من سلمان المطيري

(تقرير) الكويت - 2 - 12 (كونا) -- سعت دولة الكويت منذ بدء تشريع القوانين فيها ودوران عجلة التنمية وشواهد التطوير والازدهار على أراضيها إلى توفير متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة والسعي قدما نحو تسهيل شؤون حياتهم والإشراف على رعايتهم وتمهيد الطريق امام تطلعاتهم وآمالهم.
وتنوعت متطلبات ذوي الاحتياجات وتنوع الاهتمام الحكومي معها خاصة فيما يتعلق بالمجال الصحي الذي جند بموجبه كفاءات وكوادر طبية ذات مستوى عال من الخبرة والتمكن لاسيما بتوفير المراكز التخصصية الملائمة لهم.
وتمتاز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة طبيا عن سواها بأنها ذات سمات خاصة تبدأ بخطوات العناية الفائقة والدقيقة بالحالات مع واثناء التشخيص ومن ثم اختيار الطاقم المدرب والملائم لاحتواء الحالة وصولا إلى اجراء العمليات والانتهاء منها.
ومن مجالات الرعاية الصحية الواسعة في البلاد ما يكرسه العاملون في مركز الجهراء التخصصي لطب الأسنان لوحدة الاحتياجات الخاصة من اهتمام ورعاية لهذه الفئة بهدف ضمان صحة أفضل لهم والمساعدة بتخطي المراحل الصعبة بأمان.
وبمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الذي يصادف يوم غد السبت أكدت رئيسة الوحدة الدكتورة دلال الخراز لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن اطباء الوحدة وطاقمها المساعد بالتعاون مع أطباء التخصصات الاخرى يدركون ما يحتاجه كل من يندرج تحت مسمى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة باختلاف تصنيفهم وتفاوت شدة احتياجاتهم مشيرة إلى أنهم يستقبلون الحالات منذ 12 عاما فأكثر.
وذكرت الخراز أن الوحدة العلاجية تستقبل حالات التوحد ومتلازمة الداون والحالات الدقيقة والصعبة مثل مرضى القلب والزهايمر وزراعة الأعضاء والخاضعين للعلاج الكيماوي وغيرهم "ففي عام 2021 تم علاج قرابة 1100 حالة وهو رقم جيد لاسيما تزامنه مع مخاوف الأهالي من جائحة كورونا".
وأوضحت أن آلية العمل بالوحدة تختلف من حالة إلى أخرى إذ انها تستقبل يوميا ما بين 6 و10 حالات وتبدأ بعمل التنظيفات العامة للأسنان ووضع الحشوة مرورا بعلاج العصب أو خلع السن أو اخضاع الحالة لعملية جراحية تستدعي تدخل تخصصات أخرى لافتة إلى أن آلية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون مشاكل بالأسنان تختلف كليا عن أقرانهم الذين لا يعانون أي عائق.
وأضافت أن علاج حالات ذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب تعاونا مستمرا مع الأطباء بالأقسام الأخرى التابعة لمستشفى الجهراء ومنهم أطباء القلب والجراحة والتخدير وفنيو الأشعة والصيدلة وغيرها لمناقشة الحالات المشتركة التي تعاني أمراضا مزمنة منوهة بالتعاون المثمر بين جميع الأقسام ذات الصلة.
من جهتها قالت الدكتورة منال العجمي العاملة في الوحدة ذاتها في تصريح مماثل ل(كونا) إن أكثر ما يواجهه العاملون من صعوبات تتمثل في طريقة التعامل مع الحالات التي تعاني أمراضا أخرى إلى جانب المشاكل المتعلقة بالأسنان إذ تتطلب تلك الحالات من أطباء الأسنان مواصلة القراءة والاطلاع على التخصصات الأخرى والانخراط في دورات تؤهلهم لفهم كل حالة وطبيعتها.
واكدت العجمي أن التعاون مع قسم التخدير بمستشفى الجهراء يمثل عاملا مساعدا لعمل الوحدة إذ ان بعض الحالات يتطلب التخدير الكامل لتجاوز أي مخاطر قد تحدث في غرفة العمليات لاسيما أن الوحدة إضافة إلى استقبالها لحالات ذوي الاحتياجات الخاصة تستقبل كذلك حالات تستدعي العناية المكثفة منها مرضى زراعة الأعضاء ومرض الشلل الرعاش ومصابو الزهايمر وغيرهم.
وأوضحت أن العاملين على دراية كاملة بالوضع الصحي الخاص لكل حالة مبينة أنهم يسعون جاهدين لإنهاء جميع الإجراءات العلاجية لأصحاب الشأن في جلسة واحدة بهدف التخفيف من أعباء المراجعات الكثيرة وتأثيرها على حالة المريض ومن يرعاه.
من جانبه قال رئيس وحدة أسنان الأطفال بالمركز التخصصي الدكتور تركي المجاوب في تصريح ل(كونا) إن الوحدة التي يرأسها تستقبل حالات لذوي الاحتياجات الخاصة والتي تحتاج رعاية للأسنان أو تعاني مشاكل فيها منذ الولادة حتى 12 عاما.
وأضاف المجاوب أن الوحدة تستقبل مراجعي العيادة بمواعيد فيها مرونة تتناسب مع كل حالة وتقدم الرعاية والعلاج لحالات مقيمة بشكل دائم أو مؤقت بداخل مستشفى الجهراء. (النهاية) س ل م / م ص ع