سلوكية تتمثل في انماط تعامل الشخص بعد التعاطي وهي العزلة والانطواء إذ تكون العزلة على مرحلتين في بداية مرحلة التعاطي وسببها الخوف من الاهل والثانية متأخرة يكون سببها أن بيئة الاسرة لم تعد البيئة المناسبة لهذا الشخص.
وأفاد بأن العزلة في المرحلة الثانية هي بسبب انتمائه الى مجموعة من المدمنين اذ يتصل بشكل مباشر بمن يؤيده على سلوك التعاطي والمروجين وما يترتب على ذلك من الاهمال في المظهر الخارجي والتقاعس عن اداء الواجبات واختلاق الاعذار.
وبين ان المشروع الوطني (غراس) عمل على تنظيم الكثير من الدورات منها دورة (الوالدية الذكية) التي تتعلق بكيفية التعامل مع الادمان والتصدي له وزيادة وعي الاسرة للتعامل مع المدمن وكيفية الضغط عليه لتلقي العلاج للتخلص من هذه الافة التي تفتك في شباب المجتمع.
من جهته قال رئيس وحدة الخدمة النفسية في مركز علاج الادمان التابع لوزارة الصحة يعقوب الشطي في كلمته بالجلسة إن هناك اشارات تسبق الادمان وعلامات واضحة وتدهورا عاما في جميع نواحي حياة المدمن على المستوى الدراسي والعملي والفكري والسلوكي مؤكدا انها انذارات تسبق الوقوع في كارثة المخدرات.
وذكر الشطي أن موضوع الادمان مسؤولية مشتركة لجميع افراد المجتمع مشيرا الى أن الدولة تقدم خدماتها من خلال مراكز علاج الادمان والتوعية عبر المساجد والمحاضرات اضافة الى دور مراكز الادمان في تقديم العلاج الحقيقي للمدمنين.
وأوضح أن هناك عملية تقييم للحالة المرضية إذ يجب التفريق بين مرحلة التعاطي ومرحلة الادمان لافتا الى أن المتعاطي في أغلب الاحيان لا يأتي إلا بعد تدهور حالته الصحية.
وأفاد بأنه يتم البدء بالمراحل العلاجية التقليدية عبر إزالة التأثير الكيميائي من جسم مدمن المخدرات وهي تشبه الانفلونزا الحادة جدا إذ يتم التعامل مع هذه الاعراض بشكل طبي ومن ثم الانتقال الى مرحلة بناء الدافع واقتناع المريض واعترافه في قرارة نفسه بانه مريض بهذه الافة الخطيرة حتى ينسجم ويتفهم لحالته الصحية.
وبين انه ليس هناك فرق بين مريض اتى للعلاج من تلقاء نفسه أو مجبرا على العلاج لان المريض عندما يكون تحت تأثير المخدرات لا يعي ولا يدرك ما يحدث له إلا بعد ان يفيق من محنته التي يمر بها "لاننا نتكلم هنا عن تشويش وليس إرادة".
وذكر أن مراكز علاج الادمان في وزارة الصحة لا تستطيع اجبار المريض على الخضوع للعلاج ولا احد يملك هذا الحق مبينا ان دور المركز العلاجي يقوم  بتزويد المريض بكل المهارات النفسية التي تجعله يحصن نفسه ويتكلم عن افكاره ويشارك الفريق العلاجي بمشاكله.
من ناحيتها قالت استاذة علم النفس بجامعة الكويت الدكتورة أمثال الحويلة في كلمتها بالجلسة إن الإدمان من الموضوعات الشائكة والقديمة والمتجددة باستمرار مشددة على أهمية الاعتراف بوجود مشكلة الإدمان ومعرفة حدودها واحصائياتها الحقيقة.
ودعت الحويلة الى ضرورة توحيد جهود المؤسسات الحكومية والأهلية ووضع سياسات واستراتيجيات عامة ومبتكرة لطرق الوقاية من الإدمان مشيرة الى خطر وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في قضية الإدمان والترويج لها وقدرتها على الوصول الى فئات عمرية مختلفة بسرعة اكبر من وسائل الاعلام التقليدي.
