الرياض - 19 - 9 (كونا) -- اختتمت أعمال اجتماع الدورة الاعتيادية ال46 لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية في (جدة) اليوم الاثنين بعقد ورشة الطاولة المستديرة رفيعة المستوى حول (العملات الرقمية للبنوك المركزية ومستقبل النظام النقدي).
وأكد محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد المبارك في افتتاح الورشة أن الاقتصاد العالمي يمر بثورة تقنية ناتجة عن تعزيز استخدام التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والسجلات الموزعة في عدد من القطاعات ومن ضمنها القطاع المالي ضمن ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة التي نتج عنها عدد كبير من نماذج العمل المبتكرة المرتكزة على التقنية كأساس لتقديم خدمات ومنتجات جديدة أو تطوير جودة الخدمات التقليدية وتقليل تكاليفها.
ووصف المبارك التقنية المالية بأنها أحد أهم مخرجات استخدام التقنيات الناشئة في هذه المرحلة التي ستسهم في تعزيز نمو القطاع المالي الذي يعد إحدى ركائز النمو الاقتصادي على مستوى الدول لافتا إلى أن البنوك المركزية تؤدي دورا محوريا في دعم الاقتصاد المعتمد على هذه الأدوات وتجنيبه الكثير من المخاطر المحتملة ودعم الابتكار المتزن.
وبين ان ذلك يأتي من خلال دراسة أبعاد إصدار نموذج رقمي للعملات السيادية متمثلا في العملات الرقمية للبنوك المركزية وإجراء التجارب والاختبارات لفهم التقنيات والسياسات والتشريعات اللازمة.
وأوضح أن تصميم وإصدار العملات الرقمية للبنوك المركزية يجب أن يراعيا احتياجات وخصوصية كل دولة وأن يكونا نابعين من تصور واضح يراعي كل الجوانب ذات العلاقة وخصوصا الآثار المتوقعة على البنوك التجارية والقطاع الخاص ككل.
وبين أن الجهود الدولية لدراسة واستكشاف العملة الرقمية للبنوك المركزية يجب ألا تغفل الدور الأهم للبنوك المركزية في ضمان الاستقرار والسلامة المالية والنقدية وحماية العملاء وهذا لا يعني بالضرورة التركيز على تجنب المخاطر فحسب وإنما بحث فرص تعزيز الاستفادة من الإمكانات التي قد توفرها العملات الرقمية للبنوك المركزية والتقنيات الناشئة في زيادة فاعلية أدوات البنوك المركزية للقيام بدورها الأهم وتحقيق أهدافها.
وبدوره قال المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي الدكتور عبدالرحمن الحميدي إن الوتيرة المتسارعة لرقمنة الخدمات المالية خاصة في أعقاب جائحة (كوفيد19) والابتكار في البنية التحتية المالية واستخدام تقنية السجلات الموزعة جنبا إلى جنب مع ظهور آليات التمويل اللامركزي أدت إلى قيام البنوك المركزية في أنحاء العالم بتقييم مختلف جوانب العملات الرقمية للبنوك المركزية والنقود الإلكترونية من حيث دراسة واختيار مختلف حالات الاستخدام لمدفوعات الجملة والتجزئة لهذه العملات.
وقال إن التجارب العالمية تتسارع لاختيار جدوى مشروع العملات الرقمية للبنوك المركزية وتقييم جميع الجوانب ذات الصلة من التصميم إلى دراسة الآثار المختلفة لهذه العملات على الاستقرار المالي والسياسة النقدية ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
واكد أن الدول العربية لم تغب عن هذا المشهد وهو ما عكس الاهتمام المتزايد على مستوى المنطقة العربية بتقييم إصدار البنوك المركزية لعملات رقمية بنسبة 76 بالمئة من المصارف المركزية العربية المستجيبة للاستبيان وهي 17 مصرفاً مركزيا عربيا.
وكانت اعمال اجتماع الدورة الاعتيادية ال46 لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية الذي استضافته المملكة ممثلة بالبنك المركزي السعودي انطلقت امس الاحد في جدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. (النهاية) م د م / ش م ع