باريس - 31 - 1 (كونا) -- أكدت الكويت اليوم الاثنين مواصلة جهودها لحماية التراث الانساني معربة عن إدانتها الشديدة لتدمير الصروح الثقافية والاثرية والمجازر المرتكبة بحق الاشخاص.
جاء ذلك في كلمة القاها سفير دولة الكويت لدى فرنسا سامي السليمان في المؤتمر الثاني للجهات المانحة والشركاء الداعمين للتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (مؤسسة الف) والذي اقيم في متحف (اللوفر).
ونقل السليمان تحيات وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح متمنيا التوفيق والنجاح لهذا المؤتمر المهم المعني بحماية التراث الثقافي المعرض للخطر في مناطق النزاع والمحافظة على الاثار وحمايته من التدمير والتشويه.
ودعا السليمان في كلمته الى ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي في مكافحة تلك الجرائم مؤكدا ان ”العالم عانى في الفترة الماضية من العديد من التوترات والنزاعات حيث كانت الضحية الاولى هي البشرية والضحية الثانية التراث الانساني وتاريخه مع اندلاع الحروب المدمرة للممتلكات الثقافية والتراثية“.
واوضح ان الكويت تولي اهتماما خاصا بهذا المؤتمر الذي يهدف الى المحافظة على الموروث الثقافي والحضاري للشعوب وسجلها البشري الذي يشدد على تطور البشرية واسهاماتها الانسانية في عمارة الارض.
وفي هذا الاطار استذكر السليمان مشاركة المغفور له باذن الله تعالى سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه في المؤتمر الدولي حول التراث المهدد بالخطر في العاصمة الاماراتية ابوظبي في عام 2016 بالاضافة الى اعلان الكويت عن تبرع بمبلغ 5 ملايين دولار امريكي في مؤتمر المانحين الاول في عام 2017 لدعم صندوق التحالف (الف).
واشار الى دور الكويت الفعال في هذا المجال لافتا الى مشاركة الكويت في مؤتمر اعادة اعمار الموصل في 11 سبتمبر 2018 والذي تم في مقر منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ومؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق الذي عقد في الكويت عام 2018 والذي نجح بتأكيد التزامات مالية بقيمة 30 مليار دولار امريكي.
وعلى هامش المؤتمر قال الامين العام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ”من المهم ان نعلم ان جميع الاثار وما تبقى من حضارات تاريخية قديمة سوف يكون ذخر البشرية وارثها العظيم فعلينا مسؤولية كبيرة جدا في المحافظة على هذا الارث الثقافي الحضاري الانساني على مدى الحياه حتى ينقل جيلا بعد جيل وان يكون بالفعل بعيدا عن كل الازمات والصراعات“.
واشاد العبدالجليل بالمؤتمر وما يصبو اليه من صون وحماية التراث المادي وغير المادي عبر المحافظة على التراث الانساني العالمي من الدمار والاضرار التي تلحق خلال الحروب والمآسي والنزاعات المسلحة.
كما اشاد بالأهداف النبيلة للمؤسسة قائلا "انها تعمل من اجل السلام والتعايش السلمي والسماحة والتسامح بين البشر وكي يدوم هذا الموروث الانساني عبر حضارات تاريخية عريقة“.
واضاف ”لله الحمد فإن دولة الكويت دائما تحرص على ان تنشر السلام والمحبة والتعايش بين البشر وتدعم كل الجهود الانسانيه التي تحفظ ما تبقى للانسان من حضاراته التاريخيه لتصورها الى العالم لننتقل من خلالها الى عالم متقدم متحضر اكثر ازدهارا ونماء“.
وفي افتتاح المؤتمر اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر تقنية الاتصال بالفيديو عن تجديد مساهمة بلاده ب 30 مليون دولار امريكي.
من جانبه اكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في كلمة الافتتاحية ان المؤتمر احتضنته فرنسا في اطار توليها رئاسة مجلس الاتحاد الاوروبي ويعد فرصة للمجتمع الدولي من اجل اعادة تأكيد التزامه بحماية التراث الثقافي في مناطق النزاع باعتباره عنصرا من عناصر تحقيق التنمية المستدامة والمصالحة والسلام ولاسيما ان هذه القضية اكتسبت أهمية كبيرة في ظل الصراعات العديدة التي يشهدها العالم.
وتم خلال المؤتمر الاعلان عن التزامات مالية من مختلف الدول بقيمة 90 مليون دولار امريكي بالاضافة الى انضمام عدة دول للمؤسسة.
وحضر المؤتمر من الجانب الكويتي سفير دولة الكويت سامي السليمان والامين العام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل.
يذكر انه تم انشاء مؤسسة (الف) في مارس 2017 بمبادرة من فرنسا والإمارات العربية المتحدة وانضمام خمس دول هي السعودية والكويت ولوكسمبورغ والصين والمغرب بالإضافة إلى ثلاثة مانحين خاصين.
وتهدف المؤسسة الى حماية التراث الثقافي في الدول التي تواجه أزمات ولاسيما في منطقتي الشرق الأوسط والساحل حيث مولت ودعمت قرابة 150 مشروعا في 30 بلدا على امتداد أربع قارات. (النهاية) م ع / ر ج