ولفتت إلى أن الحملات الوقائية تحتاج الى ثقافة مجتمعية لدى الافراد من اجل الانتباه لخطورة هذه المشكلة وكشف أعراض الإدمان لدى احد افراد الاسرة في وقت مبكر إضافة الى أهمية ملاءمة أسلوب الحملة ومعلوماتها للفئات العمرية المستهدفة.
وأكدت أن ضرر المدمن لا يقع على الشخص واسرته فحسب بل يمتد ليشمل جميع المجتمع والدولة وامنها الاجتماعي موضحة أهمية دعم دور الأسرة وبنائها لمواجهة المؤثرات الخارجية التي تستهدف النشء في كل مكان الى جانب مساندة جهات الدولة ومؤسساتها للقيام بدورها المناط بهذا الشأن.
وأفادت بأن انتشار المخدرات في السنوات الأخيرة اخذ اشكالا كثيرة ومبتكرة في طرق الترويج والايصال لها مبينة قدرة العديد من أنواع المخدرات الحديثة في اتلاف خلايا الدماغ والاندماج مع مكوناته.
بدوره قال ممثل الادارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية المقدم محمد العارضي في كلمته بالجلسة إن آفة المخدرات تعد حربا عابرة للقارات ويجب التصدي لها عبر خطط واستراتيجيات لتجفيف منابعها والحد من انتشارها في البلاد.
وأوضح العارضي أن الادارة قامت في السنوات الاخيرة بتكثيف العمليات الميدانية لضبط تجار ومروجي المخدرات فضلا عن التوسع بالتنسيق الدولي والتعاون مع الدول وانشاء مكاتب في الحدود البرية والبحرية والجوية لضبط المهربين من خلال التنسيق والتعاون مع الادارة العامة للجمارك.
وأفاد بأن الادارة اطلقت عددا من البرامج التي تستهدف طلبة المدارس والمعاهد والجامعات وبقية أفراد المجتمع للتوعية من اضرار المخدرات وذلك من خلال مراكز تنمية المجتمع المنتشرة في البلاد.
وأضاف أن الادارة استحدث مؤخرا برنامج يلامس الشريحة المؤقوفة لدى الادارة بتهمة التعاطي مستفيدة من تواجدهم لفهم الاسباب والعوامل التي ادت الى توجههم للتعاطي ومساعدتهم على العلاج والوقائية من خطرها.
وبين العارضي أن المواد التي تستخدم في التعاطي متنوعة ومختلفة اذ أن بعضها مواد طبيعية واخرى كيميائية فضلا عن العقاقير الطبية التي تستخدم من غير وصفة طبية لافتا إلى ان مادتي (الشبو) و(اللاريكا) تعد اكثر المواد التي يتم ضبطها مع المتعاطين.
وأشاد بجهود وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى التي ساهمت بضبط عدد كبير من المخدرات ومروجيها الى جانب انخفاض عدد الوفيات بالجرعة الزائدة واحباط محاولات تهريب كميات كبيرة للبلاد.
وأقيم على هامش الجلسة معرض مصغر عن الأدوات التي تستخدم في تعاطي المخدرات اضافة الى عرض بعض المواد الكيميائية المخدرة للاطلاع عليها ومعرفتها لتجنبها والحذر منها.
يذكر أن وكالة الانباء الكويتية (كونا) اطلقت في ديسمبر الماضي حملتها الإعلامية التوعوية لمكافحة آفة المخدرات تحت عنوان (المخدرات هلاكك) عبر جميع خدماتها الإخبارية عبر مواد متخصصة ومتنوعة وبأنواع إعلامية مختلفة وصولا إلى مختلف شرائح الرأي العام لا سيما الشباب. (النهاية) ف ك / ن ف ع